Nov 10, 2007

لحن يُعزف تلقائياً



دموع التماسيح يُقال أنها دموع خائنة خادعة، تنهمر وتسيل، بينما دماء الفريسة تُهدر وتُسفح.. وأعتقد أنها لذلك تكون دموعاً رطبة.. باردة
أما دماء الشعراء التي تهطل وتنهمر بلا انقطاع حباً وشغفاً وهياماً، فأتصورها دموعاً حارة لاهبة، كتلك الزفرات الملتهبة الساخنة التي تصعد عالية في سماء الحب والغرام، ولو اجتمعت جميعها في زمان واحد لأحرقت بنيران جحيمها الكرة الأرضية! هذه بالطبع مبالغة أدبية، تليق بمجالس الشعراء وأحاديثهم. فمنذ أن كانت المرأة والجمال والحب، والشعراء قديماً وحديثاً يعزفون على قيثارتهم ذلك اللحن الخالد الذي لا ينتهي أبداً. هو لحن يتكرر في نغمه، ومع ذلك يبقى جديداً متجدداً، لا يمل ولا يفقد جدته وحداثته! فمازالت الأُذن تُرهف لسماعه، والقلوب تتفتح لإيقاعه، والمشاعر تهتز لأنه صلة الطبيعة بين الرجل والمرأة، وهذا اللحن هو الذي يُعزف تلقائياً حينما تتأجج عواطف الحب ومشاعر الجمال، ورؤيا المرأة التي يعزف قلبها.. نغمات العاطفة المرهفة الصادقة

No comments: