Feb 18, 2008

لماذا كلما تصبح الأمور أفضل ينتابنا شعور أسوأ؟


أنا فوق الريح.. حالتي الماديّة رائعة.. وحياتي الشخصية لا يمكن أن تكون أفضل من ذلك.. ولكنني قلق وعصبي، وفي بعض الاحيان مليء بالشكوك والخوف، وأبدأ بالشك في نجاحي وأجد من الصعب أن استمتع بما لدي، أحيانا أشعر أن كل شئ سينتهي في الصباح، وسأضطر إلى العودة الى حياتي السابقة. إن الشعور بشكل أسوأ وأسوأ عندما تصبح أفضل وأفضل، هو نتيجة لسبب أو أكثر مما يلي : 1- تشعر أنك وصلت إلى ما أنت عليه، وحصلت على ما لديك بواسطة الظروف والحظ، وليس بواسطة جهودك الشخصية وعملك الجاد، وبما أنك تشعر أن علاقتك في إحراز وضعك لا تذكر، فإنك تحس إنك تحت رحمة العالم، أوالآخرين، لكي تحافظ عليه، هذا الأمر يسبب قلقا كبيراً، ويكدر الخوف من خسارة ما تمتلكه متعتك، إن فكرة العودة إلى ما كانت عليه الأمور يصيبك بحزن شديد. 2- بعد الوصول إلى هدفك تشعر بأنه لم يعد يوجد شيء تكافح من أجله، فالعمل من أجل بلوغ هدفك هو الشئ الذي كان يعطيك أعظم متعة وارتياح، لقد كنت تنتقل باستمرار من شئ لآخر، وفجأة، لم تعد تسعى وراء هدف أو حلم، لقد حصلت على ما تريد، ولا تعرف كيف تستمتع به، لأن حياتك كلها أستُهلكت في التنقل والسعي. ربما يسبب قلقك بدون وعي لكي يعادل إبتهاجك، لأنك تشعر بالذنب، وبعدم الأستحقاق لنجاحك، والفكرة النموذجية هي بوجود الملايين من الناس يعانون من الجوع، لماذا أكون الشخص الذي لديه الكثير؟ وبما إنك تبتكر صوراً مرعبة لموت عائلتك ودمار أملاكك، عندما تسير الأمور بشكل جيد جداً، تتولد تلك الأفكار لكي تعاقب بها نفسك، فأنت لست راضياً بفكرة أن حياتك رائعة، لذا فأنك تنتج تلك الأفكار والمشاعر والعواطف الضرورية لتحقق التوازن – الحالة التي تشعرأنك تعيش فيها بأريحية. إنك تعاني من عقلية إنهزاميّة تخلق طبع أخسر – أخسر، بالرغم من الحالة الواقعية، عندما تسير الأمور بشكل رديء، تشعر بأنها ستصبح أسوأ، وعندما تسير الأمور بشكل جيد، لا يمكنك الأستمتاع بها، لأنك مليء بالقلق، وأنت تنتظر أن تسقط "فردة" الحذاء الأخرى

أنشىء تاريخاً شخصياً: لكي تثبت لنفسك مدى مساهمتك في نجاحك الشخصي (غالبا لا أحد ينجح بالحظ وحده)، ضع خط زمني لحياتك، إبدأ من حيث أنت اليوم ثم اعمل باتجاه الوراء ملاحظاً جميع الخطوات التي إتخذتها على طول الطرق لأيصالك إلى حيث أنت الآن، حتى ولو حدث أن تكون في المكان المناسب في الوقت المناسب، أنسب الفضل لنفسك لأتخاذك قراراً سليماً لتكون هناك في ذلك اليوم، خذ وقتك في إنشاء هذا الخط الزمني، اجتهد على العمل فيه كل يوم بالتعاقب (يوماً بعد يوم) ولمدة إسبوع على الأقل



ضع أهدافاً جديدة: إن خيبة الأمل التي من الممكن أن تشعر بها بعد إنجاز هدف هائل، هي أمر طبيعي تماماً إذا لم تضع لنفسك هدفا جديداً، وأفضل تطبيق لذلك، هو أن تضع أهدافاً جديدة حالما تكون الأهداف القديمة في قبضتك، إسأل : ما التالي بالنسبة إلي ؟ حالما أنُجز هدفي الحالي، كيف سيتم تطوير مركزي لتحقيق شيء آخر أعظم ؟


كن مبدعاً كيف يُساعد حظك الآخرين: خذ بعض الوقت لتفكر بالناس الذين ساعدتهم سابقاً والناس الذين ستساعدهم في المستقبل إنشائك لنجاحك الشخصي، فإذا وظفت الآخرين، وإذا قدمت خدمة، وإذا بعت منتجا يجعل حياة الناس أكثر متعة وراحة وإثارة ورفاهية – إذا فعلت أي شئ يفيد كائناً بشرياً أخراً – فأنت يجب تهنأ، كن فخوراً بمساهماتك، وفكر ملياً
ًكيف يمكنك أن توسعها، ركّز على تعزيز العلاقات التي أنشأتها سابقا، وعلى تحسين ما يعتبر بدون شك هدية ثمينة


د . ديفيد ليبرمان
ترجمة : لميس فؤاد

No comments:

Archive