جميل أن تزداد قيمة القديم العريق، وأجمل أن تتضاعف قيمته مع الوقت، والأجمل أن يدرك الجميع ذلك، وأن يحرصوا عليه ففي القديم العريق خلاصة التجربة والخبرة.. وعصارة الزمن والحياة ! أقول رغم ابتعاد التعبير عن المعنى الذي أريد، إلا أنني أقول أن حفلات التكريم التي تُقام على شرف الرواد الأوائل للصحافة تعبر عن ذلك أحسن تعبير فهذا يعني أن هذه المهنة فيها الوفاء والحب الذي لا يعرف الحدود، فيها التقدير الذي لا يتوقف لهؤلاء العمالقة الأوائل الذين أحبوا القلم فأحبهم، وعشقوا الكلمة فعشقتهم، وقدّروا المهنة فقدرتهم إنهم عاشوا في دنيا الصحافة بكل صخبها، ضجيجها، إرهاقها، ومعاناتها.. عاشوا فيها مع الكفاح والصبر والجهد والمثابرة.. حتى أصبحوا يتمركزون عن جدارة واستحقاق في الموقع العملاق. حقاً.. يجب أن يكون الرجل عملاقاً ليشغل مكاناً عملاقاً. فكما أن الأصفار لا تستطيع وحدها أن تخلف رقماً كبيراً، كذلك المقعد وحده لا يخلف العملاق ولا ينبته، وإنما العملاق هو الذي يملاً المقعد ويفيض عنه.. بالعمل والفكر والكفاح والصبر. إنهم هناك.. هؤلاء العمالقة يفكرون ويكتبون ويفسرون
فهم حقاً... عشقوا الكلمة.. فعشقتهم
No comments:
Post a Comment