Nov 18, 2007

تفاءلوا بالخير .. تجدوه


لفت نظري هؤلاء الذين يعتادون في مطلع كل عامٍ جديد أن يقوموا بالإخبار عما يحدث في العالم من تغيرات وتحولات، فتجدهم يملئون الدنيا كتابات جميع محاورها تدور حول: أحوال العالم الجديد ... برجك بماذا يخبرك هذا العام ؟ شخصيتك في العام الجديد ... النجوم وتأثيرها عليك في سنة كذا ... إلى آخره .. إلى آخره.. وبدأت أسترجع مواقف متكررة وأحداثاً تأتي دائماً مع كل سنة جديدة، فوجدت الناس وبشغف شديد يجمعون هذه المطبوعات الفلكية المثيرة ويجلسون يقرؤونها بوله ونهم. فهم لا يستطيعوا أن يخفوا إعجابهم الشديد بها ولا يمكنهم مداراة هيامهم بمطالعتها. أسأل نفسي وأقول: ربما هي هوايتهم القديمة التي لصقت بهم منذ أن كانوا صغاراً ! وربما هي تسلية حقيقية تمتعهم في أوقات فراغهم ! .. لست أدري !! انتبهت إلى نفسي فزعاً أترقب أحداثاً جساماً تغزو العام الجديد، هلاك .. دمار .. خراب! ما هذا الكلام السخيف ؟! وما هذه التنبؤات المخيفة المرعبة ؟! وما سبب هذا التطيٍّر والتشاؤم الفظيع الذي تبثه بعض الأقلام القاسية في نفوس الناس الطيبين !! ولم أشأ أن أستطرد في متابعة قراءات كئيبة تضيق بها نفسي وأنفسكم، ولا يطيق نذيرها فؤادي ... وأدركت أن هذه الكتابات خطتها أقلام واجفة خلت قلوب أصحابها من الإيمان، ونضبت عقول كتابها من التفكر في قدرة الله تعالى .. خالق الأرض والسماء، فجهلتْ معنى عظمته في الاحتفاظ بالغيب له وحده سبحانه، ولذا ذاق وجدانهم عذاب الأرق والألم والهلع، وفزعت قلوبهم من لذة الإحساس بالطمأنينة والأمن والسلام. قال تعالى في كتابه العزيز ( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله) صدق الله العظيم. فهؤلاء الناس لو احتضنوا الكتاب العظيم ألا وهو (القرآن الكريم) .. لارتاحت عقولهم، وسعد وجدانهم، وسكنت معه أرواحهم. كتاباً يحسون جواره السكينة والأمان، هذا الكتاب السامي المقدس التي هبطت كلماته نقيّة من السماء .. فهم بتمسكهم به سيعيشون السعادة مع عميق فكرهم، وهدوء نفسهم، وراحة بالهم. فالعقل والوجدان هما عينان ننظر بهما .. عين تقع على القريب، وعين تمتد إلى البعيد .. فلو نظروا بهما لرأوا أيام الله كلها صفاء وبركة وأماناً. في القريب .. ندعو الله، وفي البعيد نرجو الله أن يبعد عنا نذير الشؤم والسوء وأن يجعل أيامنا كلها الخير والسعادة والهناء .. حقاً .. تفاءلوا بالخير تجدوه

No comments: