Apr 25, 2008

أشـباح الخـوف السـتة



توجد ست مخاوف أو حالات خوف أساسية يعاني منها الإنسان، فردية أو مركبة، في أي وقت من الأوقات، والأشخاص المحظوظون هم الذين لا يعانون من هذه المخاوف مجتمعة كلها. وهذه المخاوف وفقاً لترتيب ظهورها هي: الخوف من الفقر، الخوف من انتقادات الآخرين، الخوف من المرض وتدهور الصحة (هذه المخاوف هي أكثر ما يقلق الإنسان). الخوف من فقدان حب شخص ما، الخوف من التقدم في السن، الخوف من الموت، وكل المخاوف الباقية ثانوية، ويمكن إدخالها ضمن أي من المخاوف الرئيسية الستة


وليست المخاوف أكثر من حالات ذهنية، والحالة الذهنية لكل إنسان خاضعة للسيطرة والتوجيه، ولا يمكن للإنسان أن يصنع شيئاً لا يتصوره مسبقاً على شكل دافع فكري. ويلي هذه الحقيقة قول أكثر أهمية، وهو أن الدوافع الفكرية للإنسان تبدأ فوراً بترجمة نفسها إلى واقع مادي، سواء كانت تلك الأفكار طوعية أو لا إرادية. والدوافع الفكرية التي تحصل بفعل الصدفة (مثل الأفكار التي تطلقها عقول أخرى) يمكن أن تحدد المصير المالي والمهني والاجتماعي للشخص تماماً مثل فعل الدوافع الفكرية الذاتية التي يصنعها الإنسان عمداً بذاته وبتصميمه. ونحن هنا نضع الأسس لتقديم حقيقة ذات أهمية كبيرة للشخص الذي لا يفهم، لماذا يبدو بعض الأشخاص "محظوظين"، بينما يمتلك سوء الحظ أشخاصاً آخرين يملكون القدرة ذاتها، والتدريب ذاته، والخبرة والعقل ذاتهما. ويمكن شرح هذه الحقيقة بالقول إن كل إنسان يملك القدرة على السيطرة على عقله وتوجيهه، وأنه بذلك وبوضوح يمكن له ولأي شخص أن يفعل الشيء ذاته، أن ينفتح على الدوافع الفكرية "المتسوّلة" التي تنطلق من عقول الآخرين، أو أن يقفل عقله كلياً ولا يقبل سوى الإندفاعات الفكرية التي يختارها. ولقد منّت الطبيعة على الإنسان بالسيطرة الكاملة على كل شيء، باستثناء شيء واحد، هو الفكر، وهذه الحقيقة مُضافاً إليها الحقيقة الإضافية، بأن كل شيء يصنعه الإنسان يبدأ على شكل فكرة تقوده أقرب إلى المبدأ الذي يمكنّه من التغلب على الخوف. وإذا كان صحيحاً، أن كل الأفكار تملك نزعة تغطية نفسها بواقع مادي يماثلها (وهذا صحيح دون أدنى شك)، فالصحيح أيضاً، هو أن الدوافع الفكرية للخوف والفقر لا يمكن أن تُترجم إلى شجاعة وكسب مالي



فيليكس جاكبسون

No comments: