أحياناً.. يشعر البعض بالرغبة في رد الاعتبار، أو الأخذ بالثأر، حتى ولو كان ذلك مقابل كلمة نافرة، أو لمجرد موقف سخيف.. وضعه فيه الآخرون! إنهم يظلون يفكرون ويدبرون، وربما يخططون لكيفية الرد والانتقام، على ما كان من حوار.. أو ما حدث من مواقف ! ورغم أن الموقف قد يتأزم ويتطور، إلا أنهم أبداً لا يتراجعون عن تنفيذ رغبتهم النارية وتحقيق نزواتهم الثأرية، أملاً في أن يندمل جرح كرامتهم، وأن تُشفى خدوش عزتهم، فهم يعتقدون – خطأ – أنهم لو لم يسارعوا برد اعتبارهم، سوف يكونون ناقصي الكرامة، سليبي العزة، عديمي الشخصية والشموخ والإباء لهؤلاء البعض أصحاب القلوب الملونة، أقوال بكل الأرجاء: ما أجمل العفو.. عند المقدرة وما أروع العفو عن هفوات الناس، وغفران أخطائهم، فهذا يُعد حسنة حقيقية، فالله سبحانه كبير في غفرانه، عظيم في عفوه وتسامحه. قال تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. الله جلّ جلاله يدعونا إلى المعاملة الطيبة، والتسامح، والمحبة، فيمنحنا أجراً في الحياة الدنيا هو راحة القلب والضمير، ويغمرنا بمشاعر الرضى عن النفس، كما يكافئنا في الحياة الآخرة بالأجر والثواب فلنحاول أن نتسامى عن نزوة الثأر، وأن نتعالى عن رغبة الانتقام، فهذا الانتصار العابر، والزهو الوقتي، لحظة إشباع شهوة الانتقام، سرعان ما يزول ويخبو، ويعقبه ندم عاتٍ عنيف، يعصف بنا، يدمر إحساسنا.. ولكن.. بالعفو.. سنربح مكسبين ثمينين أولهما: صفاء الروح وراحة الضمير والعيش بسلام مع النفس . فهل جربت مرة كيف يكون شعورك وأنت تمارس العفو عند المقدرة؟! إنك حتماً ستشعر أنك الأقوى.. أقوى من الانتقام نفسه... أو ليست هذه هي قمة القوة؟ ثانيهما: كسب محبة الناس، حتى الأعداء أنفسهم، فيصبح حينذاك العدو اللدود صديقاً حميماً، وتغدو الدنيا أجمل وأعذب، أنعم وأرهف، مادامت نفوسنا هادئة مطمئنة، تنعم بالسكينة وتزخر بالأمان ومع الوقت، سنجد أنفسنا أسعد حالاً، فكلما كسب الإنسان صديقاً حقق انتصاراً ذاتياً ذهنياً، وبالتدريج.. ربما تربح بعض الأعداء، الذين قد تنجح في أن تضمهم إلى قائمة الأصدقاء، وحتى لو لم تفلح في ذلك، ظناً منك أن التعامل معهم من جديد غير مجدٍ وغير مثمر، فيكفي أن تقنع بالعفو عنهم، كما قال "أوسكار وايلد" : "اغفر لأعدائك فلا شيء يضعفهم أكثر من ذلك". فلماذا لا نغفر؟ ولماذا لا نعفو؟ إن البعض للأسف يعتقد أن التسامح مذلة، وأن العفو امتهان، وأن الغفران ضعف، في حين أن الغفران قوة . . وأية قوة
Archive
-
▼
2007
(50)
-
▼
November
(25)
- "فداك أشواقي ... أيتها "الصديقة الغالية
- قمة القوة
- سياج عيون
- سيل الذكريات
- لو علمنا الغيب ؟
- أقوال .. لا أفعال
- نمعن في تجاهل الزمان
- أنت حين تتألم
- جدار الواقع
- نحن لا نفهم الحب
- لحن يُعزف تلقائياً
- العين الثالثة
- عشقوا الكلمة ... فعشقتهم
- الآخر
- لسنا مغناطيساً .. فارغاً
- تفاءلوا بالخير .. تجدوه
- هل هذا معقول ؟
- العذاب ليس له طبقة
- حرية رسم الأزهار
- أنا ونفسي والشيطان
- لماذا تمرض نفوسنا ؟
- وما هم بخارجين من النار
- الغيبة والنميمة .. مدخل لمعرفة الشخصية
- شيء لا يُشترى
- لا تقل إني فاشل
-
▼
November
(25)
No comments:
Post a Comment