May 4, 2008

تمسك بهدوءك.. تنجح




هناك علاقة عميقة بين الأعصاب وأعضاء الجسم ووظائفها المختلفة، فلو أدرك المرء قوة هذه العلاقة، لحافظ على هدوء أعصابه، ليعيش سليماً معافى. ولكن الكثيرين يعتقدون أن الجهاز العصبي لا يسيطر إلا على أعضاء الجسم الخارجية فقط، فلا يتحكم إلا في الحركة والمشي والكلام. والحقيقة، أن الجهاز العصبي يتحكم بجميع الأعضاء والأجهزة الداخلية بما فيها القلب والأوعية الدموية، والجهاز الهضمي والتناسلي والبولي والرئتين. ويجب أن يعلم المرء، أن المؤثرات النفسية المختلفة، مهما كانت بسيطة، تؤثر في وظائف كثير من أعضاء الجسم، وإفرازات غدده الداخلية، فعند خوفه أو غضبه، تزداد ضربات قلبه، ويرتفع ضغط دمه، وترتجف أطرافه، وكثيراً ما يتصبب منه العرق، ويُصاب كثير من الطلبة بإسهال أو إدرار في البول قبيل دخول الامتحان، أما في الفرح فينخفض ضغط الدم، ويشعر الإنسان بنشاط غريب، وتزداد شهيته للأكل. وقد أثبت الطب الحديث أن كثيراً من الأمراض العضوية، كارتفاع ضغط الدم، والذبحة الصدرية، والبول السكري، وقرحات المعدة، وتقلص القولون، والربو، والصداع، تنشأ في أكثر الأحيان من الاضطرابات النفسية، وقد أمكن شفاء كثير من هذه الحالات بالعلاج النفسي بعد أن فشلت فيه جميع الوسائل الأخرى. وتظهر هذه الأمراض أو بعضها في الشخص المنطوي على نفسه، ذي المزاج المرهف، إذا تعرض لصدمات نفسية شديدة، ولم يتمكن من التغلب عليها، وحينئذٍ، تتوتر أعصابه، فتضطرب وظائف جسمه، وغالباً ما تتركز الأعراض في عضو من جسمه، خصوصاً إذا كان عضواً ضعيفاً في الأصل


ولكي تعيش بأعصاب سليمة، يجب عليك أن تتجني التفكير المستمر، والعمل المتواصل، فإن لنفسك كما لبدنك عليك حق، فعليك أن تنسى عملك بمجرد انتهائه، وأن تخلد إلى الراحة من أعمالك ومشاغلك كلما سنحت لك الفرصة، وعليك أن تغتنم عطلة آخر الأسبوع والعطلات الصيفية لتحقيق ذلك. ويجب أن تقضي هذه الفترات بعيداً عن محيط عملك، في رحلات بعيدة، أو رياضة نافعة، فإذا عدت إلى عملك، كنت هادىء البال نشيطاً، ويمكنك أن تستلقي مدة كل يوم في الفراش مسترخياً، في هدوء،غير مفكر في كل شيء، فتشعر بعدها براحة نفسية وبدنية. واحذر الهم والغضب فهي أحد أعدائك، وعواقبها وخيمة، فالهم قاتل، ويجب عليك أن تتغلب عليه بإزالة أسبابه، وبقوة إرادتك وايمانك. أما الغضب فتذرع له بالحلم، وابدأ يومك بهدوء ، وستجد أن ليس ثمة ما يُوجب الغضب، في أكثر الأحيان. ويجب أن تتخذ قراراً معيناً في كل موقف أو صعوبة تقابلك بعد رويّة وتبصر، وأن تسعى لتحقيق هذا الهدف بصبر وجلد، واحذرالمواقف المعلقة، وأنصاف الحلول، فإنها تؤدي بك إلى التفكير المستمر، والقلق الشديد. ولا تندم على شيء فات، أو خسارة أصابتك، فلا فائدة من الندم، وليكن ذلك الموقف أو تلك الخسارة، حافزاً قوياً يدفعك إلى الأمام، واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً، وعش هادىء الأعصاب.. تعش سليماً معافى

No comments: