إذا ما رغبت في أن تنسى وجهة النظر المزعجة، فاعمد إلى أن تفعل ذلك بأيجاد البديل الأكثر قبولا لديك، وحالما تجد واحداً مناسباً فاستمسك به، وإذا ما جعلت الظروف المتغيرة من إعادة التكيف أمراً ضرورياً، فعليك باستشارة مرشدك، ما لم تشعر مطمئناً بأن الحالة لا تستدعي ذلك، لأنك في وضع أفضل، وأنك تستطيع مواجهة الموقف من غيرعون ولا مساعدة، أما إذا كان لديك أدنى شك فيما يتصل بحالتك، فعليك أن تسعى إلى التماس لمساعدة ثانية، وبخلاف ذلك فإنك ستقع في نفس العادة القديمة، إذ تجد نفسك في هذه اللحظة تفكر بطريقة ما وفي اللحظة التي تليها تفكر بما يجافيها. وليست ثمة ضرورة إلى أن تتخذ قرارك في هذه المرحلة، إذ إنك لن تجني فائدة تُذكرعندما تحاول، لأن تفعل ذلك، وفوق ذلك كله، فلا تبدد وقتاً بالإبتئاس، لأنك لا تستطيع إتخاذ قرار الآن. عليك أن تدرك أنك أنت على هذه الحال، بسبب ما أنت فيه من تعب أضناك، لا تفكر باتخاذ القرار حالياً، وإنما المهم لك ولمرشدك أن تفكر بمشكلتك، والتوصل إلى قرار بشأنها. ولأضرب مثلاً، حالة رجل كان يشكو من أنه لم يكن قادراً على إتخاذ القرارات التي يريدها، وقد نُصح ببذل جهد فائق للتوصل إلى قرار، وأن مشكلته حينذاك ستنتهي، وأنه سيفوز بالنصر في معركته مع ذاته، ومنذ ذلك الوقت وما بعده، كما ذكر مرشده، أنه لم يتعرض بعدها إلى أي اضطراب بشأن محاولته لأتخاذ أي قرار، إن النصيحة هذه كانت مضللة، فلعل هذا الشخص يبذل جهداً كبيراً، وقد يتوصل إلى قرار بنجاح، لكن هذا لا يغير من حقيقة الأمر شيئاً، ذلك لأن العقل لا يزال مجهداً وغير متوازن، وأن جهازه العصبي مرهق، وهو لذلك، قد يتعرض في المستقبل القريب إلى نفس الصعوبات التي كان قد وقع فيها من قبل في سبيل إتخاذ قرار، فلم إذن نرسي بمثل هذه الأهمية على ذهن مرهق ليقوم بإتخاذ القرارات ؟؟ فعندما يرتاح العقل، ويحظى بالراحة من الخوف، فإن إتخاذ القرار آنذاك سيكون أيسر تنفيذاً
كلير ويكس
ترجمة : د .عبد العلي الجسماني
No comments:
Post a Comment