May 5, 2008

إستعمل كلا الجانبين لعقلك




يجب الإعتراف بإن هناك زمناً للجهة اليسرى من الدماغ، وزمناً للجهة اليمنى من الدماغ، بمعنى أن هناك زمناً للكفاءة، وزمناً للإبداع، وزمناً للعمق، وزمناً للمنطق، وزمناً لغير المنطق. إن إحدى هذه الحالات ليست أفضل من الأخرى، وإنما هما فقط مختلفان.. مارس كل هذه الألوان، وتعلّم متى تكون كل واحدة منها هي الأفضل. إن تفكير الجهة اليسرى من الدماغ يفضّل المنطق، والتخطيط المفصل، والتنبؤ بوقوع الأحداث، والأمور، والإهتمام بالتفاصيل، والسرعة، وحسن التنظيم والترتيب، والقيام بعمل واحد في وقت واحد، وقراءة التعليمات أولاً قبل الشروع في عملٍ ما. أما الجهة اليمنى من الدماغ، فهي تفضّل أو تحبذ التنوع، والعاطفة، واللهو، والمفاجآت، والتخطيط العفوي، وعمل عدة أشياء في وقت واحد، وقراءة التعليمات فقط إذا حصل شيء من الخطأ


الأشخاص ذوو التوجه الأحادي، عادة، ما يعملون شيئاً واحداً، في الوقت الواحد، يركزن العمل الذي بين أيديهم، ويتمسكون حرفياً بالخطة، ويفكرون على طريقة المعادلات الخطية (الخط المستقيم أقصر الطرق)، ولا يفكرون إلا في شيء واحد في وقت واحد. أما الأشخاص ذوو التوجه الجماعي، فهم عادة ما يفعلون عدة أشياء في مرة واحدة، وعرضة لتشتت الإنتباه، وتغيير خططهم وبسهولة، ويفكرون في دوائر متقاطعة، ويمكنهم القيام بعدة أشياء، أو أفكار في وقت واحد. أما المفكرون المركزيون، فهم يركزون على حل واحد، ويعملون خطوة خطوة، وضمن خيارات ضيقة، وهم منطقيون، يُحبون السير على أرضية صلبة، يُحبون الخطى الواثقة، يُفضلون الحقائق، والبيانات الراسخة، والدامغة، ويبحثون عن الحل الصحيح، ويبدون غالباً في نظر الآخرين ضيقي الأفق. المفكرون المتشعبون (ذوو النظرة المتشعبة) يحيلون بصرهم في الصورة الكبيرة، ويقفزون هنا وهناك، ويندفعون هنا وهناك، وهم نزاعون إلى الحدس، ويبحثون عن عدة حلول، ويستكينون إلى الغموض، ويستخدمون الحدس -الحدس الباطني- ويعملون به، ويبجون للآخرين مشتتي الذهن


لكي تُعمل الجزء الأيمن من عقلك، ضع قوائم بالأشياء المسلية، إرسم صوراً، ألصق أوراق التعريف بالصفحات، إستعمل ألواناً مختلفة لتميزها، إستعمل أوراق التسلية، أكتب بخط مائل من الزاوية إلى الزاوية، ضع ملصقات بلاستيك على البوفيه - حيث تكون أكثرها أهمية في الأعلى-، إستخدم مفهوم التلقائية المدروسة، على سبيل المثال، إجلس جانباً بعد الظهر، وجهز ما يجور في ذهنك، وعندما يحين الوقت، إعمل أي شيء يحلو لك عمله. إسمح لنفسك باللهو، فكل يوم يجب أن يكون فيه نظام، وعمل، وبعض اللهو!. إنفق حوالي (30) دقيقة كل يوم في أشياء شخصية تعطيها أولوية خاصة لا تتعارض مع عملك. تعلّم كيف تستريح، ولا تعمل شيئاً، راقب الطيور في الساحة الخلفية من المنزل، وفرّغ عقلك من كل ما يشغله!. يقول "لاوتسور" : (مارس عمل لا شيء.. وكل شئ سوف يكون في محله). كلما زاد عملنا، زاد تعبنا، ونقصت قدرتنا على الإبداع، واضمحل تفتحنا العقلي، ونقص إنجازنا، وبالتالي تراجعنا، وعندها تقول بأنه ليس لدينا وقت للهو


ميرلي دوكلاس

No comments: