كنت على موعد مع الزمن للقاء.. المكان يغص بالمدعوين لحضور المناسبة، والموسيقى المتناغمة تعلن عن الاحتفاء باللحظة.. لكنني كنت أوفر على نفسي عناء -الانتظار- الذي أكنّ له مشاعر معادية تماماً. أبحث عن وجهكِ في وجوه الحاضرين أمامي، مع أنه كان متواجداً في كل الإتجاهات والزوايا، أبتسم مجاملة لبعضهن متردداً أمام مصافحة قد تسرق الوقت مني، لأنهن لا يدركن قدر علاقتي بك، يشرن لي بعض المقربات لك بسرية أنك هناك خلف الباب من أجل التهيؤ للظهور لهذا الحضور الذي يحترق شوقاً لرؤيتك بعد غياب طويل هذه المرّة، ولكنّي أحبذ اللقاء بك رفقةً ووسط الجميع
كم يتملكني شعور غريب من القلق ومشاعر شتى من المتناقضات تتأجج داخلي لوعة الفراق.. تبعث بين ثنايا روحي عبقاً من اللهفة والاشتياق للحظة، كل ما يختلجني يشعرني بالتبجيل لتلك اللحظة، عيناي بين اللحظة والأخرى يسرقن
النظر لذلك الباب الموصد
ها أنتِ ...
كما عهدتكِ دائماً بابتسامتكِ (التي تشعرني بصفاء روحَكِ) والتي فيها ما أستطيع ترجمته بيني وبين نفسي فقط ، والتي أعشقها .. لأنّ فيها من الوقار المحببْ إلى نفسي.. ها أنتِ تتلهفين إلى مكاني عندما أشارت لكِ شقيقتكِ إلى
مكان وجودي، لنشتركْ في عناق نترجمُ فيه أشواقاً جمحتها الغُربة عن التعبير زمناً
وها نحن ...
نطرح الاشتياق جانباً في لقاءٍ حميم نتخذ منه رؤوس أقلام للتعبير عما سرق الزمان منا طيلة فترة فراقنا
ها أنتِ أيتُها الصديقة الغالية، (والغالية جداً) تحزمين حقائبك غداً استعداداً للرحيل مجدداً.. ولم تسمح ليّ الأيام إلا بسويعاتٍ للقائك، وكأنها تمُنّ عليّ بصحبتكِ وتجبرني على الإكتفاء بلقاءٍ قصير نسرقه من الزمن للأقتات على تفاصيله كلما هب الحنينُ إليكِ
ففداكِ أشواقي يا رفيقة الصبا والشباب
No comments:
Post a Comment