اكتشف "توماس إديسون" أن سبعة وعشرين من مساعديه اعتادوا كل يوم ولمدة ستة أشهر المرور في طريق معينة توصل من مصنع المصابيح إلى المصانع الرئيسية في (منلوبارك) بولاية نيوجرس. وكانت هناك شجرة كرز تقوم على جانب الطريق، ومع ذلك لم يشعر بوجود هذه الشجرة أي شخص من هؤلاء السبعة والعشرين. ويقول مستر إديسون في حرارة وقوة: (إن عقل الإنسان العادي لا يلاحظ جزءاً من ألف مما تراه عيون المشاهدين، وضعف قدرتنا على الملاحظة ـ أية ملاحظة ـ لا يكاد يصدق). قدم شخصاً عادياً لإثنين أو ثلاثة اشخاص من أصدقائك، واترك له فرصة نحو دقيقتين فلا تجده يذكر اسم واحد منها، لماذا؟ لأنه لم يلتفت التفاتاً كافياً، ولم يمعن إليهما النظر بدقة قبل كل شيء. ويغلب أن يقول لك إن ذاكرته ضعيفة، ولكن الواقع غير ذلك، إذ أن ملاحظته هي الضعيفة. ويجدر به ألا يلوم آلة التصوير لأنها عجزت عن التقاط الصور في الضباب، ولكنه يتوقع أن عقله يحتفظ بالانطباعات المتراخية الغائمة إلى حد ما. إن هذا لن يحدث بطبيعة الحال. كان لدى "جوزيف بولترز" مؤسس صحيفة نيويورك ورلد ثلاث كلمات يضعها فوق كل مكتب من مكاتب موظفيه هي : الدقــة..الدقــة..الدقــة.. وهذا هو ما نريده. اصغ إلى اسم الرجل بدقة، وصّمم على ذلك، ثم اسأله أن يعيد ذكر اسمه، واستفهم عن هجائه، فحينئذٍ يشعر بالزهو لاهتمامك به، وتستطيع حينئذٍ أن تتذكر اسمه لأنك ركزت تفكيرك فيه وحصلت على انطباع واضح دقيق
دايل كارنيجي
No comments:
Post a Comment