Nov 6, 2007

أقوال .. لا أفعال



في دنيا كل منا متاعب كثيرة، مختلفة الأشكال والألوان والأحجام، وإن كان بعضها حقيقياً، والبعض الآخر وهمياً لا وجود له في الواقع وفي الحقيقة.. كثير من هذه المتاعب التي نتعرض لها، وما تسببه لنا من قلق وهموم وأحزان ليست صادرة عن المتاعب ذاتها، وإنما هي تنبع من داخل النفس أحياناً.. حين ننظر إلى المواقف المختلفة المحيطة بنا بعين التطير والتشاؤم.. ونعتبر نتائجها متاعب ما بعدها متاعب. والعجيب أن الموقف الواحد، قد يختلف على نتيجته اثنان، أحدهما يعتبره موقفاً شاقاً مرهقاً، يضني النفس ويوجع القلب، بينما الآخر ينظر إليه ببساطة متناهية، ويعدّه شيئاً عادياً لا غبار عليه ولا يستدعي إطلاقاً كل هذا القلق والتوتر والانفعال، وما يخلفه من هموم وأحزان. ومع اختلاف الأحكام، نجد أن الناس تختلف في نظرتها إلى الحياة، وفي تقديرها للأمور اختلافاً عظيماً، فهم مختلفون في تقييمهم للقبح والجمال، وكما يجب أن لا يكون أو يكون، ولما هو خطأ أو صواب.. إذ تختلف نفوس الناس، كما تختلف وجوههم.. وبالتالي تختلف أفعالهم وأنماط سلوكهم وقديماً قالوا: إن للأفعال صوتاً أعلى من صوت الأقوال؛ لهذا يجب أن يحكم الناس على الآخرين بأفعالهم، وتصرفاتهم، وليس فقط بكلامهم. صحيح قد تكون النوايا الطيبة موجودة.. لكنها وحدها لا تكفي. ومن المدهش أننا كثيراً ما نلتقي بأناس حسني النيّة، صافي السريرة، إلا أنهم يكتفون بهذا القدر، ويقنعون بالوقوف عند هذا الحد، ولا تخرج أعمالهم أبداً إلى دنيا الواقع، ولا تصدر أفعالهم إطلاقاً في عالم الحقيقة.. مجرد نيّة طيبة صافية.. فقط !! أما الأفعال المحسوسة الملموسة فلا وجود لها في واقع الحياة ومن هنا .. قد تأتي بعض المتاعب، حين نتكاسل عن القيام بأداء واجب ما، في وقت ما، لشخص ما.. هذا التأجيل المستمر يصعّب العمل، وكما قالوا: التأجيل يجعل العمل السهل صعباً، كما يجعل العمل الممكن مستحيلاً.. فلنعمل دوماً على تغيير أنفسنا إلى الأفضل، ولنعلم أن الإنسان في حالة تغير دائمة، فأنت لست نفسك قبل سنة.. أو قبل سنوات.. أنت تغيرت وتغيرت ومن المؤكد أنك تلمس بنفسك مواطن هذا التغير، وحتماً أنك تعرفها أكثر من غيرك.. فلماذا لا يكون تغييراً نحو الأفضل والأحسن والأجمل ؟ فليواجه كل منا مواطن ضعفه بقوة وشجاعة، وليتعرف كل منا على أخطاءه، وليعترف بوجودها صراحة بينه وبين نفسه.. ولنعلم جميعاً أن لكل إنسان، مهما كان قوياً، نقطة ضعف، وفي كل إنسان مهما كان ضعيفاً مركز قوة فليقف كل منا وقفة مع النفس.. ولنتصارح بصدق الذات، لنحاول معرفة ماهيتها عن قرب، ولنتعرف على حقيقتنا عن كثب.. كي نفهم أنفسنا فإذا لم نفلح في ذلك، أقصد إذا صعب علينا ذلك، وأخفقنا في معرفة أنفسنا، وفهم حقيقة ما بداخلنا.. فليس أقل من أن نعرف كيف نعيش.. وكيف نحيا بل.. كيف نمارس فن الحياة

No comments: