الكون .. بما فيه من كواكب ونجوم وشموس وأقمار، وبما يلفه من شاسع الفضاء .. يفتح أمام الإنسان باباً واسعاً للأمل .. للمنى .. والرجاء. إنه ذلك الإنسان السعيد المتفائل، المُحب للناس، الفرح بالحياة، الذي يتأمل حوله متملياً في قدرة الله سبحانه، خالق الأرض والسماوات
هو نفسه .. ذلك الإنسان المستبشر خيراً، الذي يرى في كمون بذرة ما، في تربة ما، تصنيعاً آخر للحياة
إنه لا يمكن أن يتخيل أبداً أن تلك البذرة الضئيلة الضعيفة، قد انطفأت فيها جذوة الحياة .. رغم مرقدها البارد، وإنما يوقن أنها هناك باقية تنسج رغم الظلام، رداءً ملوناً جميلاً .. فما تلبث أن تنمو أغصان .. وأزهار .. وأشجار
هو ذاته .. ذلك الإنسان الراضي القانع، الذي يخفق قلبه فرحاً، حين يلمح بقعة ظليلة وارفة، يمدد تحتها قامته المرهقة المتعبة، إثر طول لهاث ومعاناة .. إنه يشعر حينذاك بسعادة غامرة، وكأنه وجد كنزاً من الظلال
هذا المتفائل.. يرى بعين الأمل ابتسامة الحب تتألق على وجه القمر .. ويلمح بهجة الحياة تلمع في نظرات النجم الساهر .. ويسمع دبيب الحياة يسامر جزيئات النيازك، ويراقص النجوم المذنبة التي تعشق الدوران في مدار الأرض .. بل ها هي من فرط العشق والوله تتبادل الجزيئات بينها وبين الأرض .. والتي ربما أثّرت على التطور العضوي للحياة فوق بساطها
هذا الإنسان السعيد المتفائل ينظر حوله متحسراً، نادماً على ما فعل أخوه الإنسان .. متسائلاً كيف ارتكب تلك الجريمة النكراء، حينما دمر عشرات الألوف من الأشجار وفتك بها .. بحجة التقدم العمراني.. إنه الآن يبحث مشتاقاً عن اللون الأخضر في الأرض، أنه يظل يدور ويدور متلهفاً للعثور على الظل الأسمر مهما كان ضئيلاً، مقرراً في الوقت نفسه أن نصيب الفرد من المساحة الخضراء .. يدل على مدى تقدم ورفاهية الشعوب
No comments:
Post a Comment