May 13, 2008

المكتئب هو أنت.. وليس العالم من حولك



يلزم الشخص المكتئب أن يتذكر بأن الاكتئاب إنما هو إحساس بدني فيزيقي يعبّر عن أقصى حالات الإرهاق والإعياء تطرفاً والتي تصيب انفعالاته. وأنك حالما تمتنع عن جلد نفسك بسياط الخوف، وحالما تتوقف عن منازلة الخوف كراً وفراً، فإنك تصبح أقل خوفاً، وأن الاكتئاب سيزول تدريجياً، وبالتالي يرتفع نهائياً. إن جسمك أشبه بسيارة انتهى مفعول حاشدتها فخمدت وهمدت وبطل فعلها. وإن أنت استمريت بالضغط والتزوير الشديد على المحرك التلقائي، فإن الحاشدة هذه لن يتسنى لها الشحن، أو أن تكتسب بسوط التوتر والخوف والقلق، فأنك بذلك تتيح لبدنك أن يستعيد شحن ذاته تلقائياً ويستكمل حيويته. واعلم أن الاكتئاب لن يستمر إلى مالانهاية.. إذن، فقم بالعوم عبرهذه الفترة من فترات الاكتئاب، وأنت ترنو إلى الأمام بأمل كبير. وفوق كل هذا، عليك أن تتذكر أن الاكتئاب فيك.. وأن المكتئب هو أنت.. وأنه ليس العالم من حولك، وإن العالم ليس بمثل هذه السوأة


الكأبة مرض، مثلها في ذلك مثل النترلة الوافدة، فمثلها النترلة الوافدة هذه، هي مرض كذلك الكآبة، وإن الطبيعة جاهزة ومستعدة أن تشفي هذه كما تشفي تلك، أي تشفي الكأبة كما تشفي النترلة الوافدة، فأمنح الطبيعة فرصتها لتؤدي وظيفتها. لكن الاكتئاب يعمل وفق الحلقة المفرغة، أي أن ما تتذكره من معاناة أمس، يجعلك بوضع سيء اليوم. ويمكنك أن تكون بمنجاة من الدائرة المفرغة هذه، عندما تحدث نفسك بالقول:(طيب، كان يوم أمس يوماً سيئاً، أما اليوم فقد لا يكون طيباً جيداً فحسب، بلهو، وبمرور الأيام، سيتحسن على نحو أفضل بالتدريج، فلأمهل الأيام ولأمنحها فرصتها). عندما يكون بوسعك أن تقول هذا وأن تعينه بالصدق مع نفسك، فإنك سترى خوارق قد حصلت فعلاً، وكلها لصالحك، وفي اتجاه شفائك. وعليك أن تتذكر: مهما كان اكتئابك عميقاً، فإنك بمقدورك أن تشفى


الاكتئاب مرض طارىء ومؤقت.. العقاقير الحديثة المضادة للاكتئاب شديد مفعولها. ابتعد عن ذلك الفراش خلال النهار واشغل نفسك بعمل بصحبة آخرين ومعهم. اجعل لنفسك منهج عمل مبرمج. عندما يزيد الإرجاء من معاناتك، فأعد النظر بأفكارك، واجعل الأمل يحل مكان القنوط واليأس



اذكرك ثانية بأن الاكتئاب مرض.. وأن الطبيعة تنتظر الفرصة لتشفيك





كلير ويكس
ترجمة د.عبد العلي الجسماني

No comments: