إن الرغبة الطموحة في أن تصبح شيئاً ما أو تفعل شيئاً ما هي نقطة البداية التي ينطلق منها أي إنسان حالم، والأحلام لا تولد من عدم الإكتراث والكسل والنقص في الطموح. تذكر أن كل الذين نجحوا في الحياة كانت بدايتهم سيئة، ومروا عبر صراعات محبطة للآمال قبل أن يصلوا الى ما رغبوا به، وتأتي نقطة التحول في حياة أولئك الذين ينجحون عادة لحظة حدوث كارثة أو أزمة ما، بحيث يكتشفون جانباً آخر من أنفسهم. فهناك أحد الكتّاب الذي كتب رواية عظيمة في الأدب بعد سجنه فترة طويلة وخضوعه لعقاب صارم. وهناك شخص آخر إكتشف العبقرية في عقله بعد مواجهته أزمة كبيرة أدت به إلى السجن حيث إكتشف "الجانب الآخر من نفسه"، واستعمل خياله بحيث رأى أنه يمكن أن يكون كاتباً عظيماً وليس مجرماً بائساً منبوذاً. انطلقت موهبة الكاتب الكبير "تشارلز ديكنز" بعد مواجهته مأساة حبه الأول التي نفذت الى أعماق روحه وحولته ليصبح أحد الكتّاب العظماء في تاريخ العالم، وأدت تلك المأساة إلى كتابته قصة "ديفيد كوبرفيلد" التي تبعها سلسلة أعمال أخرى جعلت العالم أغنى وأفضل لأولئك الذين قرأوها. كان الموسيقار الشهير "بيتهوفن" أصماً وكان الشاعر الإنجليزي "ميلتون" أعمى لكن إسميهما خلدا في التاريخ، لأنهما حلما وترجما أحلاهما إلى فكر منظم. كذلك يوجد فرق بين تمني شيء ما والإستعداد لتحقيقه. ولايمكن لشخص أن يكون مستعداً لأمر ما حتى يؤمن أنه يمكنه الحصول عليه، والحالة الذهنية المطلوبة هي الإيمان وليس مجرد الأمل والتمني، وإنفتاح الذهن ضروري للإيمان، لأن العقول المنغلقة لاتوحي بالإيمان والشجاعة والإعتقاد، وتذكر أن طلب أهداف عليا في الحياة لا يتطلب جهداً، وذلك ينطبق على طلب الثروة والإزدهار وليس الجهد المطلوب أقل من الجهد المبذول في قبول البؤس والفقر
فيليكس جاكبسون
No comments:
Post a Comment