May 30, 2008

هذا.. إذا أردت تغيير محيطك



اعلم أن كل التغييرات العظيمة التي حدثت في العالم لم تكن بسبب الشعوب، الجيوش، الحكومات ولا اللجان بالتأكيد، وإنما حدثت كنتيجة لشجاعة والتزام الأفراد المؤمنين بها. انظر إلى الرجال أمثال النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر الصديق، ومصعب بن عمير، وعمر بن عبدالعزيز، وصلاح الدين الأيوبي، وغيرهم.. وغيرهم، قد لا يكونوا وحدهم من فعل ذلك، ولكنهم بلا شك كانوا المحركين الفعليين.. ليكن لديك الإيمان العميق بأن لك هدفا وغاية في هذه الدنيا، ما الفائدة من جمال المخلوقات إذا لم يكتشفها أحد ويرى جمالها، ليكن لديك الإيمان بأنك قادر على صنع التغيير. افهم أن كل ما تفعله، كل خطوة تمشيها، كل جملة تكتبها، كل كلمة تقولها أو لا تقولها محسوبة، لا يوجد شيء عبث، قد يكون العالم كبيراً جداً، ولكن لا توجد هناك أمور صغيرة، كل شيء له مكان وقدر. حتى تكون مثلاً ومثالاً للتغيير الذي تريد أن تراه في العالم ، لا يجب أن تكون مشهوراً، أو فصيحاً، أو منتخباً للرئاسة، كما لا يجب أن تكون ذكياً أو متعلماً، ولكن يجب بلا شك أن تكون مؤمناً بهذا التغيير وملتزماً به. خذ المسؤولية الفردية أو ما يسمى بالذاتية، لا تقل أبداً، هذا ليس من اختصاصي، من العيب عليك أن تقول: ماذا أفعل، إنما أنا شخص واحد، إنك لا تحتاج إلى تعاون الجميع، أو تصريح من أيٍ كان لصناعة التغيير، تذكر دائماً قول القائل: إذا كان هناك أمر مأمول، فأنا دائماً المسئول. لا تقيد نفسك أبداً في كيفية التطبيق، إذا كنت متأكداً وواضحاً في الأمر الذي تريد تغييره، ولماذا تريد تغييره، فإن الطريقة ستأتي لاحقاً، كثير من الأمور تُركت في الأدراج، لأن أحدهم جعل طريقة حل المشكلة تتداخل مع اتخاذ القرار. لا تنتظر الأمور حتى تكون في مكانها الصحيح حتى تبدأ، التغيير غالباً يكون فوضوياً، لن تكون الأمور دائماً على ما يرام، اتبع نصيحة روزفلت: افعل ما بوسعك بما في يديك حيث أنت.. أصل التغيير هو الوعي، لا يمكننا تغيير ما لا نعرف، غالباً نحن لا نعرف أن هناك أموراً خاطئة أو لا تعمل، حينما نكون واعين أكثر، عندها نبدأ عملية التغيير. تفكر في هذه الكلمات من "ألبرت أينشتاين" أحد أكبر وأذكى المغيّرين في القرن العشرين: كل التغييرات طويلة المدى وذات المعنى تبدأ من خيالك وأحلامك ثم تأخذ طريقها إلى أرض الواقع، الخيال أكثر أهمية من المعرفة. حتى تتغير الأمور، أنت يجب أن تتغير، نحن لا نستطيع تغيير الآخرين، ولكننا بالتأكيد نستطيع تغيير أنفسنا، ومع هذا فلو غيّرنا أنفسنا فكل شيء سيتغير إن الله لا يُغيّر ما بقوم ٍحتى يُغيروا ما بأنفسهم

May 28, 2008

عقلك + تفكيرك = نجاحك



في كتابها "تعلم ابتكار الأفكار الرائعة" تقول "آلين باركر" :"ليس من الضروري أن تكون مثقفاً جيداً لتفكر جيداً، فالاشخاص المثقفون ليسوا بالضرورة مفكرين جيدين، إذ قد تنبع الأفكار الجيدة من الأقل خبرة.." ولكن كيف يمكن أن يتم ذلك؟ نادراً ما نفكر في طريقة التفكير؛ لأن بعضنا معتاد على التصرف بآلية العفوية في مجمل شؤون حياته وفق ما يسمى بالأفكار المنمطة والمعلومات الجاهزة، لكن في لحظة القرار المصيري سرعان ما تقول: يجب أن أفكر مليّاً كي تأتي النتيجة محمودة العواقب. ولغاية ذلك ابتكر مدير إعلانات أمريكي طريقة معينة يمكن أن تساعد على آلية التفكير حيث يشدد على الأمور التالية:
الإنطلاق وليس الإنتظار لمجيء الوحي/ تحرك ذهنياً. التركيز على المهمة المحددة / ماذا تريد فعلاً؟ أمعن التفكير. الانتباه على ما يرد إليك من أفكار؟ غربل الأفكار من الشوائب. التحديد أي الاكتفاء بالفكرة المناسبة. هذا يعني أن "المفكر" هو ذلك الإنسان العقلاني الذي يستخدم عقله في كل المواقف ولا يعتمد على غيره في التفكير، وهو الذي يسعى برأسه نحو هدفه لا يترك قدميه تقودانه إلى هدف غير محدد

May 27, 2008

إستراتيجيات للتغلب على الضغط النفسي



حدّد مصادر ضغطك النفسي: يكون ذلك غالباً هو الجزء السهل. فالمرض، أو موت شخص نحبه، أو لأزمة مالية، أو تغيير العمل، أو النزاع العائلي، أو أي ضغط نفسي آخر، هي كلها أمور يسهل تحديدها. ولكن الضغط النفسي الخفي يمكن أن يكون مؤذياً على غرار ما هو عليه الضغط النفسي المكشوف. ففي الكثير من الأحيان يكون هذا الوضع هو الحمل المفرط أو الثقيل، كأن يكون لديك أشياء كثيرة تريد أن تفعلها، ولا تملك سوى القليل من الوقت لفعلها. وكذلك فإن الأوضاع الغامضة هي الأخرى تسبب الضغط النفسي؛ فالمشكلات تتفاقم إذا كنت لا تعرف الدور الذي يجب عليك أن تقوم به في أوضاع مهنية أو اجتماعية معينة. وأخيراً، فإن الافتقار إلى الدعم الشخصي والتغذية الإرجاعية الإيجابية يعقّد إلى حد كبير الوضع المسبب للضغط النفسي. والطريقة الأخرى للتعبير عن المشاعر: هي كتابتها على ورقة. حاول أن تكتب رسالة، وحتى إذا لم ترسلها بالبريد، فقد تكسب الكثير من مجرد تنظيم أفكارك والتعبير عن مشاعرك. نظّم أسلوب حياتك بحيث تقلل الضغط النفسي، قإذا كنت لا تتوقع سوى التقليل من نفسك، فقد تواجه خطر السأم، والشعور بالذنب، وفقدان احترام الذات، مما يؤدي إلى الاكتئاب. ولكن إذا بالغت في الأخذ، فسوف تواجه خطر الحمل الزائد، والضغط النفسي، والقلق. لذا، يجب أن تعرف قدراتك، وتستخدم بأقصى ما تستطيع. ويجب أن تعرف حدودك وتعيش ضمنها فقط. كن مرناً، فحتى أفضل الخطط يمكن أن تنحرف عن مسارها؛ ولتجنب الضغط النفسي، تعلّم كيف تتغلب على الأمور غير المتوقعة، واترك بعض المساحات في جدولك بحيث تستطيع أن تتكيف مع الظروف، وبالتالي تتجنب الحمل الزائد، وبدّل المهام المسببة للضغط النفسي بمهام تُؤمن درجة أكبر من الاسترخاء. خذ استراحات واسمح لنفسك بكميّات معقولة من وقت الفراغ. وإذا كنت قادراً على السيطرة على جدول أعمالك، فقد تريد أن تحدد مقابلة لشخص غير موجود وبالتالي توفر 15 دقيقة لنفسك، استخدم هذا الوقت لإنهاء عمل متأخر، أو للتأمل، أو لإجراء بعض التمارين الرياضية، أو للقراءة، أو لمجرد النظر إلى الفضاء البعيد. خذ إجازات، سواءً خلال الأسبوع، أو خلال اليوم بجعل فرصة تناول الغداء أطول من ساعة كلما كان ذلك ممكناً. وفي المنزل ارفع سماعة الهاتف وتمتع بقليل من الأمن والهدوء. فتش عن التنوع سواء في العمل أو في اللهو: فالروتين يمكن أن يكون مطمئناً ومريحاً، ولكن التنوع سوف يبقيك في حالة إثارة، وحماس وتجدد. ضع الناس في قمة أفضلياتك: يمكن للعلاقات المتبادلة بين الأشخاص أن تكون أكبر مصدر للضغط النفسي أو المصدر الأثبت للدعم. وكان الفيلسوف الكبير "جان بول سارتر" قد كتب مرة يقول أن جهنم هي الناس الآخرون. وفي الواقع، فلا توجد سوى أشياء قليلة تستطيع أن ترفع ضغط الدم أسرع من النزاعات مع الأشخاص المعادين أو الكثيري المتطلبات. تعلّم كيف تعاملهم. واستمع باهتمام إليهم محاولاً أن تفهم ماذا يكمن وراء غضبهم. وعوضاً عن إطفاء النار بالنار، اعترف بالعدوانية، وحاول تفتيتها بقولك على سبيل المثال "يبدو أنك غاضب، فهل أستطيع أن أقدم المساعدة؟". ابق هادئاً، ولكن لا تتراجع دائماً. وعوضا عن ذلك تعلّم كيف تدافع عن نفسك وتحمي حقوقك ومصالحك. تذكر الوجه الآخر لقطعة النقود. فالأصدقاء هم طب جيد. ارع علاقاتك مع الأصدقاء وحتى مع الأقرباء: وتذكر أن العزلة الاجتماعية هي عامل خطر رئيس من العوامل المسببة لمرض القلب. لا تعتمد على الكحول أو المخدرات: تستطيع أن تهرب ولكنك لا تستطيع أن تختبئ. فاستخدام المواد هو نوع من الهروب، ولكن لا يمكنك الهرب من مشكلاتك. وعوضاً عن ذلك، فإن مشكلاتك النفسية والطبية سوف تتضاعف عدة مرات من خلال محاولات المعالجة الطبية الذاتية بوساطة الكحول أو المخدرات. وليس النيكوتين أفضل؛ فلا تتحول إلى التبغ لكي تنقذ نفسك من الضغط النفسي؛ فلن يتلاشى شيء في الدخان سوى صحتك. وحتى الكافين سوف يقوي مشاعر الضغط النفسي بتسريعه قلبك وعقلك. الرياضة: إن التمارين الرياضية البدنية جيدة لعقلك بمقدار ما هي جيدة لجسمك. فالرياضة تحسن المزاج، وتفتت الضغط النفسي، وتحارب الاكتئاب. وإذا تطورت صحتك البدنية، فإن الرياضة سوف تزيد طاقتك وقوتك وحيويتك. ومع تحسن جسمك، فإن صورتك الذاتية تتحسن هي الأخرى. وفضلا عن ذلك، فإن التمارين والألعاب الرياضية تزودك بالكثير من الفرص لاكتساب أصدقاء وبناء شبكات تعارف. النوم يعطي الجسم استراحة من التمرين البدني، ويوفر للعقل فترة راحة من العمل الذهني. ولكن النوم هو أكثر من مجرد الراحة. لا يوجد عدد ساعات مثالي للنوم. فالناس الأصحاء ينامون وسطيا من 7 إلى 9 ساعات يومياً، ولكن عدد ساعات النوم التي يحتاج الناس إليها تختلف كثيراً. وعموماً، فإن الحاجة إلى النوم تكون عظيمة لدى الأولاد والشبان الصغار، ثم تتساوى لدى الراشدين، وتنقص في العمر المتقدم. الحرمان من النوم يجعل الجسم مغلوباً على أمره؛ وهو سيخفض فعالتك، ويعطل قدرتك على التغلب على الضغط النفسي. ستعرف مدى صحة نموذج نموك إذا استيقظت نشيطاً ومتجدد القوى



May 26, 2008

استمتع بحياتك.. عن طريق



البساطة في الحياة: تجاوب مع الأشياء البسيطة المحيطة بك، ولا تتعود أن تطلب ما ليس عادياً لمتعتك، فالحياة جميلة إذا تعلمت أن تستمتع بما فيها من جمال، وإن من واجبنا نحن البشر أن نستمتع حق الاستمتاع بكل ما وهبته الحياة لنا، وبمثل هذه الوسيلة نستطيع ان نشعر بالسعادة


لا تتوقع المتاعب: من الناس من يتوقع المتاعب قبل وقوعها، فهو أبداً يظن أن هناك خطأ وقع منه، أو مرضاً أو نائبة ستحل به.. فتراه يستيقظ من النوم ويسائل نفسه: "في أي جزء من جسمي أصابني المرض اليوم؟ ثم يتحسس نفسه، ولو أن كل إنسان فعل ذلك لأحس بتعب أو ألم، وأن من يتحسس نفسه لا بد أن يجد ألماً في موضعٍ ما، وبتركيز ذهنه في هذا الألم يتضخم وينمو إحساسه بالمرض، وأشد ما يدهش الطبيب حين يفحصه فلا يجد به شيئاً.. فإياك أن تفكر بالمرض أو تخاف من المتاعب


حب عملك: كل إنسان يسعى إلى رزقه ويتخذ لنفسه عملاً، جدير به أن يحب عمله، وأن يتجنب المتاعب التي تنشأ من بغضه لعمله. إن المرء الذي يمقت عمله يظل ضجراً متأففاً وهو يؤدي هذا العمل البغيض إلى نفسه، وقد ثبت بالتجارب أن مثل هذا الإنسان لا يحب عمله الثاني أو الثالث، وبمعنى آخر هو لا يحب العمل، كائناً ما يكون، وهو في غضون تنقله من عمل إلى آخر يعاني أزمات مالية، وقد يقضي فترات طويلة عاطلاً عن العمل، ولو أن المرء أحب العمل الذي يقوم به، واستمتع بما أنتجه وما يفيد به المجتمع، لأحس بالسرور والانشراح من نفسه ومن عمله وممن يشتغل عنده


لتكن لك هواية: مما يزيد من متعة الإنسان بالحياة أن يكون له، إلى جانب عمله، هواية طيبة، فالتجارب الجديدة تحدث أثراً نفسياً جميلاً، والهواية تخلق التجارب الجديدة وتخلق المجهود المثمر، وكلاهما متعة للإنسان، ومن لا هواية، له تمر به أوقات طويلة مملة، يضطر في غضونها إلى التفكير في متاعبه. وهنالك هوايات كثيرة لا داعي لتعدادها، والأفضل للمرء أن تكون هوايته مجدية مثمرة


كن قنوعاً: من الناس من لا يرضى عن شيء حوله، فهو ساخط على الجو.. ساخط على كل شيء يحيط به.. كأنما هو يحيا في جحيم، والمأساة أن هذا السخط لا جدوى منه، وعدم الرضى لا مبرر له. ولا ريب أن الرضى أسهل من السخط وأيسر، وأصح للجسم وأمتع للنفس والروح. والبحث عن العناصر التي ترضي أيسر من تلّمس العناصر التي تسخط الإنسان ولا ترضيه، وإنه لخير للإنسان أن يقنع بما يستطيع الحصول عليه، ويترك التطلع إلى ما يتعذر الحصول عليه، وليس معنى هذا أن لا يكون الإنسان طموحاً إلى الرقي المعقول


حب الناس والمجتمع: الإنسان يعيش وسط الناس، ويتصل بهم في كل خطوة من خطواته، فما معنى أن يحس بالكراهية لمن حوله ؟ مثل هذه الكراهية تنشأ من فرط الأنانية والإنطواء على النفس، ومن كان كذلك، فإنه لا يتقبل صداقة أحد، ينفر من الناس، حتى إذا وجد نفسه في عزلة عن الناس، رثى لحالته وخُيّل إليه أنه مضطهد، والنتيجة أن يصاب باضطراب عقلي، أو تتكون عنده نفسية معقدة. من أجمل جوانب الحياة أن يحب الإنسان الناس، وأن يندمج في المشاريع الإنسانية، ويتعاون مع الناس في الأعمال المثمرة لخير المجتمع وتقدم الإنسانية


كن مرحاً: ما أحلى أن يستيقظ الإنسان من نومه ويحيي زوجة تحية الصباح بكلمات رقيقة، وما أحلى أن تفتح الزوجة عينيها وتحيي زوجها بأحسن من تحيته. إن روح الدعابة في الأحاديث تخلق جواً جميلاً، وكل إنسان يستطيع أن يخلق في نفسه روح الدعابة


لا تنهزم في الأزمات: كثير من الناس ينهارون إذا ما صُدموا بنكبة من النكبات، ويتلاشى تفكيرهم ويتبلد ذهنهم، ويقفون حيارى لا يعرفون ماذا يفعلون، فتتراكم بلحظة واحدة النكبة والعجز واليأس، والواجب أن يظل الإنسان واضعاً قدميه حيث يقف، وأن يتقبل في رضى ما لا يستطيع تغييره، وأن يفكر في خير السبيل لاستئناف حياته على خير وجه، فالمستقبل هو الذي يجب أن نفكر فيه


البت في المشاكل: تعترض الإنسان في خضم الحياة مشاكل عديدة، وواجب المرء أن يحسم هذه المشاكل بقرار عاجل، حتى لو أخطأنا بعض الأخطاء الصغيرة، لأنه إذا ظل يفكر فيها طويلاً، ويقلبها على كل وجوهها مرة بعد أخرى، نتج من إطالة التفكير اضطراب الذهن، تأرجح التفكير


لك الساعة الحاضرة: إن الساعة التي نعيشها الآن، هي الساعة التي نضمن الحياة فيها، ولهذا يجدر بنا أن نجعلها لحظة سعيدة


إن بعض الناس يعيشون على أساس التطلع إلى شيء في المستقبل، وفي غمرة هذا التوقع يفتقدون قيمة الساعة الحالية التي يحيونها. والإنسان الذي ينظر بعين الخيال إلى ما سيكون في مقبلات الأيام، ينسى الحاضر الذي يعيش فيه، ويفقد ما فيه من جمال. إن على المرء أن يفكر في المستقبل حقاً ويضع خطته، ولكن يجب أن لا يُغرق نفسه في التفكير الخيالي على الدوام، ومن السخافة أن نقلق بالنا بما ستتعرض له حياتنا في المستقبل من مشاكل وأزمات


May 25, 2008

هل هناك شيء أسمه الحظ ؟



في كل الأحوال، مع جميع ما في الحياة من شؤون وأمور وأشياء. فإذا كانت جهودنا كما يبنغي أن تكون، وإذا ثابرنا وصبرنا، فإن قانون النسبة سيعمل لمصلحتنا دائماً، وسنكسب باستمرار، وسنصل حتماً إلى غايتنا وأهدافنا في الوقت المناسب. وقد نجد رجالاً ونساء يعملون بجد وهمة وبدون كلل أو ملل، ومع ذلك لا يبدو عليهم أبداً أية بادرة من بوادر الفوز او النجاح. وهذا ناشىء عن أنهم - ولو أنهم كانوا حقاً صادقين، أمناء، أوفياء - لم يستعملوا عقولهم بالطريقة السوية كما ينبغي، فأخفقوا في الاستجابة أو الإذعان إلى القوانين العقلية الكائنة في النجاح. وربما افتقارهم إلى النجاح منشؤه: الافتقار إلى الثقة والإقدام، أو خوفهم من المسؤولية، أو ربما كان مجرد احتياج إلى تفهم أنفسهم وقوى ذاتهم. ولكن من المؤكد انهم كانوا بعيدين عما تتطلبه منهم هذه الحياة الواسعة. وإن عائقاً ما كان يعوقهم عن معرفة وإدراك بعض الأصول أو الأسس التي تحتاجها مستلزمات العيش في هذا الوجود، وإلا لكانوا من الناجحين


هناك العديد من الأفراد، عمّال وموظفين، مازالوا يكدحون منذ سنين في نفس العمل أو الوظيفة، منساقون على غير هدى، مدفوعون إلى غير غاية، خائفون من الإسراع في السير، ومن محاولة بعض أشياء تخالف أو تغاير خط سيرهم في العمل. ومن أمثلة هؤلاء، رجل في الستين، كان يعمل محاسباً طول حياته، وكان مثالاً للأمانة والاستقامة، مكث في نفس المؤسسة التي يعمل بها أكثر من ثلاثين سنة. ولكنه كان في أشد الحاجة إلى الإقدام والثقة بالنفس، لقد عُرض على هذا الرجل خلال هذه المدة الطويلة وفي مناسبات عديدة، وظائف أخرى، منها وظيفة مدير لبعض فروع الشركة. ولكن خوفه من تحمل المسؤولية كان السبب دائماً في رفضه الترقية. لقد كان خائفاً من نفسه، عديم الثقة بها، فخاف من انتهاز فرصة كانت ستقوده حتماً إلى النجاح

May 24, 2008

كيف تكون صديقاً ناجحاً ؟



العلاقة مع الآخرين فنٌ من أهم الفنون الاجتماعيـة، وكثير من الناس لا يُحسن فن التعامل مع الآخرين.. لذا يفشل في كسب الأصدقاء، وتتحوّل عـلاقاته مع الآخرين إلى مشاكل وخلافات.. ذلك لأنّه لا يعرف كيف يكسب الأصدقاء، وكيف يتعامل معهم. وتزوِّدنا دراسات علم النفس، والتجارب اليومية، وما جاء من إرشادات عن الرسول الهادي محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام)، كلّ تلك المصادر تزوِّدنا بإرشادات وتعليمات لكسب الأصدقاء والتعامل معهم. إنّ هذه التعليمات توضِّح أنّ الإنسان الأناني لا يكسب الأصدقاء، وعندما تتكوّن له علاقة صداقة مع الآخرين فإنّه سرعان ما يخسرهم بأنانيّته، فهو لا يحبّ لهم ما يحبّ لنفسه، ولا يكره لهم ما يكره لها. بل يتصرّف بأنانية ومحاولة استغلال الأصدقاء لمصالحه الشخصية؛ لذا يبتعد عنه أصدقاؤه. أمّا عندما يشعر الصّديق بأنّ صديقه يتعامل معه بإيثار ويحرص على مصلحته، كصديق له، يحترم هذا الشعور، وتزداد ثقته به وعلاقته معه


إذاً، لكي تكسب الأصدقاء، فلا تكن أنانيّاً مع أصدقائك، بل تعامَل معهم بإيثار، والإيثار هو أن تقدِّم مصلحة غيرك على مصلحة نفسك عندما تشعر أنّه بحاجة إليها. لقد عظّم القرآن صفة الإيثار التي مارسها المهاجرون والأنصار فيما بينهم كاُخوة، عاشوا تجربة الاُخوّة الصّادقة، فكان الأنصار يقدِّمون للمهاجرين ما يحتاجونه من سكن وطعام وتزويج ولباس ومعونة، حتّى ولو كان بعضهم بحاجة إلى ما يقدِّمه لأخيه الأنصاري؛ لذلك أثنى القرآن على هذا الإيثار، وامتدح الأنصار لإيوائهم المهاجرين وتقديم العون لهم، مؤثرينهم على أنفسهم بحبٍّ وإخلاص صادق، يرجون بذلك وجه الله سبحانه. ولعظمة هذه الصِّفة خلّد القرآن تلك المواقف الأخلاقية الفريدة في سلوك الانسان بقوله:(والّذينَ تَبَوَّءوا الدّارَ والأيمانَ من قَبْلِهِم يحبّونَ مَن هاجرَ إليهم ولا يَجدونَ في صدورِهم حاجة ممّا اُوتوا ويُؤثِرونَ على أنفُسِهِم ولو كانَ بِهِم خَصاصة ومَن يوقَ شحّ نَفْسِهِ فاُولئكَ هُم المُفلِحون ). الحشر / 9

May 23, 2008

الوصفة السحـرية لتجـديد النفس




هذه الوصفة السحرية هي : واجه الحياة بحماسة ! وما من شخص متحمس لعمله يحتاج أن يخاف من أي شيء في الحياة، فجميع فرص الحياة هي بانتظار اقنتاصها من قبل أشخاص يشعرون بالحب نحو ما يفعلون. وقد قال "إمرسون": ما من شيء عظيم تم إنجازه بدون الحماسه. فالحماسة هي الصفة السحرية، فهي تتغلب على العقبات وتضقي على عوامل التردد، وتؤدي إلى إنجاز الأمور. والشيء المثير للانتباه بشأنها، هو: كونها معدية. فالحماسة هي حالة الاهتمام، الاهتمام الفعلي بشيء ما، ابحث عن الحماسة باستمرار لدى الآخرين، وعندما تكتشفها، اقتنص شرارات منها، هذه الشرارات سوف توقد ناراً في داخلك. طاقة خفية في العقل الباطن تُوجد قوى خفيّة لدى الناس. ففي لحظات الطوارىء، كثيراً ما نطلق طاقات جسدية ضخمة، يقوم رجل برفع سيارة محطمة لانقاذ السائق المحصور تحتها، تقطع امرأة مسافة ميل سباحة بعد انقلاب زورقها، وهي تمسك بطفلها وتسحبه نحو شط الأمان. تنبع مثل هذه القوة من الطاقة الخفيّة في العقل الباطن، ومن هنا تنبع الطاقة الذهنيةأيضاً، وبشكل عام، فإن الرجال المبدعون الخلاّقون هم أولئك الذين استطاعوا الإبقاء على الخطوط بين العقل الواعي الظاهر، والعقل الباطن مفتوحة. توقف عن محاسبة نفسك بقسوة، توقف عن التركيز على أخطائك ونقائصك، وامنح نفسك الفضل في بعض الحسنات. ينبغي أن نكون ألطف مع أنفسنا، وذلك لأنه في كثير من الأحيان تؤدي الرقة مع النفس إلى التقليل من أحاسيس الذنب والشعور بالنقص التي تمنع تدفق القوة من العقل الباطن. وإن الخير منك يفوق إلى حد بعيد ما لديك من شر، ولذا، كن دقيقاً مع نفسك، ودّع السعادة والتقديرالذاتي والطاقة تدخل حياتك من جديد


الواقع أنه عندما تواجه تحدياً ما، فلا بد أن يحدث رد فعل لديك، وإن العديد من الأشخاص لا يجدون الأمر بمثل هذه السهولة، ذلك لأنهم يرفضون التحديات، ولكن لا يلبث أن يحين الوقت الذي ترى فيه شيئاً يتطلب الإنجاز إلى درجة نشعر معها بالخجل لوضع أصبعك به، ومن ثم فجأة وبإعجوبة تكتشف أنك تمتلك الطاقة أو الصمود أوالعناد أو أي شيء يتطلبه إنجاز العمل. وهذا أمر مثير للغاية، فالإحساس بالإنجاز يخلق إحساساً بالرضى، بحيث تتقبل التحدي التالي لدى بروزه، وتبدأ العملية السحرية من جديد، وإذا كنت تبحث عن سر تجديد النفس، فاعثر على شيء يتطلب الإنجاز.. وابدأ في إنجازه

د. أحمد توفيق

May 21, 2008

فاتورة النجاح.. أم فاتورة الإخفاق




إن القضية الرئيسة عند حديثنا عن النجاح والفشل الشخصي تتمثل في وجود إرادتين، فلدى الناجح إرادة، ولدى الفاشل كذلك إرادة، ويمكن تسميتهما بإرادة الفشل، وإرادة النجاح. ولعل المستغرَب هنا هو وجود إرادة للفشل! نعم، هناك إرادة للفشل حتى لو تُسمى بهذا الاسم؛ فالشخص الذي ينوي الانتحار، ومدمن المخدرات ومدمن الخمور، والمهمل لدراسته وتعليمه، والمضيّع وقتَه في اللهو والعبث - حتى لو كان مباحًا - كلهم يتبنون إرادة للفشل


ويأتي بعد هذا السياق أهمية تحديد مفهوم النجاح؛ فقد قيل: وبضدها تتميز الأشياء! أعتقد أنه لا أحد يستطيع تحديد مفهوم الشخص الناجح والنجاح، فما يمكن أن يُعده أحدهم نجاحاً كبيراً، قد يُعدّ في عين شخص آخر أمرًا لا معنى له، والعكس صحيح !. إن تحقيق صفقة مالية كبيرة قد يُعدّ في عين أحد الأشخاص قمّةَ النجاح، في حين يراه شخص آخر قمة الفشل، إذا كان الشخص الذي حقق تلك الصفقة مقصرًا في حقوق الله عز وجل، أو مقصرًا في حقوق زوجته وأبنائه. إنها معادلة نفسية تختلف من شخص لآخر بحسب الرؤية للحياة، والاعتقادات، والخلفية الاجتماعية، والثقافية، والبيئة التي عاش فيها، وهذا الاختلاف والتباين بين الناس في الفهم، والرؤية، وتحديد المواقف، وتحديد العمل الذي يقوم به الشخص في حياته مهم لاستمرار الحياة البشرية وتبادل المنافع بين الناس لضمان قيام حياة متوازنة في المجتمع تغطي كل احتياجات والتزامات هذا المجتمع أو ذاك. والقضية الكبيرة هنا أن تكلفة الفشل أكبر من تكلفة النجاح؛ فالجهد الذي يبذله الفاشل حتى يفشل أكبر من الجهد الذي يبذله الناجح حتى ينجح. إنها التكلفة النفسية والشعورية التي لا تعادلها تكلفة على الإطلاق
إن الشخص الفاشل يعيش معاناة نفسية يومية مستمرة، فهو ينام ومعاناته النفسية معه، ويستيقظ وهي معه، وهي تكلفة يدفع ثمنها طوال حياته، وهو مجبر على دفع ذلك الثمن دون أي خيار له. لقد تبنى ذلك الفاشل خيار إرادة الفشل حتى أصبح يعيش بدون إرادة طوال حياته، فهو مجبر على القيام بذلك العمل أو ذاك، وهو مجبر على القبول بذلك المبلغ من الراتب في الوظيفة التي يعمل بها، وهو كذلك مجبر على العيش في ظروف معيشية لا يرضاها، وكل ذلك كان نتيجة لقرار فردي ذاتي تبناه في مرحلة من مراحل حياته وذلك القرار هو: إرادة الفشل. أما إرادة النجاح فهي على النقيض من ذلك تماماً، فصحيح أن الشخص الناجح يبذل جهدًا كبيرًا حتى ينجح، سواء كان ذلك الجهد على الصعيد الدراسي، أو على صعيد طلب العلم، أو على الصعيد الأسري، أو على الصعيد المهني والوظيفي، ولكن المحصلة النهائية حين يبذل ذلك الجهد هي السعادة النفسية التي يحيا بها ذلك الشخص، فهناك جهد مبذول نعم، ولكن هذا الجهد يزول بمجرد تذكر الإنجازات، والأهداف، والغايات التي حققها. والمعادلة الجميلة هنا أن الشخص الناجح يستمتع كلما بذل جهداً أكبر لتحقيق نجاح أكبر، فهو يعيش بهذه المعادلة المطردة، وهو بهذا يحقق أهدافه وتصوراته للحياة، وهو يحيا حياة هانئة بها الكثير من السعادة والحبور، خصوصاً إذا كانت هذه النجاحات مرتبطة بعلاقة صادقة مع الله -عز وجل- وعَمرها صاحبها بعمل الصالحات، وقد قال الله عز وجل: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). النحل: 97


إن هذه الإرادة وهذه الدوافع التي تشكّل حياة الفرد، ومن ثم المجتمع، تتميز بميزات ذكرها الدكتور/ الهاشمي، نوردها في النقاط التالية بتصرف يسير:1- ليست الدوافع بدرجة واحدة من القوة؛ فدافع الأمومة ليس كدافع الجوع. 2- الدافع الواحد تختلف قوته من إنسان إلى إنسان، تبعاً لمبدأ الفروق الفردية؛ فدافع طلب العلم لدى إنسان يختلف عن دافع طلب العلم لدى آخر. 3- الدافع الواحد لدى الإنسان ذاته قد تختلف قوته من مرحلة إلى أخرى في حياته. 4- تمتاز كل الدوافع بمرونة مطاوعة عجيبة، وهذا هو الأساس العضوي والنفسي لنجاح عمليات الضبط والتربية، فبإمكان الإنسان صناعة الدافع في نفسه وتقويته أو تغييره وذلك بحسب رغباته وقناعاته

May 20, 2008

جزىء المشكلة وتغلب عليها



كثيراً ما يجري تذكيرنا بأن الهدف الواضح والخفي لأعدائنا يتمثل في شعار :"فرّق تسد "، ومن المؤكد أن أي تحالف أو أمة أو جماعة، لو أمكن تفكيك أوصالها إلى درجة كافية، فإنها تفقد المنعة وإرادة الانتصار، وتفشل في متابعة البقاء قيد الحياة، بعد أن تغرق في مستنقعات الشقاق والفوضى. ليس هناك من شك في فعالية شعار "فرق تسد"، لهذا دعنا نطبقه في مواجهة مشكلاتنا الشخصية، وبطريقة أكثر تحديداً. دعنا نعمل هذا الأسلوب في حقلين من أهم حقول حياتك عزيزي القارىء وأخصها في حقل صحتك الشخصية:الجسدية، والذهنية، والنفسية. وفي حقل نجاحك الشخصي في الحياة. لنبدأ بالحقل الأول.. صحتك، كثيرون سمعوا حتى الآن بالوصفة الشهيرة التي أطلقها الدكتور "وليم أوسلر" التي ملخصها ما يلي:"عش حياتك يوماً بيوم". لقد كان هذا الطبيب حكيماً عندما أردف قائلاً :"إن أعباء الغد المضافة إلى هموم الأمس المحمولة على كاهل المرء في يومه الحاضر تجعله يترنح تحت وطأة الحمل الثقيل". وهذا هو الواقع. إن إرهاق نفسك بما لا قبل لها بحمله من أحمال متنوعة في وقت واحد سوف يجعلك تنهار تحت كل هذه الأحمال التي ستسحقك جسدياً، وتدمرك ذهنياً، وتحطمك نفسياً وشعورياً. ومع كل ذلك، لايتوزع الكثير من الناس عن حمل "هموم الغد" في مخيلاتهم: فيقول أحدهم لنفسه: "ماذا علي أن أفعل في الأمر الفلاني؟" و"ماذا لو حصل كذا وكذا"؟ ولأقابل كل هؤلاء الناس؟ ولكي أذهب إلى كل هذه الأمكنة؟"... وإلى ما هنالك من تساؤلات. إنهم يعيشون يومهم الحاضر وهم يكدحون في خيالهم تحت حمل واجبات غدهم، وهكذا يضيفون إلى برنامج اليوم، ليس برنامج الغد فحسب، بل برامج ما بعد وما بعد بعده، ثم أنهم يعيدون من جديد، في يومهم الحاضر، عمل ما عملوه بالأمس. ويقول قائلهم لنفسه: "ماذا لو كنت قد قلت كذا بدلاً من كذا؟".. "حبذا لو عملت الأمر الفلاني بطريقة مختلفة ببالي كذا وكذا من قبل؟". وهكذا دواليك. إنهم بذلك يجترون، ويعيدون عمل الأمس في يومهم الحاضر، مضيفين إليه أيضاً عبء برنامج الغد الرابض على أذهانهم. لا بل إنهم لا يكتفون باجترار برنامج الأمس واسترجاعه، بل يرتكبون في أعمال ما قبل الأمس وما قبل قبله. ولكن كل ذلك لا يلغي حقيقة أن عليهم القيام بحمل واجبات يومهم الحاضر، وكيف لهم النجاح في ذلك؟ بينما هم غارقون في استرجاع واجترار أعمال عدد لا يحصى من أيام عمرهم الماضية والقادمة. لا عجب بعد ذلك أن ينهار هؤلاء الناس تحت ثقل هذه الأحمال. لهذا يصف لنا الدكتور أوسلر وصفته الآنفة الذكر، التي تقول:"عش ليومك فقط". "فرق تسد". "جزّىء المشكلة وتغلب عليها". "جزىء الحمل يتيسر لك رفعه وحمله". قسّم حياتك وفقاً لرأي الدكتور أوسلر إلى أجزاء مؤلفة من أيام أو غرف منفردة. ثم أقفل أبواب الماضي المؤدية إلى غرفة اليوم الذي تعيشه.. أقفل أيضاً أبواب المستقبل إلى هذه الغرف. عش ليومك الحاضر، وليومك الحاضر فقط. عند ذلك يصبح في مواجهتك مشكلات يوم واحد ليس إلا, لكي تتغلب عليها. وأي شخص ذي قدرات عادية، قادر على مواجهة مشكلات يوم واحد! تعالوا نستمع إلى "روبرت لويس ستيفنسون" وهو يقول: (كل واحد منا يستطيع أن يحمل أعباءه مهما كانت ثقيلة، حتى هبوط الظلام.. كل واحد منا يستطيع القيام بعمله مهما كان مرهقاً سحابة يوم واحد.. كل واحد منا يستطيع أن يعيش بتلطف وصبر وتحبب ونقاء سريرة لمدة أربع وعشرين ساعة"..) ثم ضاعف عملية التجزئة لتحكم سيطرتك على كل جزئية أكثر فأكثر. قسّم كل نهار إلى واجبات مستقلة محدودة يجب عملها، وركز انتباهك على الواجب الذي تشرع بأدائه في ساعتك الحاضرة. هذا العمل فقط الذي تؤديه في اللحظة الحاضرة، لا تعد بتفكيرك إلى ما أنهيت من عمل، وخذ بنصيحة العالم النفساني "وليم جايمس" الذي يقول: (عندما تأخذ قرارك وتشرع بالعمل فلاتأبه ولا تهتم بعد ذلك بالمسؤولية عن النتيجة) ولا تفكر لوقتك الراهن في الأعمال الموجودة على قائمة الانتظار. دع كل واجب لأوانه. ولا تدع هذه الواجبات تتهيل معاً فوق رأسك كالانهيار الجليدي. دعها تمثل أمامك واحدة تلو أخرى، في غير تدافع، تماماً مثل مرور حبيبات الرمل في الساعة الرملية. وهكذا فأنت تجزّىء عمل يومك إلى مهام منفصلة متفرقة. وبالتالي فإنك تتمكن منه وتستطيع إنجازه. بذلك تحقق لنفسك الهدوء والتوازن والصفاء



ولننتقل الآن إلى الحقل الثاني.. نجاحك، لا غرو أن هذا النجاح سوف يصبح حصيلة لأنك مقتدر (جسدياً وذهنياً ونفسياً) بما فيه الكفاية لكي تعمل في جو من الارتياح واليسر والهدوء والثقة. هذا الجو الذي يتأتى عن التركيز فقط على العمل المباشر الموجود بين يديك لساعتك الحاضرة. فالذهن ليس مبلبلاً ومركوماً، لابأعمال الأمس، ولا بأعمال الغد، ولا حتى ببقية أعمال اليوم. وهو بالتالي حر طليق في المسح الشامل المجمل مجال الفكر بغية إيجاد أفضل الحلول لكل مشكلة بدورها وعلى حده دون أن يكون هناك ما يعوقه أو يثنيه عن العثور على الحل الأمثل بثقة وسرعة. هذا هو طريق النجاح. ولقد كان ذلك على الدوام طريق المفكرين بذلك سابقاً
كلٌ منا، لا بد أنه قد سمع بمقولة :"فرّق تسد"! ولكن قليلين جداً هم الذين عملوا بهذه الطريقة في حياتهم العمليّة الخاصة، وطبقوها على واجباتهم اليومية. مع ذلك، فإنهم لو لجأوا إلى هذا المبدأ لتجزئة أيامهم أولاً، ثم واجباتهم اليومية ثانياً، إذاً لما بقوا في عداد الناس العاديين، ولكان عليهم مسوحاً من وقار السكينة، ومن طمأنينة الثقة الناتجة عن التركيز، ومن النجاح الذي لا شك فيه



المصدر:أدب النجاح
م.ر.لوكمباير.

May 19, 2008

هل هناك شيء إسمه.. وقت الفراغ؟




نستطيع أن نقول: لا، لأنّ الإنسان حينما يفرغ من عمل ما، فإنّه سينشغل بعمل آخر، ربّما أقلّ أهمّية، وربّما أكثر أهمّية، حتى اللعب، هو لون من ألوان العمل غير المنتج، وقد يكون منتجاً في مردوده النفسيّ على اللاّعب. وعلى أيّة حال، فإنّ الإسلام ـ كما مرّ ـ يعطي للإنسان الساعة التي يروّح فيها عن نفسه وعن أهله ويمارس فيها ملذّاته، بل يعطي لهذه الساعة قيمة وأهمّية كبيرة لأ نّها المعينة على ساعات العمل والعبادة. لكنّ الفراغ الذي نتحدّث عنه هو ليس هذا، إنّما هو الوقت الضائع المضيّع، أي الوقت الذي يتهاون فيه الشاب أو الشابّة في مسؤولياتهما الحياتية والرسالية، فيعشيان حالة من الوقت العابث السلبي العاطل غير النافع. وغالباً ما يقع الفراغ حينما نبعثر أوقاتنا ونتركها رهن الفوضى، وعندما نجهل قيمة الوقت في أنّه يمكن أن يكون فرصة لطلب العلم، أو فرصة لتعلّم مهارة جديدة، أو فرصة لتصحيح مفاهيم خاطئة، أو فرصة لنفع عباد الله، أو فرصة لقضاء حاجة مؤمن، أو فرصة للاطِّلاع على قضايا عالمنا الاسلاميّ، أو فرصة لتنمية ما اكتسبناه من معارف سابقة، أو فرصة للتعرّف على أخ في الله جديد، أو فرصة لتوطيد علاقة قديمة مع صديق، وهكذا.. حتّى لقد اعتُبر الوقت غير المستثمر خارج نطاق العمر، ذلك أنّ العمر الحقيقي هو عمر المزرعة الذي ورد في الحديث، فهل عاقل من لديه أرض واسعة وصالحة للزراعة ويتركها بوراً ؟! يقول أحد العلماء: إنّني أقرأ كثيراً، فإذا ما تعبت من القراءة فإنّني أستريح بالقراءة، وقد فسّر ذلك بقوله: إنّني أميل لقراءة الكتب العلميّة الدسمة، لكنّني حين أتعب من قراءتها ألتجأ إلى قراءة الكتب الأدبية أو التأريخية لأتخفّف من تعب القراءة العلمية. أنظر إلى من حولك.. ألا تحترم ذاك الذي يقف في انتظار دوره أمام دكّان، أو بانتظار الحافلة، أو عند الطبيب وتراه حاملاً كتابه يقرأ فيه ؟! ألا تحترم من يستذكر في أثناء طريقه قصيدة حفظها، أو سورة من القرآن لا يريد أن ينساها، أو من يردّد بعض الأذكار التي تزيد من ارتباطه بالله سبحانه وتعالى ؟! ألا تُكنّ الاحترام والتقدير لمن يحمل في جيبه دفتراً صغيراً يدوّن فيه حكمة قرأها في صحيفة، أو معلومة حصل عليها بالصدفة، أو رقماً مهمّاً عثر عليه هنا أو هناك يعينه في الاستشهاد به والتدليل على ما يقوله، أو يسجِّل فكرة طرأت على ذهنه ويحاذر أن تفوته أو ينساها ؟ إنّ أجهزة الهاتف التي تُلحق بها مسجّلة لاستلام الرسائل الصوتية، ومفكّرات الحائط التي تُوضع عند أبواب بعض المنازل، يُسجّل عليها الزائر ملاحظاته حينما لا يجد صاحب المنزل، دليل على اهتمام صاحبها بما يجري في غيابه. وإنّ الذي يطالع الصحف يومياً ويتابع نشرات الأخبار يومياً، ويزور المواقع على شبكة المعلومات (الانترنيت) أو ذاك ليتعرّف على ما يجري من حوله في عالم متغيّر، هو إنسان حريص على أن لا يلقي وقته كورقة مهملة في سلّة المهملات، إنّه يشعر بالانقطاع عن العالم إذا لم يواكب حركة العالم، ولو حصل وانقطعت متابعته، لشعر بالغربة أو بالوحشة أو بفقدان شيء ثمين


لقد اكتشف أبناء إحدى القرى الأميركية إمرأة اُمّية تعلّمت القراءة والكتابة في وقت متأخر وبدون معلِّم.. وحينما سُئلت قالت: لقد شعرت بوقت ثمين جدّاً ضاع منِّي فحاولت تعويضه، ولذا كنت أسترق السمع والنظر إلى ابنتي الصغيرة وكنت ألتهم معها كلّ دروسها ! لذا ينبغي أن نسقط العبارات التالية من قاموس حياتنا : لقد فاتني القطار!.. لم يعد في العمر متسع.. لقد شخت وتعذّر القيام بذلك!.. ما فائدة العمل الآن!.. لقد ضاعت فرص كثيرة!.. إنّ الحظّ يعاكسني دائماً! لقد سبقني إلى ذلك كثيرون!.. لم يعد لي مكان!.. جرّبت وفشلت لا داعي لتكرار التجربة! .. إلخ . علينا أن نستبدل تلك العبارات بالعبارة التالية : هناك دائماً وقت للعمل قبل الموت. أمّا مقولة «تعويض الوقت الضائع» فهي غير دقيقة، فالوقت الضائع لا يعوّض ، والأداء غير القضاء، والتمنّي أن يعود الشباب بعدما ترحل أيّامه أمنية كاذبة يردّدها الشعراء، ولا إمكانية لتحققها في الواقع، وما فات مات، ولكن يمكن للشاب أو الشابّة أن يتفاديا المزيد من التقصير، والمزيد من التضييع، بأن يعضّا بأسنانهما على المتبقِّي من الأوقات فلا يدعانها نهبَ اللهو والعبث والاسترخاء العاطل


لقد ثبت بالتجربة أنّ الكسل والبطالة والفراغ عوامل داعية للانحراف والفساد. وينبغي بعد ذلك أن نفرِّق بين فراغ لا فائدة فيه، وتفرّغ للمراجعة والنقد الذاتي والخلوة مع النفس، أو أخذ إجازة لتجديد النشاط، فهذا من العمل وليس من الفراغ، وهو شيء محبّب ومطلوب؛ لأ نّه من الأوقات التي تدرّ على الأوقات الاُخرى خيراً كثيراً

May 18, 2008

إجعل حياتك أفضل مما أنت عليه




كثير منا لا يتغيرون كثيراً ما لم يُجبروا على ذلك، كي تتغير بصورة أيجابية، أجبر نفسك على ما يلي : - تكلّم بهدوء، حتى ولو كان ذلك يبدو كالصراخ ! - أبحث عن النواحي الإيجابية، حتى ولو كان ما تراه سلبياً - إستمع، حتى ولو كان يبدو كأنك تتكلم ! - إمتدح الشئ الجيد، حتى ولو كان يبدو كأنك تنتقد الشئ السئ! - إرفع من شأن الناس، حتى ولو كان يبجو لك كأنك توجه اللوم لهم ! - إطرح أسئلة، حتى لوكان يبدو كأنك توجه لهم أوامر، أو تضع لهم قواعد وأنظمة! فوّض الصلاحيات، حتى ولو كان يبدو أنك ستقوم بالعمل بنفسك ! - إعمل الشيء الآن، حتى ولو كان يبدو أنك ستفعله بعد حين ! - أفعل الشيء الهام، حتى ولو كان يبدو أنك تفعل الشيء العاجل ! - فكّر في الآخرين أولاً، حتى ولو بدا أنك تفكر في نفسك أولا! - إفعل المزيد، حتى ولو بدا عليك أنك تفعل القليل ! - ثق بالآخرين، حتى ولو بدا أنك تخشى أن تثق بهم ! - كن مهذبا،ً حتى ولو بدا عليك أنك سليط ! - إخدم الآخرين، كما لو بدا أنك المخدوم ! - نظّّم نفسك على نحو أفضل، كما لو بدا أنك لم تستطع ذلك ! - كن مبتهجاً، وحتى لو كنت تشعر بالإنقباض ! - سامح، وحتى لو كنت تبدو باحثاً عن الإنتقام ! - كن شاكراً، حتى لو كنت تبدو شاكياً ! - كن متواضعاً، حتى لو كنت تشعر بالتعالي والعجرفة ! - كن واحداً من أعضاء الفريق، حتى لو كنت تريد العمل لوحدك ! - فكّر في الحصول على المزيد من النتائج الجيدة أكثر مما تفكر في عمل الأشياء بالطريقة التي ترغب ! - ركّز
على كل ما هو جيد وحقيقي ونبيل ومشرف !... خذ الوقت الكافي لتفهم طبيعة ذاتك (أي مزاجك الشخصي)، فالأمزجة الشخصية المختلفة ذات إستجابات، وردود فعل مختلفة بالنسبة لمواضيع إدارة الوقت، تعلم كيف تفهم لماذا تفعل ما تفعله بالطريقة التي تفعلها. إذا عاهدت، أو وعدت، أوفِ بوعدك، وعندما تقول إنك ستفعل شيئاً، إفعله، وعندما تعد بعمل شيء في وقتٍ محدد، أنجز ذلك العمل في ذلك الوقت. يقول "هنري فورد" : سواءً كنت تفكر بأنك تستطيع، أو تفكر بأنك لا تستطيع، فأنت على صواب، فالرسالة واضحة، وهي نعم، أنت تستطيع إذا صممت على أنك تستطيع ! لتكن أفضل ما يمكنك أن تكون عليه كل يوم


ميرلي دوكلاس

May 17, 2008

هل أنت سيد مصيرك ؟؟




قال أحد الكتاب ذات يوم :"أنا سيد مصيري وأنا قائد لروحي"، وبذلك يبلغنا بأننا أسياد مصيرنا، وقادة أرواحنا، لأننا نملك قوة السيطرة على أفكارنا. كان يجب عليه أن يقول لنا أيضاً، إن أدمغتنا وعقولنا قد سخرت وتسمرت بفعل الأفكار السائدة التي نحملها في عقولنا، وإن ذلك السحر المغناطيسي يُجذب إلينا بوسائل لم نعتد عليها قوى وأشخاص وظروف حياتية تتوافق مع طبيعة أفكارنا المهيمنة. كذلك كان يجب عليه أن يبلغنا، أنه قبل أن نتمكن من جمع الثروات بوفرة، علينا أن نسخر عقولنا للرغبة لكي نصبح أغنياء، وأنه يجب أن يمتلىء وعينا بـ "الشعور بالمال" لكي تقودنا الرغبة في جمعه إلى صنع خطط محددة للحصول عليه. لكن ذلك الكاتب كان شاعراً ولم يكن فيلسوفاً واكتفى بذكر الحقيقة بأسلوب شعري تاركاً للقارىء فهم المعنى الفلسفي لكلماته


فيليكس جاكبسون

May 16, 2008

تفائـــل.. لتنجـــح



هل تعتقد أن أحداً لن يستطيع أن يصل إلى النجاح الذي يتمناه بسبب فقر والده أو انحطاط مركزه الاجتماعي؟ هل تعتقد أنك لا تحظى بالحظ الجيد، وأن الطريق معاكس لك، والقدر ضدك، وأنه لا مجال لتقدمك في منصبك؟ إنك لعلى خطأ كبير إذا اعتقدت شيئاً من ذلك، أو سمحت لهذه الأوهام أن تتسلل إلى نفسك، وتتحكم في حياتك

هناك ألوف من العظماء وكبار رجال الأعمال عرضت لهم ظروف كظروفك أو أسوأ منها، ولكنهم رغم ذلك لم ييأسوا، بل واصلوا سعيهم في ثبات وإيمان حتى بلغوا أهدافهم، وأدركوا النجاح المطلوب. لماذا تيأس من النجاح في عملك، مهما تكن الأسباب؟ ألانك فقير؟.. لقد ظل "برنارد بليس" ستة عشر عاماً يكافح ويواصل البحث رغم فقره المدقع، فكانت النتيجة أن تكلل سعيه بالنجاح، ووفق إلى ابتكار نوع من اللدائن الكيميائية، كان له شأن عظيم في الصناعة الحديثة. أم لأنك جاوزت سن الدراسة والتعليم؟.. إن أحد الاشخاص ظل ثلاث عشرة سنة، وهو يواصل العمل بضع سنوات كل يوم في مصنع الغزل، وكان يضع إلى جوار مغزله كتاباً يختلس النظر إلى صفحاته من لحظة لأخرى وهو يدير المغزل، فتلتقط عيناه جملة من هنا وجملة من هناك، وبعد انتهاء ساعات العمل، كان يذهب إلى مدرسة مسائية يقضي فيها نحواً من ساعتين، فإذا ما عاد إلى البيت واستراح قليلاً، استأنف القراءة والمطالعة، وقد ظل كذلك منذ كان في العاشرة من عمره حتى بلغ الثالثة والعشرين، ثم نال بعد ذلك شهادة في الجيولوجيا، وأخرى في الطب

May 14, 2008

ماذا تفعل كي تحصل على السعادة ؟



إنه من العسير، بل من المستحيل، أن تقود شخص إلى سبيل السعادة، وإنما تقتصر مساهمتك في ذلك بأن تحذره من العثرات التي قد يقع فيها خلال سعيه إليها، أو إرشاده إلى طريق من طرقها. إن السعادة تعتمد إلى حدٍ ما على الفرد، كما تعتمد على المجتمع، والواقع أنه لمن الأمر الشاق تحديد السعادة ومعرفة أسبابها؛ ذلك لأنها تتصل بنواح شخصيّة تختلف من فرد لآخر، كما أن السعادة ليست صفة في ذاتها، وإنما هي نتيجة للحياه الحسنة التنظيم، وكثيراً ما يحصل الإنسان على السعادة وهو يبحث عن شيء آخر.. وأسعد لحضات الحياه التي يشتغل المرء فيها بأداء واجبه عن التفكير فيما إذا كان قد بلغ السعاده أم لا، وخاصة إذا كان هذا الواجب ينطوي على خدمة للآخرين


إن السعادة تعتمد إلى حدٍ ما على الفرد، كما تعتمد على المجتمع الذي يعيش فيه، والمرء الذي يحيا في مجتمع سعيد تُتاح له فرص لبلوغ السعادة أكثر مما يُتاح لفرد يحيا في مجتمع شقي، ومن ناحية أخرى، نجد أنه في وسع مجموعة محدودة من الأفراد المتقدمين في التفكير أن يخلقوا أمّة سعيده. وإذا أردنا السعادة الاجتماعية أو الأهليّة، فيجب أن يكون هدفنا إلغاء العوز، وإتاحة تكافؤ الفرص للجميع، وأن نضمن تنضيم المجتمعات نفسها للوسائل التي تمكّن الفرد من النضج إلى أقصى حد ممكن


يجب أن يكون هدفنا الاجتماعي، أن نوفر لكل فرد مادة الحياة الصحيحة، دون أن نقضي على شخصيته المفردة، كما يجب أن نسعى لإلغاء الفقر والشقاء ونحارب الأعمال الضارة بالمجتمع عن طريق التحليل الصحيح للبواعث النفسية التي تخلق هذه الشرور. إن البعض يبحث عن السعادة عن طريق القلب .. والبعض الآخر عن طريق العقل.. فهؤلاء يتبعون سبيل العاطفة، وأولئك يميلون إلى الأبحاث العقليّة، وليس في وسع أحد أن يرجح سلوك هذه الطريق أو تلك، فالأمر لا يتوقف على الطريق ذاتها فحسب، وإنما يعتمد على تكوين الشخص الذي يسلكه، وكل ما يمكننا أن نقوله في هذا السبيل، أن أغلبية الناس ترى أن السعاده المثاليّه هي تلك الحالة التي تحقق مطالب القلب والعقل معاً.. فهل يمكن الوصول إذن إلى السعاده ؟ إن الجواب هنا قطعاً ( نعم ) .. ولا يستطيع واحد من الناس أن يتأكد من قدر السعادة أو نوعها، ولكن يمكن للجميع أن يتقاسموا هذا الكنز. وكثيراً ما تأتي السعادة نتيجة لأعمال وخدمات لا تهدف إليها مباشرة وقد أوصى "جاليليو" من ينشد السعادة بالقيام بخدمات لا أنانيّة فيها قائلاً : إنني بينكم فرد يخدم.. هذه كلها علامات مميزة في طريق السعاده.. فيجب أن لا ندع رغباتنا تسبّب لنا قلقاً ذهنياً.. وإنما علينا أن نسعى للقيام بأعمال عظيمة.. وأن نؤدي واجبنا اليومي بما يرضي ضمائرنا.. وأن نخدم الآخرين


لقد سعى الناس منذ قديم الأزل ليتحقق وجود عالم الحق والخير والجمال.. وقد بقيت هذه المُثل دائما ًغاية ما ترنو إليها الإنسانية.. وقد وصل الإنسان إلى نجم السعادة وهو يسعى لإحقاق هذه المُثل وهي المُثل التي تنطوي على الأخوّه وخدمة الغير.. إن الحق من بين اللاليء المتالقة في تاج السعادة، وهل يمكننا أن نبلغ السعادة الكاملة دون أن نضيف عاملي الخير والجمال إلى عامل الحق؟ إن الجمال شعور داخلي، مثلما هو منظر خارجي، والجمال يكمن في عين الناظر، ولا يمكن أن يحرم الجمال شخص يسعى للكمال.. فلنسع إذن لبلوغ السعادة.. ولنصحب الحق والجمال والخير في طريقنا.. حتى نجني ثمار سعينا
إن السعاده كما يراها المفكر "روبرت هيب" عندما قال: كلنا نتمنى السعادة والسلام، وماذا عسانا أن نتمنى أكثر؟ ولماذا نرضى باقل ؟ ولقد يشك في إمكان الفوز بالسلام دون السعادة، أو بالسعاده دون السلام، فالسؤال الهام إذاً : كيف ينال أحدهما أو كلاهما جميعاً ؟ المال لا يسعدنا،النجاح لا يسعدنا، الأصدقاء لا تسعدنا ، ولا الصحة ولا القوة تسعداننا.. أجل، جميع هذه الأمور تدعو إلى السعادة، ولكن أينا يبلغ إليها .. ويكفل الرتوع في بحبوحة بركاتها قد نجد في الحياة فرصاً .. فننال صيتاً طائراً .. وصحة وعافية ومالاً طائلاً .. وعمراً طويلاً .. إلا أنّ يدها تقصّرعن إسعادنا .. نعم، إن سعادتنا لنا.. وعلينا .. إنما نحن مختلفون أحوالاً وحالات .. ومتفاوتون أعماراً .. ومتباينون واجبات ومكتسبات .. بحيث قد يخال وضع الأصول والقواعد ضرباً من المُحال .. ويُعد مجرّد النصح والاشارة تهجما ًوجسارة مع أن " فارو" سبق فأتى أهل زمانه بمئات الآراء من آراء الفلاسفة في السعادة .. وحسبنا أن نعتبر بتجارب المتقدمين في سبيل الحياة من الرجال والنساء، فالتجارب هي أكبر البراهين .. بل اعتبر بآخر ما فاه به "ثيودور باركر" وهو على فراش الموت مع أنه عاش مفعم الصدر حكمة ومعرفه حين قال: اواه، حبذا لو كنت عرفت فن الحياة أو وجدت كتاباً، أو إنسانا يعلمني كيف كان يجب أن أعيش، وأدرس، وأروض بدني ونفسي
ومما يؤثر عن أهل أثينا القدماء، ًاتباعهم لسنة كانوا بموجبها يُعاقبون بالقتل، كلّ من حمل شمعة ومنع غيره الاقتباس من نارها .. فحلال إذا أن نقتبس ممّن عنده نوراً يضيء به ظلمات قلوبنا ونفوسنا.. وقال " مكس مللر " : إنها لخطيئة حقيقيّة ألا يكون المرء سعيداً .. فلنذكر قوله هذا .. وقول " باسكال " التالي : فلنعرف إذا حدّنا وغاية جهدنا .. أجل، إننا شيء ما في هذا الوجود، ولكننا لسنا كلّ شيء.. ولا أهم من أن نرسخ في نفوسنا تصوراً عادلاً عن هذه الحياة لكي لا تقلقنا صروف الدهر وتقلباته، ولنكون مستعدين لمقابلة أي وجه تديره لنا الأيام .. ثابتين تجاه الافلاح و الحبوط أمام الظفر والفشل، على الخوف والأمل في الصحة والسقام والمسرّات والآلام .. وفي الأفراح والأحزان ولدى التذكرات الحلوة و المرّه، ولقد قال " شيلدون " : طالما أنت على هذه الأرض، تمتّع بما فيها من الصالحات لأنها لأجل ذالك خُلقت .. ولا تكتئب .. ولا تبتئس .. بل أحسب نفسك في السماء .. والذين لا يعرفون قيمة الحياه لا شكّ أنهم لا يستحقونها، ولعل ضبط النفس أهم ما ينبغي في ابتغاء السعادة .. أجل .. كل فرد مملوك ومحكوم عليه على حين الأفضل أن يحكم الإنسان نفسه ويملكها ليحتفظ بكرامته بدل أن يملكها ويحكمها غيره

May 13, 2008

المكتئب هو أنت.. وليس العالم من حولك



يلزم الشخص المكتئب أن يتذكر بأن الاكتئاب إنما هو إحساس بدني فيزيقي يعبّر عن أقصى حالات الإرهاق والإعياء تطرفاً والتي تصيب انفعالاته. وأنك حالما تمتنع عن جلد نفسك بسياط الخوف، وحالما تتوقف عن منازلة الخوف كراً وفراً، فإنك تصبح أقل خوفاً، وأن الاكتئاب سيزول تدريجياً، وبالتالي يرتفع نهائياً. إن جسمك أشبه بسيارة انتهى مفعول حاشدتها فخمدت وهمدت وبطل فعلها. وإن أنت استمريت بالضغط والتزوير الشديد على المحرك التلقائي، فإن الحاشدة هذه لن يتسنى لها الشحن، أو أن تكتسب بسوط التوتر والخوف والقلق، فأنك بذلك تتيح لبدنك أن يستعيد شحن ذاته تلقائياً ويستكمل حيويته. واعلم أن الاكتئاب لن يستمر إلى مالانهاية.. إذن، فقم بالعوم عبرهذه الفترة من فترات الاكتئاب، وأنت ترنو إلى الأمام بأمل كبير. وفوق كل هذا، عليك أن تتذكر أن الاكتئاب فيك.. وأن المكتئب هو أنت.. وأنه ليس العالم من حولك، وإن العالم ليس بمثل هذه السوأة


الكأبة مرض، مثلها في ذلك مثل النترلة الوافدة، فمثلها النترلة الوافدة هذه، هي مرض كذلك الكآبة، وإن الطبيعة جاهزة ومستعدة أن تشفي هذه كما تشفي تلك، أي تشفي الكأبة كما تشفي النترلة الوافدة، فأمنح الطبيعة فرصتها لتؤدي وظيفتها. لكن الاكتئاب يعمل وفق الحلقة المفرغة، أي أن ما تتذكره من معاناة أمس، يجعلك بوضع سيء اليوم. ويمكنك أن تكون بمنجاة من الدائرة المفرغة هذه، عندما تحدث نفسك بالقول:(طيب، كان يوم أمس يوماً سيئاً، أما اليوم فقد لا يكون طيباً جيداً فحسب، بلهو، وبمرور الأيام، سيتحسن على نحو أفضل بالتدريج، فلأمهل الأيام ولأمنحها فرصتها). عندما يكون بوسعك أن تقول هذا وأن تعينه بالصدق مع نفسك، فإنك سترى خوارق قد حصلت فعلاً، وكلها لصالحك، وفي اتجاه شفائك. وعليك أن تتذكر: مهما كان اكتئابك عميقاً، فإنك بمقدورك أن تشفى


الاكتئاب مرض طارىء ومؤقت.. العقاقير الحديثة المضادة للاكتئاب شديد مفعولها. ابتعد عن ذلك الفراش خلال النهار واشغل نفسك بعمل بصحبة آخرين ومعهم. اجعل لنفسك منهج عمل مبرمج. عندما يزيد الإرجاء من معاناتك، فأعد النظر بأفكارك، واجعل الأمل يحل مكان القنوط واليأس



اذكرك ثانية بأن الاكتئاب مرض.. وأن الطبيعة تنتظر الفرصة لتشفيك





كلير ويكس
ترجمة د.عبد العلي الجسماني

هواية التفكير الإيجابي



دعوني أقترح هواية جديدة تشبه إلى حدٍ كبير السفر والترحال، وهذا النوع من السفر ليس سفر بالجسد وإنما سفر بالعقل والنفس. نعم، إنه أحد أنواع الاسترخاء والعلاج النفسي لمن يواجه الضغوط، فهذا النوع من التفكير يساعد الفرد على إخلاء الذهن من أية متاعب أو ضغوط تسكن بداخله، وبالتالي الحصول على المزيد من الثقة بالنفس، وتحقيق السعادة. إذن كيف يمكن أن يمارس الفرد هواية التفكير الايجابي؟


كن متفائلاً في كل الاوقات، فلن تصل الى أي شيء من المحاسبة القاسية للنفس باستمرار، وخاصة على الأمور التافهة


كن واقعياً، وفكّر في قراراتك قبل اتخاذها، وابحث عن الخيارات المطروحة أمامك


تحدث بإيجابية عن نفسك، ركّز على صفاتك الحميدة، وحاول الاستفادة من قدراتك الإبداعية


اضحك على كل موقف تقابله، وعلى نفسك أيضاً، بدلاً من أن تنتابك حالة القلق أو الإرباك


ارسم الابتسامة دائماً على شفتيك، وخصوصاً إذا تعرضت لموقف ما يحبطك


توقف عن التفكير السلبي ولو للحظة واحدة في اليوم



وأخيراً: لنعلم جميعاً، بأن التفاؤل والمزاج الإيجابي من العوامل المهمة للحصول على السعادة النفسية التي يتمناها الفرد

وأن الحياة حلوة.. تستحق أن تحيا وتعيش فيها، وأنك الوحيد القادر على أن يعطي لها هذه الصورة الجميلة

May 11, 2008

تطوير روح المثابرة لديك




توجد أربع خطوات بسيطة تقود إلى امتلاك عادة المثابرة، وهي لا تدعو إلى كثير من الذكاء، ولا إلى معرفة، أو شهادة علمية محددة، لكنها تحتاج إلى قليل من الوقت أو الجهد، والخطوات الضرورية هي كالتالي

وجود هدف محدد يستند إلى رغبة مشتعلة لتحقيقه
وجود خطة محددة يتم التعبير عنها بالتنفيذ والعمل المتواصلين
توافر عقل لا يتأثر بالمؤثرات السلبية والمحبطة بما فيها الأقتراحات السلبية من قبل الأصدقاء والأقرباء والمعارف
تحالف ودي مع شخص أو أكثر يشجعك على المتابعة في تنفيذ خططك وأهدافك
هذه الخطوات الأربع ضرورية للنجاح في كل ميادين الحياة، والهدف الإجمالي لمبادئ فلسفة هذا الكتاب، هو أن تتمكن من جعل الخطوات عادة في حياتك. وهذه الخطوات هي التي تمكّن الشخص من توجيه وضبط مصيره الإقتصادي، وهي الخطوات التي تقود إلى حرية التفكير واستقلاليته، كما تقود إلى الغنى والثروة بكميات صغيرة أو كبيرة. أيضا تقود الإنسان إلى السلطة والشهرة والإعتبار، وهي تضمن حصول الإختراقات الأيجابية، وتحوّل الأحلام إلى واقع مادي ملموس، وتقود أيضا إلى التغلب على الخوف وخيبة الأمل واللامبالاة. ويوجد مردود عال لكل أولئك الذين يتعلمون اتباع تلك الخطوات، بحيث تعطي الحياة ما هو مطلوب منها

فيليكس جاكبسون

May 10, 2008

كيف تنزع نفسك من الجمود الفكري



قد تجد من الضروري "نزع" نفسك من جمودك الفكري بواسطة إجراء مماثل للقيام من الكابوس، حيث تتحرك ببطء في أول الأمر، ثم تزيد سرعتك، حتى تسيطر كلياً على إرادتك. لذلك كن مثابراً بغض النظر عن سرعتك والبطء الذي تبدأ به، لأن النجاح يأتي بالمثابرة لا بالسرعة. وإذا اخترت مجموعتك العقلية أو دماغك المفكر بعناية، فلا بد أنك ستحظى بفرد واحد من هذه المجموعة يساعدك في تطوير روح المثابرة عندك والقدرة عليها. وبعض الرجال الذين جمعوا ثروات طائلة فعلوا ذلك بسبب الضرورة وطوروا عادة المثابرة عندهم؛ لأن الظروف قادتهم إلى ذلك، وفرضت عليهم روح المثابرة وتطبيقها. ويبدو أن أولئك الذين تثقفوا بعادة المثابرة يتمتعون بتأمين ضد الفشل، وبغض النظر عن عدد المرات التي تراجعوا فيها، إلا أنهم يصلون في النهاية إلى قمة السلم. وفي بعض الأحيان، يبدو أنه يوجد دليل أو مرشد خفي من واجباته اختبار الرجال من خلال كل التجارب المحبطة وغير المشجعة. ويصل أولئك الذين يرفعون رؤوسهم بعد الهزيمة ويتابعون المحاولة إلى النهاية التي يريدونها، ويهتف العالم لهم بتحيات النصر والتقدير

المرشد الخفي لا يدع أحداً يتمتع بإنجاز كبير دون المرور باختبار المثابرة أولاً، بينما لا يحصل أولئك الذين لا يمكنهم الجلوس للامتحان على العلامة المطلوبة والمرور. أما أولئك الذين يجلسون للامتحان ويجتازونه فيكافأون على مثابرتهم ويحصلون كتعويض لهم على تحقيق أي هدف يسعون إليه. وليست تلك كل القصة، بل يتلقى أولئك المثابرون شيئاً أهم بكثير من التعويض المادي، وهو "المعرفة" بأن كل فشل يجلب معه بذور نجاح وفائدة مساويين للفشل السابق



فيليكس جاكبسون

May 9, 2008

كل ما تحتاج إليه هو.. فكرة واحدة معقولة





كل ما تحتاج إليه من أجل النجاح، هو فكرة واحدة معقولة، تتضمن الطرق والوسائل التي تمكّنك من صنع أفكار مفيدة قابلة للاستعمال. وقبل أن تنطلق في مقاربتك لوصف هذه المبادىء، أظن أنه يحق لك أن تأخذ بهذا الاقتراح المهم: عندما تبدأ الثروات بالمجيء، فإنها تأتي مسرعة وبوفرة كبيرة، إلى درجة أنك ستتعجب أين كانت تختبىء عنك في السنوات العجاف. الاقتراح مدهش، وما يجعله مدهشاً أكثر هو أخذك في الاعتبار المعتقد الشعبي بأن الثروات تأتي فقط لأولئك الذين يعملون بجد ونشاط وتعب مدة طويلة. وعندما تبدأ بالتفكير وتصبح غنياً، سوف تلاحظ أن الغنى يبدأ بحالة ذهنية وفكرية وبهدف واضح محدّد قليل من العمل أو دون عمل شاق، ويجب عليك وعلى الآخرين الاهتمام بمعرفة كيفية امتلاك تلك الحالة الذهنية التي تجذب الغنى والثروة


إحدى أهم نقاط الضعف في الجنس البشري هي، اعتياد الإنسان العادي على كلمة "مستحيل".. فهو يعرف كل القواعد التي لا تنجح، ويعرف كل الأمور التي كُتبت لأولئك الذين يسعون وراء القواعد التي جعلت الآخرين ناجحين، وكذلك لأولئك المستعدين للمغامرة بكل شيء لتطبيق تلك القواعد. لقد أصاب النجاح كل الذين امتلأ وعيهم بالنجاح وكيفية تحقيقه. أما الفشل فيصيب أولئك الذين يسمحون للفشل من دون اكتراث أن يمتلك وعيهم. وهناك نقطة ضعف أخرى شائعة بين الكثير من الناس، وهي عادة قياس كل شيء وكل شخص من خلال انطباعاتهم ومعتقداتهم الذاتية. وسوف يظن بعض الأشخاص الذين يقرأون هذا القول إنه ليس بإمكانهم التفكير والثراء، لأن عادات تفكيرهم منغمسة في الفقر والحاجة والبؤس والفشل والإنهزام



May 7, 2008

حدد هدفك الصحيح





لتحقيق رغباتك وبسرعة، عليك أن تمارس تصوّر هذه الأهداف، كن إيجابياً ومتفائلاً بتحقيق هذه الأهداف. إن كل ما ترغب وتطمح بتحقيقه، باستطاعتك الحصول عليه، وذلك بأمرك وإيحائك إلى عقلك الباطن. العقل الباطن بإمكانه جلب وتحقيق هذه الأهداف مادية كانت أم معنوية، لكن أول خطوة يجب اتباعها هي تحديد الهدف، فإذا كان هدفك هو الصحة الجيدة والشباب الدائم وقهر الشيخوخة والعيش متمتعاً بالجسم السليم والعقل السليم، عليك أن تتسلح بالمعرفة الصحيحة للجسم – وظائف أعضائه، والعقل وقوته، ومستوياته من عقل واعي وعقل باطن – والغذاء وخصائصه وتناوله بصورة متوازية، وتجنب الإرهاق والتوتر. تذكر أن عمرك ليس فترة من الحياة والزمن – بل طريقة تفكيرك، وأن تفكيرك يؤثر على جسمك إيجابياً، شباب دائم، وصحة وحيوية، أو سلبياً ، مرضاً وهرم. فالشباب..الشباب الخالد حالة عقلية ذهنية، الشباب.. جذوره في اللانهاية، ولا يشيخ ويعجز الإنسان، إلا بمنع روحه من الإنطلاق، وسيطرة الخوف، والحسد، والغضب، والتعصب، والشك، والعواطف الهدّامة.. بدل الاتجاه الإيجابي من أمل، وتفاؤل، وحب، وتسامح، وفهم، وشجاعة، وحماس


فكّر كل يوم من حياتك، أنت تنمو شاباً صحيحاً ومعافى.. إنه تحسين كبير، أنك ستكون شاباً بصحة جيدة وعافية، حتى عندما يصبح عمرك أكثر من مائة، فالبقاء شاباً فن، وسر هذا الفن في الغذاء المتوازن، والعيش الصحيح، بعدم مخالفة قوانين الطبيعة، والاتجاه الصحيح للعقل والتفكير. إلارادة تنسب وتخص العقل الواعي، وبإلارادة تستطيع أن تضبط بدرجة كبيرة ما يسجله العقل الباطن، وكم مدى التأثير المسجل عليه،هذا أمر مهم، وذلك لأنه بإرادتك تستطيع السيطرة على ما يدخل إلى عقلك الباطن، وتستطيع السيطرة على ما يخرجه العقل الباطن من داخله، وعندما تجمع طاقة وسعة العقل الواعي والعقل الباطن، فإنك ستحصل على إنجازات غير محدودة

May 6, 2008

فكر بشكل جانبي



لقد نشأنا، أنت وأنا، على التفكير بخط مستقيم أو عمودي (تقليدي)، وهو أن نفكر بطريقة منطقية من نقطة ما إلى التي تليها حتى نصل إلى نتيجة صحيحة، بأن نضع حجراً فوق الآخر. هذا التفكير تحليلي ومتسلسل وهادف، ولكن إذا حدث شيء غير منطقي أثناء تفكيرنا، فإننا نتوقف وننتقل في اتجاه آخر، متبعين خطوات منطقية واحدة تلو الأخرى، إلى أن نصل إلى نتيجة صحيحة. ولكن يوجد طريقة أخرى للتفكير و انتشرت بواسطة "إدوارد دي بونو"، وتدعى التفكير الجانبي. في التفكير الجانبي تقوم بعمل قفزات، ولا تكون مضطراً لأن تتبع الطريق المنطقي، يمكنك أن تذهب في رحلات جانبية على طرق متعاقبة تبدو وكأنها لا توصل إلى أي مكان. كأمر مسلّم به، فمن المستحيل بعد وقوع الحدث أن تخبر عن كيفية حل المشكلة، بطريقة جانبية أم عمودية، وذلك لأن جميع الحلول الجيّدة تكون منطقية، وبالتالي فطرق الوصول إليها تكون منطقية. ولكن مع أن معظم الحلول تكون واضحة في الإدراك المؤخر، فمن الصعب أن تتخيل التوصل إلى بعض الحلول بطريقة منطقية

May 5, 2008

إستعمل كلا الجانبين لعقلك




يجب الإعتراف بإن هناك زمناً للجهة اليسرى من الدماغ، وزمناً للجهة اليمنى من الدماغ، بمعنى أن هناك زمناً للكفاءة، وزمناً للإبداع، وزمناً للعمق، وزمناً للمنطق، وزمناً لغير المنطق. إن إحدى هذه الحالات ليست أفضل من الأخرى، وإنما هما فقط مختلفان.. مارس كل هذه الألوان، وتعلّم متى تكون كل واحدة منها هي الأفضل. إن تفكير الجهة اليسرى من الدماغ يفضّل المنطق، والتخطيط المفصل، والتنبؤ بوقوع الأحداث، والأمور، والإهتمام بالتفاصيل، والسرعة، وحسن التنظيم والترتيب، والقيام بعمل واحد في وقت واحد، وقراءة التعليمات أولاً قبل الشروع في عملٍ ما. أما الجهة اليمنى من الدماغ، فهي تفضّل أو تحبذ التنوع، والعاطفة، واللهو، والمفاجآت، والتخطيط العفوي، وعمل عدة أشياء في وقت واحد، وقراءة التعليمات فقط إذا حصل شيء من الخطأ


الأشخاص ذوو التوجه الأحادي، عادة، ما يعملون شيئاً واحداً، في الوقت الواحد، يركزن العمل الذي بين أيديهم، ويتمسكون حرفياً بالخطة، ويفكرون على طريقة المعادلات الخطية (الخط المستقيم أقصر الطرق)، ولا يفكرون إلا في شيء واحد في وقت واحد. أما الأشخاص ذوو التوجه الجماعي، فهم عادة ما يفعلون عدة أشياء في مرة واحدة، وعرضة لتشتت الإنتباه، وتغيير خططهم وبسهولة، ويفكرون في دوائر متقاطعة، ويمكنهم القيام بعدة أشياء، أو أفكار في وقت واحد. أما المفكرون المركزيون، فهم يركزون على حل واحد، ويعملون خطوة خطوة، وضمن خيارات ضيقة، وهم منطقيون، يُحبون السير على أرضية صلبة، يُحبون الخطى الواثقة، يُفضلون الحقائق، والبيانات الراسخة، والدامغة، ويبحثون عن الحل الصحيح، ويبدون غالباً في نظر الآخرين ضيقي الأفق. المفكرون المتشعبون (ذوو النظرة المتشعبة) يحيلون بصرهم في الصورة الكبيرة، ويقفزون هنا وهناك، ويندفعون هنا وهناك، وهم نزاعون إلى الحدس، ويبحثون عن عدة حلول، ويستكينون إلى الغموض، ويستخدمون الحدس -الحدس الباطني- ويعملون به، ويبجون للآخرين مشتتي الذهن


لكي تُعمل الجزء الأيمن من عقلك، ضع قوائم بالأشياء المسلية، إرسم صوراً، ألصق أوراق التعريف بالصفحات، إستعمل ألواناً مختلفة لتميزها، إستعمل أوراق التسلية، أكتب بخط مائل من الزاوية إلى الزاوية، ضع ملصقات بلاستيك على البوفيه - حيث تكون أكثرها أهمية في الأعلى-، إستخدم مفهوم التلقائية المدروسة، على سبيل المثال، إجلس جانباً بعد الظهر، وجهز ما يجور في ذهنك، وعندما يحين الوقت، إعمل أي شيء يحلو لك عمله. إسمح لنفسك باللهو، فكل يوم يجب أن يكون فيه نظام، وعمل، وبعض اللهو!. إنفق حوالي (30) دقيقة كل يوم في أشياء شخصية تعطيها أولوية خاصة لا تتعارض مع عملك. تعلّم كيف تستريح، ولا تعمل شيئاً، راقب الطيور في الساحة الخلفية من المنزل، وفرّغ عقلك من كل ما يشغله!. يقول "لاوتسور" : (مارس عمل لا شيء.. وكل شئ سوف يكون في محله). كلما زاد عملنا، زاد تعبنا، ونقصت قدرتنا على الإبداع، واضمحل تفتحنا العقلي، ونقص إنجازنا، وبالتالي تراجعنا، وعندها تقول بأنه ليس لدينا وقت للهو


ميرلي دوكلاس

May 4, 2008

تمسك بهدوءك.. تنجح




هناك علاقة عميقة بين الأعصاب وأعضاء الجسم ووظائفها المختلفة، فلو أدرك المرء قوة هذه العلاقة، لحافظ على هدوء أعصابه، ليعيش سليماً معافى. ولكن الكثيرين يعتقدون أن الجهاز العصبي لا يسيطر إلا على أعضاء الجسم الخارجية فقط، فلا يتحكم إلا في الحركة والمشي والكلام. والحقيقة، أن الجهاز العصبي يتحكم بجميع الأعضاء والأجهزة الداخلية بما فيها القلب والأوعية الدموية، والجهاز الهضمي والتناسلي والبولي والرئتين. ويجب أن يعلم المرء، أن المؤثرات النفسية المختلفة، مهما كانت بسيطة، تؤثر في وظائف كثير من أعضاء الجسم، وإفرازات غدده الداخلية، فعند خوفه أو غضبه، تزداد ضربات قلبه، ويرتفع ضغط دمه، وترتجف أطرافه، وكثيراً ما يتصبب منه العرق، ويُصاب كثير من الطلبة بإسهال أو إدرار في البول قبيل دخول الامتحان، أما في الفرح فينخفض ضغط الدم، ويشعر الإنسان بنشاط غريب، وتزداد شهيته للأكل. وقد أثبت الطب الحديث أن كثيراً من الأمراض العضوية، كارتفاع ضغط الدم، والذبحة الصدرية، والبول السكري، وقرحات المعدة، وتقلص القولون، والربو، والصداع، تنشأ في أكثر الأحيان من الاضطرابات النفسية، وقد أمكن شفاء كثير من هذه الحالات بالعلاج النفسي بعد أن فشلت فيه جميع الوسائل الأخرى. وتظهر هذه الأمراض أو بعضها في الشخص المنطوي على نفسه، ذي المزاج المرهف، إذا تعرض لصدمات نفسية شديدة، ولم يتمكن من التغلب عليها، وحينئذٍ، تتوتر أعصابه، فتضطرب وظائف جسمه، وغالباً ما تتركز الأعراض في عضو من جسمه، خصوصاً إذا كان عضواً ضعيفاً في الأصل


ولكي تعيش بأعصاب سليمة، يجب عليك أن تتجني التفكير المستمر، والعمل المتواصل، فإن لنفسك كما لبدنك عليك حق، فعليك أن تنسى عملك بمجرد انتهائه، وأن تخلد إلى الراحة من أعمالك ومشاغلك كلما سنحت لك الفرصة، وعليك أن تغتنم عطلة آخر الأسبوع والعطلات الصيفية لتحقيق ذلك. ويجب أن تقضي هذه الفترات بعيداً عن محيط عملك، في رحلات بعيدة، أو رياضة نافعة، فإذا عدت إلى عملك، كنت هادىء البال نشيطاً، ويمكنك أن تستلقي مدة كل يوم في الفراش مسترخياً، في هدوء،غير مفكر في كل شيء، فتشعر بعدها براحة نفسية وبدنية. واحذر الهم والغضب فهي أحد أعدائك، وعواقبها وخيمة، فالهم قاتل، ويجب عليك أن تتغلب عليه بإزالة أسبابه، وبقوة إرادتك وايمانك. أما الغضب فتذرع له بالحلم، وابدأ يومك بهدوء ، وستجد أن ليس ثمة ما يُوجب الغضب، في أكثر الأحيان. ويجب أن تتخذ قراراً معيناً في كل موقف أو صعوبة تقابلك بعد رويّة وتبصر، وأن تسعى لتحقيق هذا الهدف بصبر وجلد، واحذرالمواقف المعلقة، وأنصاف الحلول، فإنها تؤدي بك إلى التفكير المستمر، والقلق الشديد. ولا تندم على شيء فات، أو خسارة أصابتك، فلا فائدة من الندم، وليكن ذلك الموقف أو تلك الخسارة، حافزاً قوياً يدفعك إلى الأمام، واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً، وعش هادىء الأعصاب.. تعش سليماً معافى

May 3, 2008

سحر الاعتقاد الذاتي



إذا توقعنا الفشل سوف نفشل، وإذا توقعنا النجاح سوف ننجح. إذا توقعنا في كل قلوبنا بعض الأشياء أو الاحوال، تنطلق قوة جاذبية من العقل، وهي بموجب قانون الجذب تميل إلى إحداث وحصول هذه التوقعات والأهداف في دنيا الواقع. لكن علينا أن لا نتوقع أي شيء بدون ثمن، بل علينا أن نكون جاهزين لدفع الثمن، ولربح مانريد. ومن الضروري أن نبني إيجابية متفائلة أولاً، حتى نحصل على رغباتنا، وتوقعاتنا، ونحقق آمالنا


لقد وضع الخالق ناموس وقانون سير الطبيعة والكون، إنه دوران متناوب، وذبذبات دروية منتظمة ومتفقة، وهنالك حكمة إلهية، وقصد في كل تغير طبيعي عند حدوثه، والنتيجة النهائية تكون دوماً خيرة. العقل هو قوة الحياة الحيوية، وهو الخالق والباني والمنظم والمتقن لمصير الإنسان، وبدون طاقة العقل الموجهة والهادئة، لا عمل للإرادة، والمخيلة والتصور، والعواطف بدون العقل والتفكير، تميل للاستبداد والانحطاط، وتصبح الحياة بدون غاية أو طعم


إن أية فكرة زُرعت وحفظت في ثنايا العقل بقوة وثبات، بإمكانها أن تعمل العجائب. وأن العقل الباطن يعرف ويوجه خطانا، ربما بطرق مختلفة وغير مألوفة أو معروفة إلى الغاية المطلوبة، وحالما تُزرع الفكرة أو الرغبة الواضحة في مستوى العقل الباطن، فالنتيجة الحتمية أننا نصبح نعمل كأننا تحت تأثير وتوجيه قوة عاقلة خفيفة، توجهنا لإنجاز ما نريد من الرغبات.. والطموحات.. والأهداف

May 2, 2008

المخيلة الخلاقـة.. لتحقيق الهدف





المخيلة الخلاقة، هي الملكة التي بواسطتها يتم "الحدس" و"الإلهام"، وبواسطتها يمكن الاتصال بذبذبات الأفكار من العقول الأخرى، وبواسطتها يستطيع عقل الإنسان المحدود الاتصال مباشرة مع العقل اللانهائي. وبواسطتها يمكن لإنسان ما أن يتراسل أو يتناغم مع العقول الباطنة للأشخاص الاخرين. هذه المخيلة الخلاّقة، تعمل فقط عندما يكون العقل الواعي يتذبذب بمعدل سريع، كما يحصل بتحفز العقل الواعي بواسطة الرغبة القوية، في محاولة تفسير سلوك الحيوانات، عادة نقول: إن الحيوانات لها "غرائز" معينة توجهها، وبتحليلنا لهذه الغرائز، نجد أنها تساعد الحيوانات لأن تتلائم بنجاح مع محيطها. وباختصار، فإن هذه الحيوانات لها "غريزة النجاح" أو التلائم مع المحيط. غالباً ما تتغاضى عن حقيقة أن الإنسان بدروه له أيضاً غريزة النجاح، ولكنها أكثر غرابة وأكثر تعقيداً من أي حيوان، ومن جهة أخرى، فالإنسان مميز ومبارك بصورة خاصة من هذه الناحية. الحيوانات ليس باستطاعتها اختيار أهدافها، أهداف الحيوانات (المحافظة على الذات والنوع)، ويمكن القول، أنها موجهة مسبقاً، ونجاحها آلي محدود بما يلائم الأهداف الموضوعية التي ندعوها "غرائز"، تماماً، مثل آلة الحاسوب المبرمجة مسبقاً

الإنسان عنده شيء خاص، ليس للحيوانات مثله – المخيلة الخلاّقة، الإنسان لوحده، باستطاعته أن يوجه غريزته للنجاح، وذلك باستعمال مخيلته أو قدرته على التصور. التخيل لديه القوى اللازمة لتحقيق ما يتخيله (الهدف)، فعندما يقرر أو يوضح الهدف، يقدم (العقل الباطن) الوسائل اللازمة لتحقيق هذا التخيل (الهدف)، فإن أراد إنسان مثلاً التخلص من صداعه (آلام في رأسه) يكفي أن يتخيل بتركيز -أي بشدة- أن الآلام قد زالت، عندئذ يعمل العقل الباطن كل ما يلزم لتحقيق زوال تلك الآلام فعلاً وحقيقة



د. أحمد توفيق