May 2, 2008

المخيلة الخلاقـة.. لتحقيق الهدف





المخيلة الخلاقة، هي الملكة التي بواسطتها يتم "الحدس" و"الإلهام"، وبواسطتها يمكن الاتصال بذبذبات الأفكار من العقول الأخرى، وبواسطتها يستطيع عقل الإنسان المحدود الاتصال مباشرة مع العقل اللانهائي. وبواسطتها يمكن لإنسان ما أن يتراسل أو يتناغم مع العقول الباطنة للأشخاص الاخرين. هذه المخيلة الخلاّقة، تعمل فقط عندما يكون العقل الواعي يتذبذب بمعدل سريع، كما يحصل بتحفز العقل الواعي بواسطة الرغبة القوية، في محاولة تفسير سلوك الحيوانات، عادة نقول: إن الحيوانات لها "غرائز" معينة توجهها، وبتحليلنا لهذه الغرائز، نجد أنها تساعد الحيوانات لأن تتلائم بنجاح مع محيطها. وباختصار، فإن هذه الحيوانات لها "غريزة النجاح" أو التلائم مع المحيط. غالباً ما تتغاضى عن حقيقة أن الإنسان بدروه له أيضاً غريزة النجاح، ولكنها أكثر غرابة وأكثر تعقيداً من أي حيوان، ومن جهة أخرى، فالإنسان مميز ومبارك بصورة خاصة من هذه الناحية. الحيوانات ليس باستطاعتها اختيار أهدافها، أهداف الحيوانات (المحافظة على الذات والنوع)، ويمكن القول، أنها موجهة مسبقاً، ونجاحها آلي محدود بما يلائم الأهداف الموضوعية التي ندعوها "غرائز"، تماماً، مثل آلة الحاسوب المبرمجة مسبقاً

الإنسان عنده شيء خاص، ليس للحيوانات مثله – المخيلة الخلاّقة، الإنسان لوحده، باستطاعته أن يوجه غريزته للنجاح، وذلك باستعمال مخيلته أو قدرته على التصور. التخيل لديه القوى اللازمة لتحقيق ما يتخيله (الهدف)، فعندما يقرر أو يوضح الهدف، يقدم (العقل الباطن) الوسائل اللازمة لتحقيق هذا التخيل (الهدف)، فإن أراد إنسان مثلاً التخلص من صداعه (آلام في رأسه) يكفي أن يتخيل بتركيز -أي بشدة- أن الآلام قد زالت، عندئذ يعمل العقل الباطن كل ما يلزم لتحقيق زوال تلك الآلام فعلاً وحقيقة



د. أحمد توفيق

No comments: