Feb 27, 2008

لنكولن.. لماذا كان يقرأ بصوت مرتفع؟



التحق "لنكولن" في شبابه بمدرسة ريفية كانت أرضها مغطاة بكتل مشققة من الخشب، ونوافذها مغطاة بأوراق الكراسات بدلاً من الزجاج، ولم يكن فيها غير نسخة واحدة من كتاب النصوص يقرأ فيه المدرس بصوت مرتفع ويردد التلاميذ الدرس وراءه، ويتحدثون جميعاً في وقت واحد ويُحدثون ضوضاء دائمة حتى أطلق الجيران عليها مدرسة إفشاء السر. وتكونت عند "لنكولن" في (مدرسة إفشاء السر) عادة لازمته طوال حياته، إذ ظل يقرأ على الدوام كل شيء يريد أن يتذكره بصوت مرتفع، وكان حالماً يدخل في الصباح إلى مكتبه في "سيرنجفيلد"، يتمدد فوق أريكة ويضع ساقه فوق مقعد قريب، ثم يأخذ في قراءة الصحيفة بصوت مرتفع، ويقول لزميله: (إنه كان يضايقني إلى درجة لا تحتمل، ولقد سألته مرة لماذا يقرأ بمثل هذه الطريقة فكان يجيبني: عندما أقرأ بصوت مرتفع تشترك حاستان في اقتناص الفكرة، فأنا أرى ما أقرأه أولاً، ثم أسمعه ثانياً، ولذا أستطيع أن أتذكر بدرجة أقوى). كانت ذاكرته قادرة على الإلتقاط بصورة غير عادية. ولقد قال بهذه المناسبة: (إن عقلي شبيه بقطعة من الصلب من العسير جداً أن تحفر فيها شيئاً ما، ولكن من المحال تقريباً بعد حفره أن يُمحى). إن الإلتجاء إلى حاستين كان هو الطريقة التي استخدمها في الحفر، فاعمل أنت على غراره. ولن يكون افتقارك إلى رؤية الشيء وسماعه عملاً مثالياً للتذكر، بل يجب أن تلمسه وتشمه وتذوقه أيضاً

دايل كارنيجي

اللمسة الشخصية في التعامل مع الآخرين


بعض الأشخاص لديهم موهبة عظيمة فذّة، تتمثل في قدراتهم الهائلة في كسب الأشخاص والعواطف والمواقف لصالحهم دون جهد كبير أو عناء. هؤلاء تجد أن قطاعاً كبيراً من الأسوياء يجمعون على حبهم، والتحدث إليهم واستشارتهم، كما يفلحون هم في حشد المكاسب وجمع نقاط المحبة. تحدثت إلى واحد من أساتذة هذا العلم وعمالقة هذا الباب فقال لي: إن كسب الناس مسألة غاية في السهولة، كل ما هو مطلوب منك قليل من العاطفة الصادقة واللمسة الشخصية في التعامل، فالبشر لا يطلبون منك سوى لفتة إنسانية بين حين وآخر تعيد للعلاقة توهجها، وتزيل الران المتراكم بفعل إيقاع الحياة المعاصرة وتعقيداتها البنيوية إلى (مختبر) الواقع. تضع كمية من صلة الرحم هنا، وتضيف شيئاً من عبق الهدية وتبادلها، وتكتب خطاباً بين آن وآخر إلى شخص مر في خاطرك، أو أن تجرب "خلطة" السعي في حاجة المعسر دون طلب، أو أن تجرب دعوة لأخيك في ظهر الغيب، أو أن تكتشف أسرار زيارة في الله ولله، وأن تمارس مشاعر الأخوة بكل حرارتها وزخمها وإخلاصها

اللمسة الشخصية هي محور حسن الخلق... الذي يترجم الى أجر في الأخرة وحب يُورق في الدنيا

Feb 26, 2008

القدرة النفسية والمادية في تعزيز الثقة بالنفس


لتحقيق أي عمل في الحياة فإنك بحاجة الى شيئين، الأول: القدرة المادية. الثانية: القدرة النفسية. والقدرة النفسية لها أهمية كبيرة، لأنها تحرك القوة المادية وتنقلها من مرحلة الممكن إلى مرحلة الواقع. من هنا.. فإن ضعف الثقة بالنفس يُؤثر على هذه القدرة النفسية ويجعلها في مستوى أخفض من العمل الذي يريد القيام به. إن تحقيق الأعمال بحاجة إلى إعداد نفسي بقدر ما هي بحاجة إلى إعداد مادي، أي أنه يجب أن يكون إزاء أي عمل ثقة بالقدرة على تحقيقه بنفس المستوى. ولكن ما هي الطريقة الأفضل لتحقيق الثقة بالنفس؟ أفضل طريقة للثقة بالنفس هي أن تعتقد بأنك أصبحت رجلاً قادراً ومسؤولاً في الحياة، ويجب أن توحي إلى نفسك بهذه الحقيقة فور الخروج من مرحلة الطفولة. هناك بعض الأشخاص يتصورون أنهم لا يزالون يعيشون في مرحلة الطفولة بالرغم من أن عمرهم يتجاوز العشرين عاماً، ولذلك فإن آمالهم وأحلامهم وأفكارهم كلها تتصف بصفة الطفولية، وهم غالباً لا يثقون بأنفسهم، ولايتصورون أن بإمكانهم القيام بأعمال كبيرة، فعندما نضع أمامهم مشاريع ضخمة، أو مسؤوليات كبيرة يقولون لك بدهشة نحن نقوم بهذا العمل!!نعم، أنتم وليس غيركم


إن على المرء لكي ينجح أن يعتقد بأنه أصبح رجلاً عليه جميع الواجبات وكافة المسؤوليات منذ أن يدخل في سن السادسة عشر. واذا اصابك الفتور في أية لحظة تذكر أن عظماء التاريخ فتحوا بابا العظمة عندما حصلوا على مفتاح الثقة بالنفس.. هل أن عظماء التاريخ كانوا يملكون عقلاً أكبر؟ أو طاقات اكثر؟ ابداً.. إنما كانت لهم ثقة أكبر بالنفس!!إذن، فلا داعي للشعور بالضعف. إننا نملك مثلما يملك العظماء من طاقات نفسية وقدرات مادية


وأخيراً، فلكي تثق بنفسك ضع أمامك الحقائق التالية: * أنت رجل مسؤول عن تصرفاتك، وقادر على تحمّل كل المسؤوليات والواجبات. * الثقة بالنفس طريق الوصول إلى العظمة، والعظماء لم يكونوا يملكون طاقات أكثر، إنما كانوا يملكون ثقة أكبر بالنفس. * أنت واثق من نفسك وقادر على تحمّل أكبر المسؤوليات والقيام باعظم الأعمال



عباس المدرسي

Feb 25, 2008

دقة الملاحظة.. سبيلك إلى ذاكرة جيدة


اكتشف "توماس إديسون" أن سبعة وعشرين من مساعديه اعتادوا كل يوم ولمدة ستة أشهر المرور في طريق معينة توصل من مصنع المصابيح إلى المصانع الرئيسية في (منلوبارك) بولاية نيوجرس. وكانت هناك شجرة كرز تقوم على جانب الطريق، ومع ذلك لم يشعر بوجود هذه الشجرة أي شخص من هؤلاء السبعة والعشرين. ويقول مستر إديسون في حرارة وقوة: (إن عقل الإنسان العادي لا يلاحظ جزءاً من ألف مما تراه عيون المشاهدين، وضعف قدرتنا على الملاحظة ـ أية ملاحظة ـ لا يكاد يصدق). قدم شخصاً عادياً لإثنين أو ثلاثة اشخاص من أصدقائك، واترك له فرصة نحو دقيقتين فلا تجده يذكر اسم واحد منها، لماذا؟ لأنه لم يلتفت التفاتاً كافياً، ولم يمعن إليهما النظر بدقة قبل كل شيء. ويغلب أن يقول لك إن ذاكرته ضعيفة، ولكن الواقع غير ذلك، إذ أن ملاحظته هي الضعيفة. ويجدر به ألا يلوم آلة التصوير لأنها عجزت عن التقاط الصور في الضباب، ولكنه يتوقع أن عقله يحتفظ بالانطباعات المتراخية الغائمة إلى حد ما. إن هذا لن يحدث بطبيعة الحال. كان لدى "جوزيف بولترز" مؤسس صحيفة نيويورك ورلد ثلاث كلمات يضعها فوق كل مكتب من مكاتب موظفيه هي : الدقــة..الدقــة..الدقــة.. وهذا هو ما نريده. اصغ إلى اسم الرجل بدقة، وصّمم على ذلك، ثم اسأله أن يعيد ذكر اسمه، واستفهم عن هجائه، فحينئذٍ يشعر بالزهو لاهتمامك به، وتستطيع حينئذٍ أن تتذكر اسمه لأنك ركزت تفكيرك فيه وحصلت على انطباع واضح دقيق

دايل كارنيجي

إذا كنتم تريدون النجاح حقاً


كان النمساوي آرنولد شوارتزينغر صبياً ضعيف الجسم حينما أصر خلافاً لرأي والديه على ممارسة رياضة رفع الأثقال. كان يذهب للنادي الرياضي في حيهم السكني ثلاث مرات في الأسبوع، مضافاً إلى تمارينه التي كان مواظباً عليها في البيت عدة ساعات عصر كل يوم. وهو الآن بطل في الكمال الجسماني، وأعلى نجوم السينما العالمية أجراً. أما كوندوليزا رايس فقيل لها حينما كانت طالبة في الثانوية أن درجات امتحانها تشير إلى أنها ربما لن تكون طالبة موفقة في الجامعة. إلا إنها لم تعبأ لهذا الكلام، واتخذت من أجدادها قدوة لها، حيث كان أحدهم يعمل ثلاثة أعمال لتوفير نفقات عائلته، وتخرج أحدهم عام 1920 من الجامعة. صبّت كوندوليزا كل طاقاتها على الدراسة، حتى أنها التحقت في الخامسة عشرة من عمرها بجامعة دنيفر، وتخرجت منها وهي في سن التاسعة عشرة. واليوم فإن رايس ولها واحد وأربعون عاماً أحدث رؤساء جامعة استانفورد سناً على امتداد تاريخ الجامعة، وهي المرأة الأولى والملون الأول الذي يحرز مثل هذا الموقع الرفيع الحساس.الذي جعل هذان الشخصان يبلغان ذروة الموفقية، كل في مجال عمله؟ قبل مدة سألوا آرنولد في لقاء تلفزيوني عن سر نجاحه، فأجاب: (العمل الدؤوب، الانضباط الشديد، التفكير الإيجابي). من المهم جداً التوفر على حافز وطموح في أي فرع أو مجال. ألا أنني بصفتي متخصص نفساني عمل مع الرياضيين والفنانين والشباب، توصلت إلى نتيجة فحواها أن الذين يحرزون أعلى المراتب في كل مجال، ليسوا أصحاب مواهب ذاتية خارقة، إنما هم المثابرون المكبون على العمل بلا كلل ولا ملل. وقد دلت البحوث الجديدة لعلماء النفس على أهمية مواصلة العمل الصعب. ففي عام 1988 قارن آنردس اريكسون من جامعة ولاية فلوريدا وزملاؤه في ألمانيا طريقتي عمل فريقين من العازفين الشباب. وقد تم تشخيص الفريق الأول ذي الأعضاء العشرة كموهوبين ممتازين، بينما لم ينل الأعضاء العشرة في الفريق الثاني سوى درجة (جيد). ودرس اريكسون عشرة عازفي فيالون من الأوركسترات العالمية الهشيرة، كأوركسترا فيلارمونيك ببرلين. وطلب من الفريقين كتابة برامج تمارينهم اليومية، فبدا أن أعضاء الفريق الذي لم ينل سوى درجة (جيد) لم يتمرنوا أكثر من 7500 ساعة، بينما أنفق أعضاء الفريق الذي أحرز درجة (ممتاز) ما مجموعه 10000 ساعة أي ما يضاهي سنة كاملة من التمارين. ويقول اريكسون: (أن هذا هو الفارق بين طالب جديد، وطالب في السنة الأخيرة من الجامعة). كما كانت ساعات تمارين الفريق (الممتاز) مساوية تقريباً لساعات تمارين عازفي الفيالون العشرة الذين اختارهم اريكسون من بين أشهر الأوركسترات العالمية. العمل الدؤوب أو الصعب يختلف طبعاً عن العمل المجهد أو الاستنزافي. فإذا عملتم بلا توقف وبدون استراحة، كنتم قد أجهدتم أنفسكم بلا فائدة. ومن الأهمية بمكان أن تنظموا أوقاتكم لممارسة أي عمل، ولا تنحصر المشكلة في عدد الساعات التي تنفقونها للعمل، فمن أجل أن تقتطفوا ثمار العمل الدؤوب لا بد أن يكون عملكم مؤثر مدروس

Feb 24, 2008

مراحل التفكير الخمس


يعتمد هذا البرنامج على عملية تفكير مؤلفة من خمس مراحل، ولا يعتمد على تحليل اسلوب التفكير النقدي والتحليل المفيد في الوصف، ولكنه غير كاف لأنجاز العمليات الفكرية، ومن الخطأ الإعتقاد بأن التحليل بوصفه اسلوب تفكير يستطيع تزويدنا بالأدوات اللازمة للتفكير في جميع الحالات. على الأدوات أن تكون عملية وقابلة للاستعمال، وهذا ما نجده في مراحل التفكير الخمس التي تزودنا بنظام منهجي للتفكير العلمي. صُممت هذه المراحل لتكون عملية، ولكل مرحلة مفردتها الخاصة التي تشير إلى طبيعة هذه المرحلة


المرحلة الاولى: مفردتها ( إلى ) وهي تشير إلى هدف التفكير أو غرضه، وهي تشير إلى الوجهة التي نقصدها والنتيجة التي نريد أن نخلص إليها


المرحلة الثانية: مفردتها ( لو ) وهي تشير إلى المعلومات المتوافرة لدينا، والمعلومات التي نحتاج إليها، وإلى ما هو الموقف بالتحديد... ترتبط هذه المرحلة أكثر ما ترتبط بالأدراك


المرحلة الثالثة: مفردتها ( ها ) وهي مرحلة الاحتمال، وهي مرحلة توليدية.. وفي هذه المرحلة نبدع حلولاً وأساليب حل ممكنة مثل : كيف يمكن أن نفعل ذلك ؟ وما الحل ؟


..المرحلة الرابعة: ومفردتها ( إذن ) وهي مرحلة البحث بين الاحتمالات واختيار المناسب منها.. إنها مرحلة الاختيار مرحلة الاستنتاج والقرار.. إنها مرحلة النتائج


المرحلة الخامسة: مفردتها ( ثم ) وهي تشير إلى اتخاذ الخطوات العمليّة مثل : ماذا سنفعل حيال المسألة ؟ ما الذي سينتج عن تفكيرنا؟



ادوارد دوبونو

Feb 23, 2008

من هنا يبدأ النجاح


إن معظم مناهج التعليم التقليدي، هذه الأيام، تبدأ بخزان فارغ من الوقود، وهي خلو من أي قوة محفزة، إنها تبدأ بشحنك بالمعلومات قبل أن تجهزك بآلية عمل تستطيع من خلالها استخدام هذه المعلومات من أجل الوصول إلى الهدف... أي إلى النجاح. ومن الواضح، أنه في بدايات الحياة البشرية، فإن النجاح لم يكن من الممكن تعريفه عن طريق استعمال العبارات المتخصصة العائدة إلى مهن محددة، وهكذا كان على تعريف النجاح أن يتدرج إبتداءً من المفهوم البدائي للقدرة على العمل، وانتهاءً إلى أوسع مفهوم يمكن أن يُحيط به الخيال. والدرجة هذه تعتمد على الدرجة التي وصلت إليها البشرية من أطوار نموها. لكن ذلك لا يؤثر في الفرضيّة المنطقّية القائلة: بأن هنالك ضرورات أولية يجب أن تتقدم على كل عملية تعليمية وثقافية الأولى منها : هو أنه يجب أن يجري إلهامك وتنويرك بالحقائق المنطقية والواقعية التي من شأنها أن تُقنعك بأنك غير قادر على النجاح فحسب، بل أنك سوف تحققه فعلاً. إن هذه الضرورة هي كناية عن الشرارة التي تشعل الوقود في قاعدة الصاروخ لكي يرتفع صاروخك الموجه، هذا، نحو النجاح. وما لم يكن هنالك ثمة شرارة، فأنك ستبقى جاثماً على الأرض. إن هناك الكثير الكثير من الأرواح الجاثمة لأن أحداً ما لم يُقدم لها شرارة الإلهام. أما الثانية منها : فهي وجوب أن تكون متحفزًا للبحث عما يجب أن تعرفه، وما يجب أن تعمله، لكي يتاكد نجاحك، فالحوافز من شأنها أن تحول الالهام إلى طاقة نشاط، لكن العمل والنشاط، مهما كان الإلهام نحوه سامياً إنما يمكن له أن يكون جيدًا، كما يمكن له أن يكون رديئاً، إذ أنه ليس بالأمر الجيد أن تمتطي ببطولة صهوة جوادك ثم تنطلق به بحمية في الإتجاه الخاطئ. وهكذا فإن الإلهام يجب أن يحفزك بما فيه الكفاية لكي تصبح مستعداً لدفع الثمن العائد لنجاحك، فيما يتعلق بهدفك المحدد سلفاً، وإلا فأنك تكون كمن يقوم بجمع الحقائق التي لن يقوم باستعمالها في المستقبل. وكل ما تنشده من الحياة، يقتضي منك أن تدفع ثمناً محدداً له، ليس بالنقود ضرورة، مع أن النقود أكثر ما تكون مشمولة بالأمر، لكن هذا ليس الأمر ذي الأهمية الرئيسية، لأن كل إنسان قد يقدر على الحصول على الكمية التي يحتاج إليها من المال. إن الأهمية تكمن في الأشياء الأخرى المشمولة في ثمن النجاح، وهي الأشياء التي يتوجب عليك أن تكون جاهزاً لأدائها، مثل التضحية الشخصية بالوقت والجهد والدراسة، والتخطيط، والبحث، والسعي، والعمل

إن الثقافة التقليدية تفشل أيضا في تقديم الحوافز التوجيهية الكافية إلى جانب الحقائق. أما الثالثة والأخيرة، من الضرورات التي يجب أن تكون – إلى جانب الضرورتين السابقتين ( الإلهام والتحفيز ) سابقة لأي علم أو ثقافة فهي أنه ينبغي أن يكون لديك وصفة بسيطة للنجاح، تستطيع أن تلجأ إليها، بيسر وسهولة، حتى تتمكن من تحقيق أهدافك في الحياة. انه لأمرغير معقول كيف أن الناس يجهلون استعمال هذه الوصفة وتطويرها، إنني لم أسمع بكلية أو جامعة أو معهد أو مدرسة مهنية، تقوم بتعليم طلابها وصفة للنجاح حقيقية، وأصيلة، وصالحة للصمود في وجه الأزمات، مع أن هذه الوصفة ما هي إلا واحدة مثلها في ذلك مثل الالهام والتحفز من الضرورات الأساسية الثلاث التي يجب أن يبدأ بها العمل التعليمي التثقيفي
إن السلطات، على جميع المستويات، الفدرالية، الحكومية، المحلية منهمكة في جميع أنواع البرامج التعليمية والتدريبية، من أجل رفع مستوى التقدم والنجاح في صفوف الفئات الفقيرة، لكن هذه البرامج، ذات التمويل الحكومي، التي تستهلك ملايين الدولارات من أموال المكلفين بدفع الضرائب لا تبدأ ابداً بتزويد هؤلاء المعدمين بالضرورات الأساسية الثلاث، التي يجب تزويدهم بها قبل بدء تلقيهم الدروس، حتى يصبح لهذه الدروس معنىً وهدف. قم بالاختبار البسيط التالي : دقق في الصور التي يبثها التلفزيون لأفراد الطبقات المعدمة، بينما هم يتحركون في حياتهم العادية اليومية، وسترى كيف أنهم يعيشون حياتهم بلا هدف ولا أمل، بل في حالة من الكلل والعجز والفقر، ثم قم بطرح الأسئلة التالية على نفسك :1- هل إن الطبقة الكادحة هي ملهمة للتسلح باعتقاد إيجابي يوحي لكل من أفرادها بأنه يستطيع أن يعمل شيئاً ما، وأنه سوف ينجح بالتأكيد في اجتناء نصيبه الكامل من ثروة مجتمعنا الوافرة ؟ 2 - هل إن الطبقات الكادحة هي محفزة لكي تبحث أولاً عما تحتاج لأن تعرفه ولأن تفعله من أجل الحصول على النجاح ؟ وهل أن أفرادها يتعلمون ويمارسون تلك الحوافز في الوقت الراهن ؟ 3- هل يملك أفراد الطبقات الكادحة وصفة بسيطة مؤكدة للنجاح، يستعملونها الآن وبأستمرار، لكي تقودهم مباشرة إلى دروب النجاح، لكي يتمكنوا من تحقيق مختلف أمانيهم؟ إذا لم يكن أفراد الطبقات الكادحة مزودين، في الوقت الحاضر بهذه الضرورات الإبتدائية الثلاث للنجاح، فما السبب في ذلك؟ ومن المسؤول؟ ولم لا يجري تصحيح هذا الوضع الخاطئ حالاً وفوراً؟


م . ر . كوبماير
ترجمة : حليم نسيب نصر

التخطيط للمستقبل..هل يسهم في حل مشكلاتك؟


إن بعض الأعمال الفذّة مثل المهمات التي نفذتها (ناسا) في الفضاء أو حفر (قناة بنما) أو بناء (سد هوفر) أو اكتشاف طريقة التطعيم ضد شلل الاطفال تستحق احترامنا وتثير دهشتنا. إن التفكير في هذه الإنجازات ييثير التعجب على القدرات الكامنة لدى الجنس البشري. وعندما نقوم بتدبر أمر هذه الأعمال الخارقة، سنجد أنها جميعاً تشترك في عنصر واحد. ففي أي إنجاز خارق سواءً كان عظيماً او عادياً فإن النجاح دائما ًناتج عن التخطيط.عندما يبدأ أي مكتشف أو مهندس إنشاءات أو مدير بمشروع، فإنه بالضرورة يقوم بطرح أسئلة إستراتيجية عريضة. إلى أين سأمضي؟ ما هيّ أفضل طريقة للوصول إلى الهدف؟ ما هيّ الموارد التي ساحتاجها لتحقيق أهدافي؟ ما هيّ العقبات التي ستقف في طريقي وكيف ساتغلب عليها ؟. لسوء الحظ، فإن تجاربنا تدلنا على أن مهندس الإنشاءات والمكتشفين والعلماء ومدراء المشاريع يقومون بطرح هذه الاسئلة الإستراتيجية أكثر مما يفعل المدير العادي. إن عملنا مع مدراء في مختلف الشركات قد برهن لنا بأن الكثير من المدراء ينظرون إلى التخطيط على أنه رفاهية لا يقدر عليها سوى العلماء والمهندسون، أما بالنسبة للمدراء العاملين، فإن التخطيط عملية عقيمة ومضيعة للوقت، أو ببساطة : إنه أمر مستحيل بالنسبة لهم. ومع أن هذا غير موجود في وصفهم الوظيفي، فإن العديد من المدراء يصفون أنفسهم بأنهم اطفائيون. استمع إلى الطريقة التي يتحدث بها الناس عن يوم عمل عادي: إن وظيفتي هيّ عبارة عن سلسلة لا تنتهي من الوفاء بالالتزامات في المواعيد المحددة. (إنها عبارة عن حل مشاكل متتالية). (لقد قضيت اليوم وأنا أحاول إصلاح الأمور). (وما أكاد أخلع معطفي حتى يبدأ الهاتف بالرنين). إن الاطفائيين الحقيقيين يعملون بنفس الاجتهاد الذي يعمل به اولئك الذين يعملون في منع الاشتعال. (تخلص من مشاكل اليوم لتتمكن من توفير الوقت لتبحث كيف يمكنك أن تمنع مشاكل الغد من الحدوث، وكيف يمكنك أن تحقق أهداف الغير). والسبب الآخر للتكاسل عن التخطيط هو أن التخطيط نشاط يتعامل مع أحداث ستقع مستقبلاً، مما يجبرنا على أن نوجّه الأسئلة حول ما قد أو ما يمكن أن يكون، والذي قد يكن مخالفاً لما كان وما هو كائن. ولأن المستقبل غير واضح، فإن العديد من المدراء يعتقدون أن التخطيط للمستقبل عبارة عن عملية تنبؤ وتخمين لأشياء مجهولة. والعائق الثالث للتخطيط هو أن مجتمعنا يُكافئ المنتجين وليس المفكرين. إننا نقيم التماثيل، ونُسمي الشوارع بأسماء الناس الذين ينجحون في تنفيذ الخطط، وليس بأسماء الناس الذين ابتدعوها. إن أبطال السينما الذين أصبحوا نماذج خارقة في أذهان الناس لم يُصبحوا أساطير لأنهم في أفلامهم كانوا يُفكرون بما سيفعلونه بالأشرار، بل لأنهم كانوا في الواقع ينفذون العمل في هؤلاء الاشرار. ولأن التخطيط لا يتمتع بنفس التقدير الذي يتمتع به التنفيذ في مجتمعنا، فإن المدراء يتبعون ما يعتقدون أنه العُرف السائد : قم بتنفيذ الخطة بنجاح وستصبح بطلاً، أما إذا قمت بوضع الخطة فستصبح منسياً. وأخيراً فإننا نخطط بدون إبداع، بصورة تقليدية، لأننا لا نمتلك المهارات اللازمة للتخطيط. نعرف أننا يجب أن نقوم بالتخطيط، وأنه ربما كانت هناك طريقة أكثر كفاءة للتخطيط، ونعرف بأن التخطيط هو مهارة يمكن تعلُمها ولكننا لم نقم بتعلمها بعد !! إن هذا الفصل قائم على فرضية أن الذين يقومون بإطفاء الحرائق وكذلك أولئك الذين يتجنبون القيام بالاشياء غير مؤكدة النتائج وأولئك الذين يقومون بتنفيذ وإنجاز الأعمال، إضافة إلى أصحاب النوايا الطيبة الذين لا يملكون المعلومات الصحيحة.. إن باستطاعتهم جميعًا الاستفادة من هذه النصائح البسيطة والمباشرة والعلمية عن التخطيط. حتى لو كنت خصماً للتخطيط، فانك ستجد شيئاً يجعلك تقول : ( ربما عليّ أن أجرب ذلك ). تذكر مع أن المشاريع الناجحة قائمة على التخطيط، فان التخطيط لن يؤدي بالضرورة إلى نجاح كافة المشاريع. وعلى رأي أحد الحكماء : إن أولئك الذين يُخفقون في التخطيط.. يُخططون للاخفاق


سام ديب و ليل سوسمان

Feb 20, 2008

قوة المشاعر الأيجابية في الحصول على المال


المال خجول ومراوغ.. لذلك لا بد من التعب للحصول عليه من خلال وسائل لا تختلف عن وسائل الحبيب المصمم للحصول على الفتاة التي إختارها، والقوة المستعملة في الجهد والتعب من أجل المال ليست مختلفة عن القوة المستعملة للحصول على زوجة. عندما يتم استعمال تلك القوة بنجاح سعياً للمال، لا بد أن تُمزج بالإيمان والرغبة والمثابرة وتطبق بواسطة خطة قابلة للتنفيذ. وعندما يأتي المال بكميات كبيرة يتدفق نحو الشخص الذي يجمعه تدفق السيل من الجبل، ويوجد سيل خفي القوة يمكن مقارنته بالنهر الذي يتدفق أحد روافده باتجاه جارفاً كل الجالسين على ضفافه نحو الثروة، ويتدفق الرافد الآخر في الأتجاه المعاكس جارفاً كل سيئي الحظ الغير قادرين على منع أنفسهم من الإنجراف معه نحو البؤس والفقر. ويدرك كل شخص جمع ثروة عظيمة وجود سيل الحياة هذا المكوّن من عملية التفكير عند الأنسان، وتكون المشاعر الإيجابية في الفكر.. ذلك الرافد من السيل الذي يحمل صاحبه إلى الثروة، أما المشاعر السلبية فتكون الرافد الذي يحمل صاحبه نزولاً إلى الفقر. وإذا كنت على ضفة رافد القوة الذي يقود إلى الفقر، فقد تخدمك الفكرة السابقة بمجذاف تدفع نفسك به إلى الرافد الآخر من سيل القوة، وهو لا يخدمك إلا بتطبيقه وإستعماله، لأن مجرد القراءة والحكم عليه من بعيد سلباً أو إيجاباً لا يفيدك. غالباً ما يتبادل الفقر والغنى أمكانهما، وعندما يحل الغنى محل الفقر يكون التغيير قد حصل بفعل خطط مصممة ومنفذة جيداً، لكن الفقر لا يحتاج الى أي خطط، ولا يحتاج إلى مساعدة لكي يتحقق، لأنه مقدام ولا يعرف الشفقة والرحمة، بينما نجد الغنى خجولاً وهادئاً ولا بد من جذبه

فيليكس جاكبسون

Feb 19, 2008

لا تدع الخوف يفكر لك ..عش قويا


لا أعرف عدواً للإنسان، خرج عليه من غابات الزمن وملأ حياته بالشقوة والألم مثل الخوف... إنه عدو ضار مقوض وبيل.. صحيح أن في طبيعتنا الإنسانية قدراً من الحاجة إلى الخوف نحاذر به الأخطار ونتقيها، ونتوخى به سلامة خطأنا وأمن مصيرنا... بيد أن هذه الحاجة يجب أن تبلى بحكمة، وعلى أضيق نطاق، حتى لا تتحول إلى آفة مهلكة. فما تحتاجه نفسك من الحذر، يجب ألا يجاوز حده، وعليك أن تفرق دائما ًبين الحذر النافع الذي تقتضيه غرائزنا السويّة، والخوف المقلق الذي تفرزه الأوهام وتعقيدات العيش. فحرّر نفسك من الخوف وعش قوياً... ومهما تكن ظروفك ومقدرتك، فإن في مكنتك أن تتفوق على كل عوامل الخوف. وسنبدأ من حيث تبدأ مسؤوليتنا عن أنفسنا... حين يبدأ إحساسنا بالمسؤولية، ورغبتنا في أن نباشر حقوق نضجنا.. إذا صححت علاقتك بما حولك، فالمخاوف كلها أمان ...!!! وما دامت تحيا بين الناس حياة عادلة فسيكون في قلبنا من الشجاعة والأمن ما يمنحنا غبطة لا يقدر على شرائها ملء الأرض ذهباً... ولكن هل سينهي ذلك مخاوفنا ؟؟ أجل، ستنتهي مخاوفك من الناس.. ولكن تبدأ مخاوف أخرى.. الخوف من الغيب!! خوف من المستقبل المحجوب.. خوف من الله.. خوف من الموت.. وهنا، كما هناك... لا سبيل للتحرر من هذا الخوف إلا بنفس الوسيلة السالفة.. تصحيح علاقتك وإضائتها بنور الفهم والخير.. صحّح علاقتك بالله.. بأن تحاول الإقتراب من فهم الله. إننا نخاف الله لأنه توعدنا بعذابه... عجباً !!! أولم يعدنا كذلك برحمته التي وسعت كل شئ؟؟ صحّح علاقتك بالموت، بأن تدرك حقيقته، وبأن تستعد له بحياة طيبة


والآن أحدثكم عن خوف آخر وهو : الخوف من المسؤولية... وهنا أقدم لكم هذه الحكمة الجليلة!(إفعل ما تتهيبه.. فإن موت الخوف محقق)!! إن الشجاعة تحمي نفسها من الزلل المحطم، لأن الشجاعة تنطوي على الحكمة... لا تخش ما إذا دعتك مسؤولياتك وناداك واجبك، لا تلق مسؤولياتك على الأرض خوفاً من حق لك قد يضيع، أو منفعة ترجوها، أو صداقة تحرص عليها... وبعد، فهناك قاعدة علميّة تقول : "ليست الشجاعة إلغاء الخوف، إنما هي إخفاء الخوف" ومعناه التفوق على كل بواعث الخوف، وتفسيرها التفسير الذي يكشف لنا حقيقتها، ويذهب بالكثير من توهم أخطارها


ًفلا تخف إذا أردت أن تحيا.. وعش قويا

Feb 18, 2008

لماذا كلما تصبح الأمور أفضل ينتابنا شعور أسوأ؟


أنا فوق الريح.. حالتي الماديّة رائعة.. وحياتي الشخصية لا يمكن أن تكون أفضل من ذلك.. ولكنني قلق وعصبي، وفي بعض الاحيان مليء بالشكوك والخوف، وأبدأ بالشك في نجاحي وأجد من الصعب أن استمتع بما لدي، أحيانا أشعر أن كل شئ سينتهي في الصباح، وسأضطر إلى العودة الى حياتي السابقة. إن الشعور بشكل أسوأ وأسوأ عندما تصبح أفضل وأفضل، هو نتيجة لسبب أو أكثر مما يلي : 1- تشعر أنك وصلت إلى ما أنت عليه، وحصلت على ما لديك بواسطة الظروف والحظ، وليس بواسطة جهودك الشخصية وعملك الجاد، وبما أنك تشعر أن علاقتك في إحراز وضعك لا تذكر، فإنك تحس إنك تحت رحمة العالم، أوالآخرين، لكي تحافظ عليه، هذا الأمر يسبب قلقا كبيراً، ويكدر الخوف من خسارة ما تمتلكه متعتك، إن فكرة العودة إلى ما كانت عليه الأمور يصيبك بحزن شديد. 2- بعد الوصول إلى هدفك تشعر بأنه لم يعد يوجد شيء تكافح من أجله، فالعمل من أجل بلوغ هدفك هو الشئ الذي كان يعطيك أعظم متعة وارتياح، لقد كنت تنتقل باستمرار من شئ لآخر، وفجأة، لم تعد تسعى وراء هدف أو حلم، لقد حصلت على ما تريد، ولا تعرف كيف تستمتع به، لأن حياتك كلها أستُهلكت في التنقل والسعي. ربما يسبب قلقك بدون وعي لكي يعادل إبتهاجك، لأنك تشعر بالذنب، وبعدم الأستحقاق لنجاحك، والفكرة النموذجية هي بوجود الملايين من الناس يعانون من الجوع، لماذا أكون الشخص الذي لديه الكثير؟ وبما إنك تبتكر صوراً مرعبة لموت عائلتك ودمار أملاكك، عندما تسير الأمور بشكل جيد جداً، تتولد تلك الأفكار لكي تعاقب بها نفسك، فأنت لست راضياً بفكرة أن حياتك رائعة، لذا فأنك تنتج تلك الأفكار والمشاعر والعواطف الضرورية لتحقق التوازن – الحالة التي تشعرأنك تعيش فيها بأريحية. إنك تعاني من عقلية إنهزاميّة تخلق طبع أخسر – أخسر، بالرغم من الحالة الواقعية، عندما تسير الأمور بشكل رديء، تشعر بأنها ستصبح أسوأ، وعندما تسير الأمور بشكل جيد، لا يمكنك الأستمتاع بها، لأنك مليء بالقلق، وأنت تنتظر أن تسقط "فردة" الحذاء الأخرى

أنشىء تاريخاً شخصياً: لكي تثبت لنفسك مدى مساهمتك في نجاحك الشخصي (غالبا لا أحد ينجح بالحظ وحده)، ضع خط زمني لحياتك، إبدأ من حيث أنت اليوم ثم اعمل باتجاه الوراء ملاحظاً جميع الخطوات التي إتخذتها على طول الطرق لأيصالك إلى حيث أنت الآن، حتى ولو حدث أن تكون في المكان المناسب في الوقت المناسب، أنسب الفضل لنفسك لأتخاذك قراراً سليماً لتكون هناك في ذلك اليوم، خذ وقتك في إنشاء هذا الخط الزمني، اجتهد على العمل فيه كل يوم بالتعاقب (يوماً بعد يوم) ولمدة إسبوع على الأقل



ضع أهدافاً جديدة: إن خيبة الأمل التي من الممكن أن تشعر بها بعد إنجاز هدف هائل، هي أمر طبيعي تماماً إذا لم تضع لنفسك هدفا جديداً، وأفضل تطبيق لذلك، هو أن تضع أهدافاً جديدة حالما تكون الأهداف القديمة في قبضتك، إسأل : ما التالي بالنسبة إلي ؟ حالما أنُجز هدفي الحالي، كيف سيتم تطوير مركزي لتحقيق شيء آخر أعظم ؟


كن مبدعاً كيف يُساعد حظك الآخرين: خذ بعض الوقت لتفكر بالناس الذين ساعدتهم سابقاً والناس الذين ستساعدهم في المستقبل إنشائك لنجاحك الشخصي، فإذا وظفت الآخرين، وإذا قدمت خدمة، وإذا بعت منتجا يجعل حياة الناس أكثر متعة وراحة وإثارة ورفاهية – إذا فعلت أي شئ يفيد كائناً بشرياً أخراً – فأنت يجب تهنأ، كن فخوراً بمساهماتك، وفكر ملياً
ًكيف يمكنك أن توسعها، ركّز على تعزيز العلاقات التي أنشأتها سابقا، وعلى تحسين ما يعتبر بدون شك هدية ثمينة


د . ديفيد ليبرمان
ترجمة : لميس فؤاد

Feb 17, 2008

تغلب على خوفك وقصورك الذاتي


نحن نعيش أقل من مستوى حياتنا، وعندما ننطلق من قيد الأشياء التي تعيقنا لبلوغ مستوى مقدرتنا وطاقاتنا الكامنة في أنفسنا، نرى كأننا قد خُلقنا من جديد لنعيش حياتنا الطبيعية التي تظهر وكأنها خارقة للطبيعة. إن جميع الأشخاص الذين عاشوا حياة منتجة من مخترعين، وكتّاب، وفلاسفة، وفنانين، ورجال أعمال... يستعملون أحياناً بصورة غير واعية اتجاهاً عقلياً إيجابياً يُساعدهم على تحقيق أعمالهم وتطلعاتهم. هذا الاتجاه العقلي يأتي أحياناً من خلال الفلسفة، والعقيدة، أو الإعجاب بحياة بعض الشخصيات التاريخية التي أعطت أعمالاً خلاّقة، وتركت بصمتها سراً للإنسانية ولحياتها نحو التقدم والازدهار. "أصلح وحدّد أهدافك" . الفشل، يظهر ويبين أن الطاقة قد حولت وصبت في القناة الخطأ. الفشل كالنجاح يحتاج الى جهد وطاقة. إننا عادة نتصور أن النجاح هو النشاط والحيوية، وأن الفشل هو الكسل والجمود والتراخي والاستلقاء على الظهر. لكن هذا لا يعني أن الطاقة لم تُصرف في حالة الفشل. الواقع، أن طاقة كبيرة تُصرف لمقاومة النشاط والحركة، فهناك صراع وقوة مجاهدة كبيرة تُشن ضد قوى الحركة والحياة حتى نبقى جامدين وهامدين، مع أن هذا الصراع يحصل في ذاتنا الباطنة، ونادراً ماندركه. فعدم الحركة الفيزيائية ليس علامة حقيقية أن قوة الحياة لم تُحرق وتُستنزف. حتى الكسالى يستعملون الطاقة والوقود في كسلهم. هناك طرق عديدة لقتل الوقت، ولا يظهر أنها مضيعة للوقت، وتظهر كأنها عمل واعي، وقيام بالواجب والعمل الصعب، حتى أنها غالباً ما تجلب المدح والاستحسان من المشاهدين، وتُطلق فينا شعوراً بالرضى والسرور، لكن إذا نظرنا بعمق، لرأينا واكتشفنا أن هذه الطرق وهذه الأعمال تقودنا الى أمكنة غير معروفة وغير معلومة، مما يجهدنا ويتركنا غير راضين، ونرى أن طاقاتنا قد صُرفت إلى تحقيق الفشل، وبدا النجاح الذي نطمح بنيله من أعماقنا. لماذا هذا الوضع الغريب؟ حيث يمكن أن تُصرف ذات الطاقة لسعادتنا ونجاحنا والعيش بالطريقة التي أملناها وخططنا لها ؟ الحقيقة، ليس من عاقل يُواسي نفسه ويقول: عصفور في اليد خير من عصفورين على الشجرة، أو السفر بأمل خير من الوصول، أو نصف رغيف خير من عدم وجود الخبز. هذه الأمثال هي تهكمية وساخرة، نتيجة بعض الخبرات، ولكنها ليست للعيش بها. إننا لا نخدع أحداً، برضانا ومبرراتنا التي تقبل من مثل زملائنا، طالما أنهم في نفس القارب معنا. الشخص الناجح يستمع إلى هذه الأصوات في الظلام بشكل تسلية ولهو وريبة وعدم تصديق، قائلاً في قرارة نفسه هناك كثير من النفاق طليق في العالم. إن لدى الشخص الناجح الشاهد الأفضل أن مكافئة الهدف والنشاط الموجه بصورة صحيحة يفوق جميع مخلفات الفشل، وأن إنجاز واحد صغير في الحقيقة والواقع خير من جبل الأحلام التي لا تطبق. الناجحون يشاهدون نفس الشمس، يتنشقون نفس الهواء، يحبون ويُحبون مثل غيرهم، ولديهم شيء آخر اضافي : المعرفة، إنهم قد اختاروا النشاط والحركة في طريق النمو، والحياة بدلاً من الموت والانحلال. لقد كان "أمرسون" على صواب عندما كتب : "النجاح طبيعي وشرعي، يعتمد على حالة عقل وجسم إيجابية، على قوة العمل، على الشجاعة". لماذا نفشل؟ لماذا نعمل جاهدين للفشل؟ لأننا، بالاضافة لكوننا كائنات معرضة إلى إرادة الحياة والنجاح، إننا معرضون وتحت تأثير إرادة الجمود والسكون وعدم الحركة والقصور الذاتي - قوة الاستمرار الطبيعية - يجب أن نواجه ارادة الفشل ونستعمل طاقتها لتحقيق النجاح



د.أحمد توفيق

Feb 16, 2008

التركيز أساس الذاكرة


أول مهمة للذاكرة هي أن تحصل على انطباع عميق حي للشيء الذي تريد أن تتذكره. ولكي تصل إلى هذا يجب أن تركز... إن ذاكرة "تيودور روزفلت" المشهورة كان ينطبع عليها كل شخص يقابله، وهو يدين لميزة التركيز هذه بالشيء الكثير، لأن انطباعاته تنعكس على صلب لا على ماء، فقد درب نفسه مستعيناً بالإصرار والممارسة على التركيز حتى في أسوأ الظروف المعاكسة. وفي سنة 1912 كان في شيكاغو لمناسبة عقد أحد المؤتمرات، وكانت هيئة مكتبه بمبنى المؤتمر وجموع الناس تزحم الطريق المار أمام المبنى وتصيح ملوّحة بالأعلام، وتنادي: نريد تيدي! نريد تيدي!! فكانت هناك هتافات الجموع، وأصوات فرق الموسيقى، وغدو السياسييين ورواحهم، وضجة رجال المؤتمر تكفي لإزعاج الشخص العادي وتشتيت انتباهه. ولكن روزفلت كان يجلس في غرفته على كرسي هزاز غافلاً عن ذلك كله يقرأ "هيرودوت" المؤرخ الإغريقي. أما في جولته السياحية في قفار البرازيل، فقد عثر حالما وصل في المساء إلى الساحة التي ضربت فيها الخيام، على بقعة جافة تحت دوحة ضخمة، فأخرج مقعداً من مقاعد الخيام وكتاباً للمؤرخ جيبون بعنوان (تدهور الإمبراطورية الرومانية وسقوطها) وانهمك في قراءته انهماكاً أنساه تساقط المطر وضوضاء المخيم ونشاطه، وأصوات الغابة الاستوائية. فلا غرابة أن يتذكر هذا الرجل كل ما يقرأ. إن خمس دقائق من التركيز العقلي الحيّ النشيط تأتي بنتائج أعظم من التفكير الذاهل الموزع لمدة أيام عديدة، ولقد كتب "هنري وارد بيتشر" في هذا المعنى يقول: (إن ساعة واحدة من التفكير الحاد، خير من سنة كاملة من التفكير الحالم). وقال "يوجين جريس": (إذا كان هناك شيء واحد تعلمته أكثر أهمية من سواه، ومارسته كل يوم وفي أي ظرف من الظروف، بل في كل ظرف من الظروف فهو تركيز الفكر في أي عمل تناولته). وهذا سر من أسرار القوة، وبخاصة قوة الذاكرة

دايل كارنيجي

Feb 15, 2008

الثقة بالنفس.. هل هي مفتاح نجاحك؟


قد يمتلك الإنسان ذكاءاً خارقاً.. إلا أنه قد لا يستفيد منه، ولك أن تسأل لماذا ؟ وقد يمتلك أيضا كفاءة معينة أو عدة كفاءات.. إلا أنه أيضا لا يستفيد منها، وهنا أيضا تسأل لماذا ؟ وقد يمتلك مقومات القوة البدنية والعقلية أيضاً، إلا أنه ومع ذلك يبقى جباناً ضعيف الإرادة، وتسأل لماذا ؟ الإجابة على كل تلك التساؤلات واحدة وإن تعددت، غياب الثقة بالنفس، إذن إن الثقة بالنفس مفتاح النجاح في الحياة، فالذي يثق بنفسه يستطيع أن يفعل كل شئ في الحياة، والذي لا يثق بنفسه لا يقدر على أي شئيء على الاطلاق . اقرأ تاريخ الناجحين في الحياة، لتجد أنهم كانوا يثقون بأنفسهم دائماً، على عكس الفاشلين، الذين كانوا لا يرتفعون بمستواهم الفكري إلى مرحلة الثقة بالنفس، وبإمكانك أن تجرب نفسك شخصياً، فأنت تشعر بقدرة خارقة عندما تعطي الثقة لنفسك، وبذلك تستطيع أن تحقق آمالك وأهدافك، بينما تفشل في القيام بعمل بسيط عندما تبدأ بنزع الثقة من نفسك. سر الثقة بالنفس أن تحقق إنجازاً في الحياة، وهذا يحتاج إلى شيئين، الأول : القدرة الإيمانية . الثاني : القدرة النفسية، والقدرة النفسية لها أهمية كبيرة، إنها تحرك القوة المادية وتنقلها من مرحلة الممكن إلى مرحلة الواقع، من هنا.. فأن ضعف الثقة بالنفس يُؤثر على هذه القدرة النفسية ويجعلها في مستوى أدنى من العمل الذي تريد القيام به، أي أن تحقيق الأعمال بحاجة إلى إعداد نفسي بقدر ما هو بحاجة إلى إعداد مادي، أي أنه يجب أن يكون أزاء أي عمل ثقة بالقدرة على تحقيقه بنفس المستوى


ولكن ما هي الطريقة المُثلى لتحقيق الثقة بالنفس ؟ أفضل طريقة لأيجاد الثقة بالنفس أن تعتقد بأنك أصبحت قادرًا ومسؤولاً في الحياة، ويجب أن تُوحي إلى نفسك بهذه الحقيقة، حتى تتمكن من غرس الثقة بالنفس، والإيحاء يتم بالكتابة أو الحفظ لذات المشكلة التي تعاني منها، والقيام بترديدها مراراً وتكراراً في أثناء النوم. كما ينصح الأخصائيون بأن يكون آخر شييء يفكر فيه المصاب في الليل، هو هذا الشيء الذي يُراد إيحاؤه في النفس. وانعدام الثقة بالنفس ليس حالة مرضية محدودة بل إنها حالة تكون سبباً للكثير من الأمراض النفسية، حيث أنها تمثل الهزيمة النفسية للذات



وفاء حسين صالح

Feb 13, 2008

عيد الحب.. الظاهرة الفالنتانية




أجواء شاعرية، وانفعالات وجدانية، تتخللها رموز الحب وألوانه، من ورود وقلوب حمراء، ضمتها رومانسية المكان؛ من حدائق ومنتزهات ومسارح، كما أضفى عليها دفء المناسبة التي وفًرها - (القديس فالنتاين) - للمحبين أو لأدعياء الحب سعادةً و بهجة.. هكذا افتتحت (لونا الشبل) – مقدمة برنامج للنساء فقط في قناة الجزيرة الفضائية - حلقتها الخاصة حول (عيد الحب) العام الماضي


يوم الرابع عشر من شهر فراير/ شباط من كل عام المسمى بـ (عيد الحب) أو (يوم القديس فالنتاين) أصبح ظاهرة تتسع لتشمل العديد من دول العالم وعواصمه، و تتمدد باتجاه الكونية بفضل نفوذ الآلة الإعلامية؛ بوصفها الأداة الأولى لإعادة التشكيل الثقافي للأمم والجماعات.. ويبدو أن رياح العولمة - أو بالأحرى أعاصيرها - تحمل معها كل شيء؛ بدءاً بالشركات العابرة للقارات والبحار.. إلى المفاهيم والقيم وأنماط السلوك والأخلاق المبثوثة عبر الفضاء، وعلى عالم الويب الافتراضي.. وحتى العادات والتقاليد والطقوس والأعياد!!.. فيا له من عالم فاقد للخصوصية واللون والمذاق

ولكن الاحتفال بعيد الحب الذي انفجر كالبركان في السنوات الأخيرة، يُراد فرضه - بقوة دفع كبيرة - من قبل جهات كثيرة يهمها تحصيل أكبر قدر من عائدات الربح سنوياً، و أخرى تسعى إلى تطبيع وتسويق مظاهر الهوس بـ (الغرام) و صولاً إلى الفوضى الجنسية!!، ليصبح الاحتفال في نهاية الأمر ممارسة ضرورية وتقليداً ثابتاً.. ففي استطلاع للرأى في نيوزلاندا، وُجد أن الرجال يشعرون بضغط كبير لشراء هدايا عيد الحب.. وأن النساء يشعرن باستياء كبير إذا لم يقدم لهن أحباؤهن هدية، بل إن بعض النساء اللائي لايتوقعن تسلم رسائل حب في هذه المناسبة يقمن بإرسال بطاقات لأنفسهن أو لكلابهن


فالنتاين .. من أين جاء ؟

(مع حبي !! بهذه العبارة و قَّع (القس فالنتاين) - قبيل إعدامه - الرسالة التي كتبها لابنة الإمبراطور ( كلاديوس الثاني – الذي كان قد حرم الزواج على جنوده حتى يتفرغوا للحرب والقتال!! ووفقاً لإحدى الروايات الثلاث التى توردها الموسوعة الكاثوليكية حول قصة الإحتفال بـفالنتاين، فإن القس فالنتاين الذى كان يخرق الأمر الإمبراطوري، فيقوم بعقد الزيجات للجنود - سراً- تم إعدامه في يوم الرابع عشر من شباط / فبراير 270م ،الذي يوافق ليلة العيد الوثني الروماني (لوبركيليا)، الذي تم ربطه فيما بعد بذكرى إعدام فالنتاين. وفي العصر الفكتوري تحول العيد إلى مناسبة عامة، عندما طُبعت لأول مرة بطاقات تهنئة بهذا اليوم، وكانت الملكة فكتوريا تُرسل مائات البطاقات المعطرة بهذه المناسبة أفراد و أصدقاء الأسرة الملكية في بريطانيا، وصارت تتنوع طقوس هذه المناسبة؛ من تبادل للورود الحمراء، إلى بطاقات التهنئة، إلى صور (كيوبيد) - إله الحب عند الرومان القدماء- ... إلخ
فإذا كان مبرراً في حضارة الغرب التي جعلت (بلازما) دمها، وماء حياتها من عصارة الوثنيات القديمة للرومان و اليونان، تلك الوثنيات التي تجعل من كل شيئ عيداً و قداساً.. وتجعل لكل شيئ إلهاً ورباً ! فاللزرع إله ويوم .. و للخصب إله ويوم.. كما للجمال إله ويوم.. وللحب إله ويوم أيضاً !!.. وعلى دربها مضت الحضارة الغربية العصرية.. فللعمال عيد و طقوس .. وللأشجار عيد وطقوس.. وللأم عيد وطقوس.. وللحب عيد وطقوس
فإذا كان ذلك مبرراً لدى الغربيين لأسباب خاصة تتعلق بطبيعة فهمهم للدين والحياة، فما هو تبرير وجود هذا اليوم في أمة الإسلام، تلك الأمة التي سما بها دينها عن كل ترهات الأيام والأعياد والأوثان.. فلم تعرف من الأعياد إلا أطهرها و أجلَّها: (العيدان؛ الأضحى والفطر)!!؟


وبعد، فهذا الوافد الأشقر، الغريب السحنة والاسم والدين، بدأ يأخذ مكاناً وسطاً في ديار المسلمين، ويرفع أعلامه جهاراً فتهرع إليها زرافات من أبناء المسلمين وناشئتهم الأغرار.. وفي ظل الغفلة وعدم الاكتراث من الأُسر وقادة المجتمع و علمائه ودعاته، تسلل هذا اللص مع غيره من اللصوص الكُثر الذين نعرفهم، وتوسط الدار!!.. بلع السارق ضفة.. و بقيت ضفة !! ومع ذلك فعباس وراء المتراس.. يقظ منتبه حساس



___________________

أحمد إسماعيل في 2006-02-12

Feb 12, 2008

غياب المثل الأعلى.. ومعوقات التجديد



ثمة عوائق عديدة تمنع من التجدد وإعادة صياغة البنية الإجتماعية بما يتلائم والواقع الجديد الذي يحيط بمجتمعاتنا، إن بعض هذه العوامل تعمل كمعوقات مباشرة للتجديد وإعادة صياغة البنية الإجتماعية بشكل سليم. عندما لا يجد المجتمع رسالة يحملها ويتصدى لتحقيقها، وعندما لا يضع أمامه مثلاً أعلى يستحوذ على اهتمامه، ويصوب خطواته، ويسدد حركته، إن مجتمعاً كهذا لن يستطيع الإقلاع من مكانه، ولا التقدم خطوات لأنه مجتمع بلا رسالة، ولا مثل أعلى يتوق إليه، فكيف تتحرك إرادته وتتفجر طاقاته.. وكيف تتحرك مشاعره ويهتز ضميره؟ إنه مجتمع بلا طاقة، بلا روح، بلا وقود ودافع.. إنه مجتمع راكد.. جامد، لا يعرف الحيوية، ولا يطيق التجدد والانبعاث من جديد. والعكس من ذلك المجتمع الذي يحمل في أعماقه رسالة كبرى، ويتخذ له مثلاً أعلى - صالحاً -عندها تصبح حركته سريعة نحو الأهداف والقيم التي يعشقها. وقدر ما كان المثل الأعلى للجماعة البشرية صالحاً وعالياً وممتداً، تكون الغايات صالحة وممتدة، وبقدر ما يكون هذا المثل الأعلى محدوداً ومنخفضاً أيضاً. فالمثل الأعلى هو نقطة البدء في بناء المحتوى الداخلي للجماعة البشرية وهذا المثل الأعلى يرتبط في الحقيقة بوجهة نظر عامة الى الحياة والكون، ويتحدد من قبل كل جماعة بشرية على أساس وجهة نظرها العامة نحو الحياة والكون، وعلى ضوء ذلك يتحدد مثلها الأعلى. ومع وجهة نظرها الطاقة الى الحياة والكون تحقق إرادتها للسير نحو المثل. وما يحدث في بعض المجتمعات أنها انتزعت من واقعها المعاش.. ذلك الواقع الاستهلاكي.. المادي، الجامد، البائس، الأناني .. انتزعت منه المثل الأعلى، وجعلت بدلاًَ منه نُصباَ تقدسه، فأعطبت بسلوكها هنا حركتها الذاتية، وأصيبت بالشلل والجمود طاقتها الروحية.. وحينما يكون المثل الأعلى منتزعاً من واقع الجماعة بحدودها وقيودها وشؤونها يصبح حالة تكرارية، يصبح- بتعبير آخر- محاولة لتجميد هذا الواقع، وحمله إلى المستقبل، ويكون كذلك تجميداً لهذا الواقع وتحويلاً له من حالة نسبية، ومن أمر محدد إلى أمر مطلق، وحينما يتحول الواقع من أمر محدد إلى هدف مطلق، ثم إلى حقيقة مطلقة، لايتصور الانسان شيئاً وراءها، حينما يتحول إلى ذلك، سوف تكون حركة التاريخ حركة تكرارية، سوف يكون المستقبل تكراراً للواقع، وحيث أن هذا الواقع هو نفسه تكرار لحالة سابقة، ولهذا سوف يكون المستقبل تكراراً للواقع وللماضي. وبناءً على ماسبق ذكره: لا تستطيع أي جماعة بشرية أن تتجاوز الواقع أو ترتفع عن هذا الواقع إلا بمثل أعلى، وبرسالة كبرى تحقق بها ذاتها، وتطلق بها مارد إرادتها.. إن غياب المثل الأعلى والرسالة الكبرى في حياة المجتمعات تقضي على فرصة التطور والتجديد فيها حيث تنزع نحو البؤس والجمود





محمد العلبوات

Feb 11, 2008

النتائــج هي المقياس





إذا رأيت أنك تتأثر بكلام الناس.. فأنت رجل ضعيف

وإذا كان مقياسك هي النتائج.. فأنت رجل قوي



كلام الناس لا قيمة له.. لأن الناس لا يهمهم نجاحك أو فشلك، كما لا يهمهم مصلحتك أنت، إنما يهمهم فقط مصلحتهم، ولو كانت المصلحة هي مصلحة التعليق فقط ! إن أي عمل يقوم به الإنسان يقابله البعض بالمدح، بينما يقابله البعض الآخر بالذم، وعليك لكي تنجح أن تنظر إلى المقياس الواقعي للنجاح وهو : النتائج. (يقول الرسول الأكرم : أحثوا في وجوه المداحين التراب). إن الكثير من الناس ينسحبون عن أهدافهم وأعمالهم لمجرد أن رجلا أنتقدهم هنا.. أو إعترض عليهم شخص هناك. إن الإنهزامية أمام تعليق الناس دليل على ضعف الإرادة لدى الإنسان، والذين يعرفون أهدافهم ويدركون تماما أنها صحيحة وواقعية ينبغي أن يلاحظوا النتائج، تماما كما كان يفعل الأنبياء والمصلحون، إنهم كانوا على يقين راسخ بأهدافهم، ولذلك فإنهم كانوا يواجهون إستهزاء الناس وسخريتهم بالمزيد من العمل والمزيد من النشاط وهذا ما يجب أن يفعله العاملون الذين يرغبون في النجاح. فلكي تنجح في عملك عليك أن تجعل مقياسك النتائج لا تعليق الناس




عباس المدرسي

Feb 10, 2008

الشيء الوحيد الذي تملك سيطرة مطلقة عليه


أنت تملك سيطرة مطلقة على شئ واحد هو أفكارك، وهذه أكثر الحقائق أهمية وإلهاماً بين كل الحقائق المعروفة للإنسان ! وهي تعكس الطبيعة المقدسة للإنسان، وهي الوسيلة الوحيدة التي تُمكنك من توجيه مصيرك والسيطرة عليه، وإذا أخفقت في السيطرة على ذهنك، تأكد من أنك لن تسيطر على أي شئ آخر، وإذا كنت مهملاً في ما يخص ممتلكاتك ليقتصر ذلك الإهمال على المادية منها فقط، لأن عقلك هو ممتلكاتك الروحية، لذلك يجب عليك حماية عقلك وإستعماله بعناية وأنت تملك حقا مقدساً بذلك وأعطيت قوة الإرادة لهذا الغرض. لسوء الحظ، لا توجد حماية قانونية ضد أولئك الذين إما عن تصميم أو عن جهل- يسمون عقول الآخرين بالإيحاءات والأقتراحات السلبية، وهذا النوع من الهدم يجب أن يعاقب بأقصى العقوبات القانونية، لأنه يمكن وغالباً ما يهدم فرص الآخرين في إكتساب الأشياء المادية التي يحميها القانون. حاول أشخاص بعقولهم الفارغة إقناع المخترع "توماس أديسون" أنه لا يمكنه صناعة آلة تسجيل تولد الصوت البشري، لأنه حسب ما قالوا (لم يسبق لأي شخص أن فعل ذلك)، لكن "أديسون" لم يصدقهم وعرف أن العقل البشري قادر على صنع أي شئ يتصوره ويؤمن به، وتلك المعرفة هي التي رفعت "أديسون" إلى مستوى الشهرة العالمية. وشكك الكثيرون، بسخرية وهزء، بمحاولة "هنري فورد" الأولى بوضع سيارة في شوارع المدن الأمريكية، قال البعض أن لا شئ عملياً يمكن أن ينتج من تلك المحاولة، وقال آخرون إن ما من أحد يمكن أن يجمع مالاً وقابل سيارة، لكن "فورد" صمم إنه سيغمر العالم بسياراته وهذا مافعله حقاً، وأقول لمنفعة كل أولئك الذين يرغبون في جمع ثروة أن الفرق الوحيد بين "فورد" وأكثرية الناس، هو أنه كان يملك عقلاً و كان مسيطرًا على ذلك العقل، ويملك الآخرون عقولاً لكنهم لا يملكون السيطرة عليها. وتكون السيطرة على العقل ذاتياً بالإنضباط والعادة، فإما أن تسيطر على عقلك أو يسيطر هو عليك، ولا مجال للتسوية، وأكثر الوسائل التطبيقية للسيطرة على العقل ذاتياً هي إشغاله بهدف محدد يكون مسدوداً بخطة محددة، ويمكنك دراسة سيرة أي رجل حقق نجاحاً باهراً لترى أنه كان مسيطراً على عقله وأنه مارس تلك السيطرة ووجهها نحو تحقيق أهداف محددة، ومن دون تلك السيطرة لا يكون النجاح ممكناً


فيليكس جاكبسون

Feb 9, 2008

كم تساوي حياتك إذا خلت من التأمل ؟


كم تساوي حياة الانسان إذا خلت من التأمل ...؟ أظنها لا تكاد تساوي شيئاً..!! وأنت، لا تستطيع أن تقول : "حياتي" ما لم تأخذ من التأمل بحظ. ذلك أن التامل، هو الحاجز الذي يعزل عن حياتنا كافة الشركاء الذين ينازعوننا إياها، ويحاولون الاستيلاء عليها! ففي مطلع كل يوم، يترصد حياتي وحياتك "أواخذ" كثيرة، تريد أن تسلبك أثمن ممتلكاتك، عقلك.. وجدانك.. استقلالك.. نفسك التي بين جنبيك.. تتمثل هاتيك الأواخذ، في الكتب التي نقرؤها.. في الصحف التي نطالعها.. في الأشياء التي حولنا.. التأمل هو المرفأ العظيم الذي نلتقي فيه بذواتنا. وصحيح أن التأمل يتطلب عُزلة.. ولكنها "عُزلة مفكرة". العزلة المفكرة هذه.. أو التأمل كما أسميناه.. من ضرورات كل حياة تريد أن تكون معطية وعظيمة. والإنسان الذي لا ينأى بنفسه عن ضوضاء الحياة برهة كل يوم ليتأمل نفسه.. مواقفه.. أخطاءه.. أحلامه.. يعرّض مرايا حواسه للصدأ. تسألون: وهل لحواسنا مرايا ؟؟ أجل، إن لحواسنا وعياً باطناً، وبصيرة إلهية يجلوها التأمل، ويصقل رؤاها.. هنالك.. لانُرى الأشياء فحسب، بل ونبصر روحها وفحواها.. ولا نسمع الأصوات فحسب.. بل ونعقل الهامها ونجواها.. وبهذا يتهيأ لنا مكان بين الرواد والمبدعين. أما الذين يتنازلون عن أنفسهم لأحداث الحياة المتراكضة فمكانهم هناك مع القطيع الضخم الذي تصطنعه الحياة علفاً لأيامها الهادرة.. في مجتمعاتنا "التأمل ليس ترفاً.. بل هو ضرورة"، فتعالوا نعرض عليها أنفسنا.. ونخضب بها حياتنا

Feb 8, 2008

كيف ننمي الحس القيادي؟




إذا نظرنا إلى القيادة كسمة من سمات الشخصية، فإن معظم سمات الشخصية تُكتسب، وإذا نظرنا إليها كدور اجتماعي فإنه يتحدد في إطار معايير اجتماعية مكتسبة أيضاً. وهذا يجعلنا نرى بطعن القول القديم ((إن القادة يُولدون ولا يُصنعون))، ومن ثم فليس هناك حاجة إلى التدريب على القيادة. إن النظرة الحديثة إلى القيادة هي أنها يمكن تعلمها وتعليمها وإن ((القائد يصنع أكثر مما يولد)) ومن ثم يجب الاهتمام بتدريب القادة الجدد. وقد لاحظ بافيلاس* سلوك ستة مشرفين على ملاعب للأطفال، ووجد أنهم جميعاً يقعون في أخطاء قيادته، مثل اللجوء إلى أساليب أوتوقراطية، مثل اتخاذ القرارات بأنفسهم، وإصدار الأوامر، وعدم إعطاء الأطفال فرصة تدريب على تحمل المسؤوليات. ثم أعطى ثلاثة من المشرفين فرصة تدريب على تحمل المسؤوليات، ثم أعطى ثلاثة من المشرفين تدريباً على القيادة لمدة ثلاثة أسابيع، ثم قارن بين سلوكهم وبين سلوك الثلاثة الآخرين الذين لم يُعطوا هذا التدريب. فوجد أن الثلاثة الذين أعطوا التدريب على القيادة قد ازداد استخدامهم للأساليب الديموقراطية في قيادة الجماعة وإدارة الملاعب، وارتفع مستوى الروح المعنوية للأطفال، وازداد حماسهم للنشاط واشتراكهم فيه
ومن طرق التدريب على القيادة تلك التي ابتدعها ((مورينو)) المعروفة باسم طريقة ((القيام بالدور)) حيث يقوم الفرد بدور القائد في مواقف متنوعة أشبه ما تكون بمواقف الحياة اليومية. ويرى البعض أن التدريب يمر بمراحل متتالية، فهو يبدأ بالتعرف على النواحي السلوكية المطلوب تعلمها، يأتي دور ممارسة ا لسلوك، ثم نقل ما تم تعلمه في فترة التدريب على العمل الحقيقي في القيادة. ومن العوامل التي تساعد في التدريب على القيادة ما يلي:ـ التدريب العملي على القيادة في جماعات، حيث يتم مناقشة أهداف الجماعة، ومعرفة اتجاهاتها، وإدراك أسس العمل الجماعي، فللجماعة أثر كبير في تحديد وتعديل سلوك الفرد وأحكامه واتجاهاته ومعاييره. وهذا يتيح أيضاً اكتساب الخبرة في كلٍ من القيادة والتبعية. ـ بناء جماعة التدريب بحيث تقبل التغير وتكون مستعدة للنمو. ـ تبادل الاتصال وتبادل الآراء وتدارس المشكلات والحلول بين المدربين والمتدربين في حرية ووضوح، وتقارب الإطار المرجعي عند كل من الطرفين. ـ التدريب والتعلم القائم على الخبرة والممارسة في وجود ديموقراطي وملاحظة المدرب في قيادته للجماعة وملاحظة باقي أعضاء الجماعة. ـ التدريب على وضوح التفكير واتخاذ القرارات وسرعة البت في الأمور وخاصة الطارئة والمفاجئة. ـ التدريب على النقد البنّاء والنقد الذاتي وتقبل النقد بما يضمن القدرة على تعديل السلوك إلى أفضل. ـ إعطاء المسؤولية لكل شخص راغب فيها وقادر عليها ومستعد لتحملها. ـ الاندماج الحقيقي الكامل في برامج التدريب بما يضمن تغير سلوك المتدرب بعد انتهاء فترة التدريب. ـ المشاركة الايجابية العملية من جانب المتدربين والتحمس لعملية التدريب. ـ توافر المدرب الكفؤ الدارس الذي يزود المدربين بالعلم والخبرة والذي يكون قدوة حسنة. ـ دراسة علم النفس وخاصة علم النفس الاجتماعي للإحاطة بالسلوك الاجتماعي ودوافعه وللتفاعل الاجتماعي... إلخ. ـ المرونة في برامج التدريب بحيث يمكن الأخذ بمنهج أو بآخر، بطريقة أو بأخرى حسب طبيعة الموقف ومتطلباته



__________________________
* 1942

المصدر: السلوكية والإدارة / المؤلف: د. شفيق رضوان

Feb 6, 2008

حافظ على منظورك للأشياء





تعلّم أن تسير مع تيار الحياة.. فالسلوك حسب ما تراه طيلة الوقت، ليس هام جداً بالنسبة للمسار الكبير للأشياء



التكبر والجشع أمران مهلكان للوقت، ويدمران العلاقات، والتنظيمات، فتعلّم أن تتجنب ذلك



أفضل قنوات التلفاز، هي القنوات التعليمية، فحاول استغلال وقتك للاستفادة من ذلك



خذ الكثير من الإجازات، فالكثيرون يُمضون الكثير من الوقت في العمل، والقليل منهم في الإجازات، وعندما تذهب في إجازة، لا تأخذ معك شيئاً يتعلق بالعمل



تعلّم أن تقدّر الأشياء البسيطة في الحياة، فكّر فيما لديك أكثر مما تفكر فيما ليس لديك


ابحث عن طرق تسهل بها حياتك



اعترف بأخطائك ثم صححها، وأجب عن الأسئلة التي توجه اليك، وكن حريصاً ومنتبهاً، واقتصد في لفظك ولحظك وما تفعل



كن متعاوناً، وكن لطيفاً مجاملاً، وكن مؤثراً، وفعالاً، وكن متحمساً، وكن معواناً، وكن أميناً، وتعامل بطريقة إنسانية، وكن شفيقاً وعطوفاً، وكن مهندماً أنيقاً، وكن صبوراً



حافظ على مواعيدك، وكن شاكراً حامداً، وكن دقيقاً، وكن مبتسماً، وساعد الآخرين على بناء شخصياتهم، وامتلك نفسك عند الغضب، وأعمر قلبك بالإيمان



افعل الأشياء الآن وليس غداً، واعمل جهدك، ومتّع عائلتك، ووضّح ما تريد، وأكمل ما بدأت، وابحث عن الحقائق، وخذ وأعط بابتهاج، وحسن نفسك



تعلم، واستمع، وأوف بوعدك، وابحث عن أفضل الأشخاص، واجعل لنفسك أصدقاء، وقدم اقتراحات مفيدة، واتخذ قرارات ذكية، واجعل الناس يشعرون بأهميتهم



خطط، ووجه الثناء للآخرين، ومارس هواياتك ، وضع الأشياء الأهم أولاً، واقرأ، استرخ، وتذكر، ووفر، وقل شكراً، وابتسم، وحافظ على صحتك، وفكر، وافهم الآخرين، وافهم نفسك




ميرلي دوكلاس

Feb 5, 2008

هؤلاء هم الذين ينجحون



أجرت جامعة بيل الامريكية دراسة حول عدد الطلاب الذين لديهم أهداف واضحة قد كتبوها، ورسموا خططاً لإنجاحها. وجدت الدراسة أن 3% من طلاب السنة الاخيرة في الجامعة قد فعلوا ذلك، وبعد عشرين سنة توبعت الدراسة بالاتصال بأولئك الطلاب الـ3% للنظر في وضعهم المالي والاجتماعي، فوجد أن هؤلاء الـ3% الذين كتبوا أهدافهم يحصلون ماليا على ما يعادل الـ97% الآخرين


الله سبحانه وتعالى عندما خلقنا، بيّن لنا أن أجل كل واحد منا محدد، وأنه لن يخلد في هذه الدنيا أحد , وأنه لن يرجع إلى الدنيا بعد الموت أحد، فالوقت هو أثمن شئ في حياتنا، وما لم نستغل هذا الوقت الاستغلال الأمثل فأنه سيمضي ولن يتظرنا حتى نفاجأ بالرحيل من هذه الدار. والناجحون في هذه الحياة يعلمون حق العلم هذه المعادلة، ويعيشونها لحظة بلحظة، لذلك يخططون لحياتهم، وينجزون دائماً. الناجحون في هذه الحياة يخططون لأبنائهم ولأنفسهم، وللمؤسسات التي يعملون فيها، وفي كل عام يعلمون ماذا يريدون إنجازه من أبنائهم : ( تعليمهم السباحة وتعليمهم لغة من اللغات، تحفيظهم بعض أجزاء القرآن الكريم، تعليمهم مهارة من مهارات الحياة )، ويخططون لأنفسهم ( كم من المال يريدون جمعه لهذا العام ، وما هي العيوب التي يريدون التخلص منها، وكم مقدار الثقافة التي سيحصلون عليها ... وهكذا ). أما الفاشلون في هذه الحياة ، فيتركون كل شئ للأيام تعبث بهم، ويريدون من السماء أن تُمطر ذهباً أوفضة ... ولكن الحقيقة القرآنية الثابتة تقول : ( إن الله لا يُغيّر ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم) سورة الرعد : 11




عبد الحميد البلالي

Feb 4, 2008

كيف تضع أحلامك على منصة الإنطلاق


إن الرغبة الطموحة في أن تصبح شيئاً ما أو تفعل شيئاً ما هي نقطة البداية التي ينطلق منها أي إنسان حالم، والأحلام لا تولد من عدم الإكتراث والكسل والنقص في الطموح. تذكر أن كل الذين نجحوا في الحياة كانت بدايتهم سيئة، ومروا عبر صراعات محبطة للآمال قبل أن يصلوا الى ما رغبوا به، وتأتي نقطة التحول في حياة أولئك الذين ينجحون عادة لحظة حدوث كارثة أو أزمة ما، بحيث يكتشفون جانباً آخر من أنفسهم. فهناك أحد الكتّاب الذي كتب رواية عظيمة في الأدب بعد سجنه فترة طويلة وخضوعه لعقاب صارم. وهناك شخص آخر إكتشف العبقرية في عقله بعد مواجهته أزمة كبيرة أدت به إلى السجن حيث إكتشف "الجانب الآخر من نفسه"، واستعمل خياله بحيث رأى أنه يمكن أن يكون كاتباً عظيماً وليس مجرماً بائساً منبوذاً. انطلقت موهبة الكاتب الكبير "تشارلز ديكنز" بعد مواجهته مأساة حبه الأول التي نفذت الى أعماق روحه وحولته ليصبح أحد الكتّاب العظماء في تاريخ العالم، وأدت تلك المأساة إلى كتابته قصة "ديفيد كوبرفيلد" التي تبعها سلسلة أعمال أخرى جعلت العالم أغنى وأفضل لأولئك الذين قرأوها. كان الموسيقار الشهير "بيتهوفن" أصماً وكان الشاعر الإنجليزي "ميلتون" أعمى لكن إسميهما خلدا في التاريخ، لأنهما حلما وترجما أحلاهما إلى فكر منظم. كذلك يوجد فرق بين تمني شيء ما والإستعداد لتحقيقه. ولايمكن لشخص أن يكون مستعداً لأمر ما حتى يؤمن أنه يمكنه الحصول عليه، والحالة الذهنية المطلوبة هي الإيمان وليس مجرد الأمل والتمني، وإنفتاح الذهن ضروري للإيمان، لأن العقول المنغلقة لاتوحي بالإيمان والشجاعة والإعتقاد، وتذكر أن طلب أهداف عليا في الحياة لا يتطلب جهداً، وذلك ينطبق على طلب الثروة والإزدهار وليس الجهد المطلوب أقل من الجهد المبذول في قبول البؤس والفقر




فيليكس جاكبسون

Feb 3, 2008

عش في حدود اللحظة الراهنة


اللحظة الراهنة هي فقط حياتك , أما اللحظة التي مضت فقد إنتهت , واللحظة التي ستأتي لا يمكن التأكيد بمجيئها , لأن الإنسان مرشح للموت في أية لحظة. إذن : ماذا نملك ؟ اللحظة الراهنة فقط ! من هنا كان على الإنسان أن يعمل في حدود اللحظة الراهنة , لا اللحظة التي ستأتي، لأنها قد لا تأتي أبداً ... ولا اللحظة الماضية، لأنها قد مضت إلى غير رجعة. ولكي يعيش الإنسان في حدود اللحظة الرهنة فإن عليه أن ينقطع فوراً عن التفكير في الماضي والمستقبل، يجب أن يفكر في اللحظة التي بين يديه ويغلق جميع الأبواب بوجه ما فاته وما سيأتيه , لأن كلاً من الماضي والمستقبل ليس إلا عدماً محضاً. وهذا بالضبط ما كان يقصده الأمام أمير المؤمنين عندما قال : ما مضى فات وما يأتي فأين ؟ قم واغتنم الفرصة بين العدمين


النجاح في الحياة ينحصر في نقطتين : حصر التفكير في الحاضر، والعمل ضمن حدود اللحظة الراهنة , كما أن الفشل في الحياة يتعلق بأمرين : التفكير في الماضي أو المستقبل .. وإرجاء العمل إلى الآتي، وهذا بالضبط – سر نجاح الناجحين وفشل الفاشلين , ولكي تتأكد من ذلك لاحظ الناجحين في المجتمع أنهم دائماً رجال العمل في الحاضر لا للماضي ولا للمستقبل , إنهم لا يؤمنون بغير الحاضر، وإذا قلت لهم يمكن القيام بهذا العمل في اليوم القادم لأجابوك فوراً : إذن دع التفكير فيه، وابدأ بالتفكير في العمل الذي يمكننا القيام به في الوقت الحاضر. والفاشلون هم على العكس تماماً , إنهم يقولون لك سوف أعمل بعد ما تتهئ الفرص .. وسوف أنفق في سبيل الله بعد أن أصبح غنياً وسوف أعمل للإٍسلام بعد أن أتفرغ من المشاكل. إنهم يقولون : سوف نترك الذنوب .. وسوف نعمل الصالحات .. وسوف نقوم بواجباتنا الدينية .. ونصلي صلاة الليل.. ونتقي الله ونتفرغ للعبادة ... الخ. ولكن متى ؟ في المستقبل .. وهذا المستقبل متى يأتي ؟ أنه لايأتي أبداً .. لأنه ليس إلا طريقة للتهرب من المسؤوليات , إنهم يؤجلون موعد العمل بهذه التبريرات يوماً بعد يوم , وكل يوم جديد ليس صالحاً للعمل عندهم .. بل الصالح هو المستقبل.. المستقبل الصالح لا يأتي أبداً. إنهم يعيشون للمستقبل .. يتركون الحاضر بكل ما فيه من فرص صالحة على أمل الذي لا يعرفون عنه أي شئ. وليس هناك ما يبرر إعتمادهم على المستقبل إلا التهرب من الحاضر .. ومن المسؤوليات على أكتافهم




عباس المدرسي

Feb 2, 2008

الاستشراف.. أسلوب حياة


حبّ المعرفة والسعي لاستقراء المستقبل من الصفات التي جُبل عليها البشر، وعلوم الإدارة الحديثة تعتمد استشراف أو استقراء المستقبل في المؤسسات والشركات والهيئات كأحد مناهج العمل الناجح والأداء الفعّال
وبالطبع نحن لا نعني باستشراف المستقبل علم الغيب.. فهذا علمه عند الله وحده، إنما بالموقف الإيجابي الذي تتخذه الإدارة من قراءة للسوق والمستهلك واتجاهات الاستهلاك واحتمالات الربح والخسارة، ويدخل في ذلك ما يُعرف بدراسات الجدوى التي تعتمد بشكل أساس على تفعيل المعلومات، ووضع المقدمات للخروج بنتائج تتعلق باحتمالات المستقبل
ومن هنا فإدارة المستقبل تعني التعامل مع المجهول، واستقراء المستقبل، لا باعتباره الشيء المقرّر سلفاً والمفروض علينا، والذي يتكشف لنا شيئاً فشيئاً، ولكن باعتباره شيئاً يجب بناؤه وتنفيذه، وهو ما يلخصه القول المأثور: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً
واستشراف المستقبل هو ضد العشوائية، والاستسلام لمقتضيات الواقع أو ما سيقع، وهو في جوهره -أي الاستشراف- مجموعة البحوث المتعلقة بالتطور المستقبلي للبشرية؛ مما يسمح باستخلاص عناصر تنبُّـئِيّة، ومحاولة سبر أغوار القادم بهدف التعامل مع المستقبل، ليس برفضه وإنما محاولة تحسينه وتطويره وتثقيفه لمسايرة الجديد المتجدّد، ومعايشة المستجدات، ومراجعة الأصول والأطر التي تحكم الواقع لاستنباط آليات التعامل مع الوقائع



لماذا نستشرف المستقبل؟


الناس أعداء ما جهلوا.. ولكن النجاح الحقيقي هو التصالح مع المستقبل، وما دام المستقبل مجهولاً، يظل أحد المتغيرات التي يمكن توجيهها لصالح المؤسسة أو على أقل تقدير تجنب احتمالات المخاطر والخسارة عبر توجيه المستقبل لصالح الشركة أو المؤسسة. وما دامت الإدارة تتعامل مع متغيرات (الوقت.. السعر.. الإنتاج.. الاستهلاك.. اتجاه السوق..الخ) فعليها السعي لكشف الحركات المستمرة الخطية أو الدورية، والتي قد لا تتكرر، أو تحكم بالضرورة مستقبل الجماعات الإنسانية، مثل تناوب سنوات الانتعاش والركود الاقتصادي، أما ثوابت الطبيعة فهي قائمة لا جدال؛ فهناك تناوب الليل والنهار والفصول والمناخات


شروط الاستشراف



الاستشراف هو نوع من الفعل الإيجابي الذي قد تتأخر نتائجه، ولكنه يساهم في التطوير والإضافة للمؤسسة؛ فشتان بين الفعل ورد الفعل، بين من ينتظر ما يأتي به المستقبل، ومن يُسارع نحو المستقبل مستخدماً أدوات المستقبل وآلياته
والمعضلة في الاستشراف أنه ليس بالأمر السهل أو المعتاد تبعاً لحقيقة جوهره السابقة؛ لأنه دائم التحضير والانتباه والتحوّط والتغيير وعدم الركون إلى السائد، واختراق المناخات القائمة، وإيجاد أجواء تساعد على التغيير وتدعو إلى التغيير، والحفز باتجاهاته، ومن ثم فإن المستشرف، وهو الشخص أو الأفراد والجماعات والمؤسسات والسلوكيات والثقافات التي تقوم بهذا الدور وتمارس هذه المهمة في المجتمعات يقوم بعمل شاق، وغالباً ما يكون هؤلاء المستشرفون عرضة للأذى والنبذ والكراهية والتبرّم من قبل عامة المجتمع والدوائر النافذة فيه، ما لم يكن الاستشراف متغلغلاً في مفاصل تلك الدوائر، وهذا لا يتمّ إلا في مجتمعات قد قطعت أشواطاً طويلة في الوعي. ومن أجل الحيادية في قراءة المستقبل علينا تجنّب الأفكار المسبقة أو الاندفاع لرؤية بعض الأمور التي تناسب أفكارنا وتجاهل أو نبذ الأخرى التي
تزعجنا



الاستشراف وبناء المجتمع



الاستشراف لا يُمثل ضرورة فقط للشركات والمؤسسات، ولا يرتبط فقط بالنواحي الاقتصادية، ولكن استشراف المستقبل هو ضرورة لبناء الفرد والمجتمع وتطورهما في شتى القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعلمية، فالمجتمع غير القادر على رسم خطوات المستقبل سيغوص في هموم الحاضر، وسينحصر في ثقافة الماضي، ومن ثم يكون التأخر رهينة، وهذا ما تبدو عليه الكثير من حالات مجتمعاتنا العربية
إن معظم النجاحات والإنجازات والاختراعات صنعها المستشرفون الذين رفضوا سلبيات الواقع وسعوا إلى إصلاحه، كذلك فالمجتمعات الناجحة هي التي تنتهج الاستشراف كأسلوب حياة

Archive