Dec 23, 2007

الزواج .. والرزق



بدايةً أحب أن أعبِّر عن سعادتي عند كتابتي هذا الموضوع ولقائي معكم من خلال موقعي .. وأود أن أُعرِّفكم بنفسي .. أنا شاب لم أتجاوز الثلاثين من عمري، وقد تعمدت ذكر سني لأقول لكم إن عمري قريب من كثير ممن يقومون بقراءة مقالي الآن، فأنا شاب أعيش وسط الشباب، واحداً منهم، أعرف طموحاتهم وهمومهم، ما يسعدهم وما يقلقهم، والصعاب المحيطة بهم، وإيجابيات وسلبيات هذه المرحلة، والمشاكل الكثيرة التي قد يمر بها كثير منا، فهذا المقال من أخ محب قريبٌ من حياتكم

لا شك أن الزواج رزق ولا يملك الرزق إلا الله – سبحانه وتعالى - فهو المتحكم فيه وهو الذي يحدّد قدره وموعده، ومن الذي يستحقه، وكل ذلك مربوط بحكمة لا يعلمها إلا هو - عز وجل - علاّم الغيوب، وكيف لا، وهو القائل: "وفي السماء رزقكم وما توعدون" . ونحن إذ نتحدث عن الرزق يجب علينا أن نلتفت لما يجب علينا اتخاذه لكي يمن الله علينا برزقه ويبارك لنا فيه، والبداية تكمن في الاعتقاد اليقيني بأن الرزق من عند الله وأنه لا أحد من خلقه بقدرته أن يبسط الرزق لهذا.. أو أن يمنع الرزق عن ذاك، وإنما الكل أسباب يسببها الله ويضعها في طريقنا لكي تكون باباً يأتي الرزق منها إلينا. ثم علينا أن نتيقن من أن كل شيء بكتاب، وأن لكل شيء أجله، فقد يؤخر الله الرزق لحكمة لا يعلمها إلا هو، وقد يبكِّر من مجيئه لحكمة أيضا لا يعرفها إلا غيره سبحانه


وإذا ما ذهبنا للحديث عن الزواج، فمعلومٌ أن في الزواج حكماً كثيرة، أهمها تغذية النفس بما بها من حاجة للحب والسكن والطمأنينة والمودة والرحمة، والعمل على صيانة النوع الإنساني بالتناسل والتكاثر
ألم تفكر مثلا، لماذا تُحب أن تقابل هذه الفتاة وأن تتحدث معها ؟ ألا تدري لماذا تسعد حين تسأل عنك ؟ ألا تعرف لماذا تطرب لكلماتها وتهنأ بنظراتها، وتكاد تطير من الفرح حين تلتقي عينك بعينها ؟
ألم تفكري في سبب لشعوركِ حين تجدين من يُوحي إليكِ بأنه مسئولٌ عنكِ، وأنه قادر على صيانتكِ وحمايتكِ؟ ألم تجدي ما يبرر سعادتك للقياه وبهجتك بكلماته ونظراته؟
إن السبب في ذلك هو أنك محتاج لهذا بحكم الفطرة، فبداخل كل منا ما يشعرنا بالاحتياج لكل ذلك، ولهذا وضع الله لنا الحل.. إنه الزواج

والسؤال الآن: لقد أصبح الزواج – في ظل الظروف القاسية التي نعيشها - صعبا، فكيف لنا أن نوفر كل احتياجاته ومتطلباته؟
يا أخي .. ويا أختي .. ألم نتفق على أن الزواج رزق؟ إذن فلنطبق فيه ما تحدثنا عنه في الرزق .. تيقن بأنه من عند الله، وأن موعده مكتوب عنده منذ الأزل، واصبر فإن الله سيكافئك على صبرك، ولا تتعجل الرزق – ألا وهو الزواج - بارتكاب المعاصي
انظر حولك .. إن الكثيرين منا لعدم وجود اعتقاد يقيني عندهم بأن الزواج رزق من عند الله، كثيراً ما يقعون في الزلل ويستعجلون الرزق بارتكاب المعاصي .. أليس في الزواج العرفي والعلاقات المحرمة مما يُعدْ كذلك ؟ ثم انظر إلى حال ًهؤلاء وستجد أن الله يُمنع عنهم الرزق بعد ذلك.. وقد يعطيهم إياه ولكنه لا يُبارك لهم فيه.. وقد يبُارك لهم فيه رغبة في هدايتهم، فإما يهتدون ويصلح حالهم، وإما يتمادون فيكون عذاب الله شديداً عليهم
أما من يصبر محارباً لشهواته ولذّّاته، غاضاً بصره عن كل ما يثيرها، فإن الله يجعل المكافأة سريعا.. انظر لكل من تزوجوا حولك واسألهم .. ستجد الإجابة واحدة : "حين نويت الزواج بحق، ساعدني ربي وفتح عليّ أبواباً للرزق من عنده " . إذاً اجعل نيتك خالصة لوجه الله، وتيقن أن الرزق قادمٌ من عند الله لا محالة، مؤمناً بأن لكلِ شيء أجلاً، واعمل قدر
ما تستطيع على أن تكون قادراً على القيام بمسئوليات الزواج من ناحية، ومحارباً لشهواتك من ناحية أخرى

وفقنا الله لما فيه الخير

No comments: