ذاكرة الإنسان تعمل مثل الآلات الحاسبة بواسطة البيانات المخزنة، و"تتذكر" الأعمال الناجحة وتكررها. تعلم المهارات بصورة كبيرة هو نوع من ممارسة الخطأ والصواب حتى يتم تسجيل عدد من الأفعال أو الضربات الصحيحة في الذاكرة. لقد ابتكر العلماء مايسمى "فأرة إلكترونية" باستطاعتها أن تتلمس طريقها المعين. أول مرة تخطىء عدة أخطاء – أنها تصطدم بالحيطان والعوائق. لكنها في كل مرة تصطدم بعائق تستدير 90 درجة ثم تحاول المرور مرة أخرى. إذا صادفها حائط آخر أو عائق، تستدير أيضاً، وتتقدم. أخيراً، بعد عدة أخطاء من اصطدام ووقوف واستدارة، فإنها تجتاز الفراغ المفتوح. الفأرة الإلكترونية، تسجل اللغات الناجحة، و"تعيد لعبها" وتمر من خلال الطريق المفتوح المعقد بسرعة واتقان
إن غاية التمارين بأنواعها المختلفة، العمل على إصلاح الأخطاء المكررة باستمرار، حتى تحصل على درجة عالية من الأفعال والضربات الصحيحة المسجلة في ذاكرتنا، ونكرر التجربة أو التمرين بنجاح. عند الحصول على نموذج ناجح من العمل، فإن عمل الأنموذج الكامل من البداية إلى النهاية ليس فقط خزن في الذاكرة الواعية الظاهرة، لكن في عقلنا الباطن، في أعصابنا وأنسجتنا – كما تقول في اللغة الشعبية : لدي شعور عظامي أنني أستطيع القيام بهذا العمل
العقل الباطن يعمل ليلا ًنهاراً. وبطريقة غير معروفة للإنسان. العقل الباطن يستمد من قوى الذكاء اللانهائي القوة التي يحول بها رغباته لما يعادلها ويطابقها مادياً، مستعملاً دائماًً الوسائل الأكثر عملية للحصول على هذه النتيجة. إنك لا تستطيع أن تسيطر كلياً على عقلك الباطن، ولكنك تستطيع -باختيارك- أن تمده بأي خطة، أورغبة، أو هدف ترغب في تحويله إلى شكل واقعي. والعقل الباطن هو الطريق الوصل بين العقل الإنساني المحدود والعقل اللانهائي الغير محدود. إنه الواسطة التي بواسطتها يستطيع الشخص أن ينهل بإرادته من نعم وقوى العقل اللانهائي. والعقل الباطن يحوي الأسلوب السري الذي بواسطته تعدل المنبهات العقلية وتحول إلى ما يعادلها روحياً. إنه الواسطة التي تنقل بها الصلاة والدعاء إلى المنبع الذي يُجيب الصلاة والدعاء. والعقل الباطن هو واسطة الإتصال بين العقل المفكّر الظاهر للإنسان والعقل اللانهائي
د.أحمد توفيق
No comments:
Post a Comment