Apr 26, 2008

قوة الإيحاء الذاتي في تحقيق طموحاتك




الإيحاء يعتمد على مبدأ أن ما نتمسك به بعقلنا الواعي الظاهر يميل أن يصبح حقيقي بالنسبة لنا، ويميل إلى أن يُعاد استدعائه في حياتنا من خلال العقل الباطن. إنه واسطة المراسلة بين مستوى العقل الواعي الظاهر والعقل الباطن. ومن خلال الأفكار المسيطرة التي نسمح ببقائها في العقل الواعي، فإنه بمبدأ الإيحاء الذاتي تصل إلى العقل اللاواعي وتؤثر عليه


إن جميع المؤثرات الحسيّة التي يتم إدراكها بواسطة الحواس يوقفها العقل الواعي الظاهر، وربما يسمح لها بالمرور إلى العقل الباطن الواعي، وربما يرفضها العقل الواعي الظاهر بإرادته. وعليه، فأن الملكة الواعية الظاهرة تخدم كحارس خارجي للعقل الباطن. لقد خلق الله الإنسان بصورة جعلت له السيطرة الكاملة على كل مادة تصل إلى عقله الباطن بواسطة حواسه الخمسة، ولكن الإنسان غالباً ما لا يستعمل هذه السيطرة. الإيحاء الذاتي، هو الواسطة التي بواسطتها يمكن للإنسان إرادياً أن يغذي عقله الباطن أفكاراً من طبيعة خلاّقة، أو أنه باهماله يمكن أن يسمح للعقل الباطن أن يتغذى على الأفكار ذات الطبيعة الهدامة. إن عقلك الباطن يعرف ويعمل فقط على الأفكار التي امتزجت بالعاطفة والشعور. الأفكار الغير مصحوبة بالعاطفة لا تؤثر على العقل الباطن، إنك لن تحصل على نتائج ملموسة، حتى تتعلم كيف تصل إلى عقلك الباطن. فالإيحاء باستمرار وسرعة يصبح تكليفاً مستمراً للعقل الباطن، الذي يعرف كيف وأين يستعمل وسائله لتحقيقق التكليف (الهدف)، ويزداد الإيحاء تأثيراً في حالة الاسترخاء؛ لأنها تريح وتهدئ الجسم والنفس بوجه عام وتساعد على التركيز

حدّد هدفك الصحيح.. لتحقيق رغباتك وطموحاتك وبسرعة، عليك أن تمارس تصوّر هذه الأهداف، كن إيجابياً ومتفائلاً بتحقيق هذه الاهداف. إن كل ما ترغب فيه وتطمح بتحقيقه، باستطاعتك الحصول عليه، وذلك بأمرك وإيحائك إلى عقلك الباطن. العقل الباطن بامكانه جلب وتحقيق هذه الأهداف المادية أو المعنوية، لكن أول خطوة يجب اتباعها، هي تحديد الهدف، فإذا كان هدفك الصحة الجيدة والشباب الدائم وقهر الشيخوخة والعيش متمتعاً بالجسم السليم والعقل السليم، فما عليك إلا أن تتسلح بالمعرفة الصحيحة للجسم – وظائف أعضائه، والعقل وقوته، ومستوياته من عقل واعي وعقل باطن والغذاء وخصائصه وتناوله بصورة متوازنة، وتجنب الإرهاق والتوتر. تذكر أن عمرك ليس فترة من الحياة و الزمن بل طريقة تفكيرك، وأن تفكيرك يؤثر على جسمك إيجابياً، شباب دائم وصحة وحيوية أو سلبياً، مرضا وهرم. فالشباب.. الشباب الخالد حالة عقلية ذهنية.. الشباب جذوره في اللانهاية، ولا يشيخ ويعجز الإنسان إلا بمنع روحه من الإنطلاق، وسيطرة الخوف، والحسد، والغضب، والتعصب، والشك، والعواطف الهدّامة بدل الإتجاه الإيجابي من أمل، وتفاؤل، وحب، وتسامح، وفهم، وشجاعة، وحماس. فكّر كل يوم من حياتك أنك تنمو شاباً صحيحاً ومعافى.. إنه تحسين كبير أنك ستكون شاباً بصحة جيدة وعافية، حتى عندما يصبح عمرك أكثر من مئة، فالبقاء شاباً فن، وسر هذا الفن في الغذاء المتوازن، العيش الصحيح بعدم مخالفة قوانين الطبيعة، والإتجاه الصحيح للعقل والتفكير. الإرادة تنسبب وتخص العقل الواعي، وبالإرادة تستطيع أن تضبط بدرجة كبيرة ما يسجله العقل الباطن، وكم مدى التأثير المسجل عليه، هذا أمر مهم، وذلك لأنك بإرادتك تستطيع السيطرة على ما يدخل إلى عقلك الباطن، وتستطيع السيطرة على ما يخرجه العقل الباطن من داخله. وعندما تجمع طاقة وسعة العقل الواعي والعقل الباطن فإنك تحصل على إنجازات غير محدودة


ما فوق الوعي.. إن ما فوق الوعي من العقل الباطن، مركز الشعلة المقدسة في الإنسان، وهذا المستوى من العقل على اتصال مباشر مع العقل الكوني، والذكاء اللا نهائي. الإلهام المفاجئ، البصيرة، الكشف، الحدس، الإدراك عن بعد، كل هذه القوى من هذا المستوى من العقل ما فوق الوعي. إن نشاط مستوى ما فوق الوعي من العقل الباطن، يوقظ وينشط أعلى نوع من الطاقة في العقل والجسم الإنساني. عندما ينشط هذا المركز من الذكاء القدسي، غالباً، ما تظهر معجزات عند معرفتك الواعية بوجوده في الوجود الداخلي للإنسان، ويظهر أن هذا المركز يطلق مستويات عميقة من العقل والروح، باستطاعتها أن تعكس قوانين الجسم عند الضرورة، ويشفى الغير قابل للشفاء، ويتم الحصول على الإنسان الصحيح الكامل الذي خُلق في أحسن تقويم

No comments: