Nov 17, 2007

لسنا مغناطيساً .. فارغاً


ربما كان أبهج إحساس يمر في ساعة زمن ثقيل، هو الضحك من القلب. فأن يبقى الإنسان كئيباً صارماً لا يفارق العبوس ملامح وجهه، ولا يغادر الهم جدران نفسه، ولا تعرف البسمة طريقاً إلى شفتيه، لأنه قد أصبح إنساناً مرموقاً
مشهورا . . لهو إنسان جد تعس !! إنسان يحتاج ويشتاق إلى تلك اللحظة الضاحكة بكل حنايا وثنايا قلبه المطحون

والنجاح . . أيُّ نجاح، سيكون حتماً أجمل وأروع لو جاء نجاحاً مرحاً لم يُضحِِِِِ صاحبه بابتسامته، ولم يغدر بضحكته
من أجل أن يصبح شخصاً عظيماً ناجحاً

هذا الإنسان لو عرف أن أسلوب تفكيره، وطريقة كلامه لهما علاقة وطيدة بتحديد طموحه، وصنع نجاحه . . ذاك الذي يحفل بالفرح والسعادة . . والحب، لكان حمد الله كثيراً الذي وهبه هذه النعمة، وتلك المقدرة، على وأد التعاسة . . وخلق السعادة . . والنجاح. فهذا الأسلوب في التفكير، وما يؤدي إليه من طريقة معينة في الكلام، تشي بالبهجة، وتوحي بالتفاؤل . . هذا التفكير ذاته يولد فينا موجات واهتزازات تجذب إلينا كل ما يتفق مع تفكيرنا وكلامنا . . وهكذا . . نبقى دائماً خالقي فكر، وصانعي نجاح

ونحن إذا دأبنا على ممارسة التفكير المضيء الواعد، وحرصنا على الكلام البهيج السعيد، سنحصل بديهياً على السلام
الداخلي، بعد أن عرفنا كيف نبعث ونبُث كل ما من شأنه أن يجلب لنا السعادة . . ببساطة متناهية، وبكل وضوح أقول لوعرفنا كيف نجعل تفكيرنا يدور حول محور الفرح والسعادة، سنعيش دائماً في محيط الفرح والسعادة. فهل نحرص على أن نبقي مشاعرنا الداخلية من تلك الأفكار الكئيبة المحزنة التي يغمرنا بها العالم من حولنا ؟! هل نحاول بجدية أن ننجي أنفسنا من الغرق في تلك الفيضانات الدافقة الهادرة؟! وهل نحاول حقاً خلق الفكرة الطامحة الهادفة، خاصة لو عرفنا (قدرتها) على الجاذبية؟! لكن . . هل نعرف جميعاً ما هو قانون الجاذبية ؟

قانون الجاذبية كما جاء في المجلد الثاني من (دائرة المعارف السيكولوجية) هو : "قانون الحب" ليس إلاّ، وليس لهذا القانون أية علاقة بالرغبة التي تدفع فتى جميلاً نحو فتاة جميلة وبالعكس، ويمكن تعريفه كما يلي : " إن الإهتزازات الذاتية المتماثلة تتجاذب وتتحد وتقوى بالتبادل". وكي لا نكون مغناطيساً فارغاً خاوياً فقد قدرته على الجذب والتأثير، أهدي لكم تلك الفقرة التي وردت في نفس المصدر السابق، كي يعلم ما بها، ونتعلم منها، أملاً في تحقيق التآلف والنجاح والإبهار. يقول العلم إن كل شيء في الكون هو (اهتزاز). وعليك أن تدرك (كيف) تجذب كل ما أنت راغب فيه. وفكرة الأمل، والحب المنعتق من كل أنانية، والإعجاب، والسماح، تخلق فينا اهتزازات سامية، سريعة، تنظم إلى الاهتزازات المماثلة وتشكل معها ظاهرة قوية. وحين نشعر بانحطاط فإن اهتزازاتنا تنخفض، وتبطئ، ولا يبقى شيء مما هو سعيد ومنسجم في حقل الجاذبية عندنا

من هنا نعلم كيف نفقد أعظم الآمال. إننا كالحجر المغناطيسي الذي فارقه المغناطيس، ويلزمنا جهد واع لكي نحرك اهتزازاتنا من جديد في سبيل تحقيق آمالنا. فلو أننا زرعنا داخلنا أفكار السعادة والفرح، والطموح والنجاح، مهما كانت صعوبة الظروف المحيطة المحبطة. . سنفلح حتماً في العيش مع النفس بسلام . . وسنعرف كيف نمضي قدُماً على درب الزمان، آملين في النهاية بالالتقاء مع السعادة والفرح .. والنجاح . . وأيُّ نجاح! حقاً . . ما أندر أن يجد الإنسان نفسه وقد تجسدت أحلامه، وتحققت آماله . . ومازالت روحه شابة، وقلبه ضاحكاً، وفمه مبتسماً. هذا الإنسان الناجح السعيد هو الذي يعيش جيداً، ويضحك جيداً، ويحب أكثر، ويكسب احترام الأذكياء وحب الأطفال، وهو الذي يملأ مكانه
وينجز مهمته، ويترك العالم أفضل مما وجد

No comments: