(4-2)
نظرت إليها فابتسمتُ لابتسامتها، واليوم تلو اليوم ، وأنا أصبح أكثر من صديق لها ، تشتكي إليّ بمشاكلها، وتطلب رأيي في قراراتها، ولطالما أحسست بأني أقترب من الجلوس على عرش ملكها، وأتقلد تاج الحب ببركتها، وحينما لم
أستطع أن أكتمها همستُ في أذنها .. أنا أحبك
نظرة فابتسامة فســـلامٌ ***** فكلامٌ فموعدٌ فلقـــاءُ
هكذا هي مجريات معظم قصص الحب –مهما اختلفت مجريات الأحداث فيها- التي تنشدها الشهوة لا الفطرة، لأن الفطرة تنشد الاقتران بلفظة"أريدك زوجة لي"، بمعنى الرغبة في إقامة علاقة مقدسة وهذه الرغبة لا شك أن يكون فيها من الالتزامات والتعهدات ما يغلق جميع روافد الحب الوهمي، ويبقى رافد الحب النقي الطاهر الذي يصب في بحر الحب الإلهي فتتحقق السعادة المنشودة ...!!!ولعمري إن من أكبر نكات الدهر عندما ترد فتاة على رجل تقدم لخطبتها بـــ"كنت أنظر إليك كأخ" أو "كنت أنشد صداقة بريئة"، بل الأدهى والأمر عندما يتهم المتقدم لخطبتها بـــ "الشهوانية الحيوانية" و "سوء الظن والنية" ، فأي براءة في صداقة هذه تصادم فطرة فُطر الناس عليها مذ أن ولدوا، وأي أخوة هذه تتجاذبها شهوة شيطانية من كل حد واتجاه ....!! إن الحب البشري إذا لم يكن رافدا يصب في بحر الحب الإلهي ليس إلا نزغة هوى ألبسها الشيطان لبوس الطاعة {وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ}، وهذا الحب نفسه الذي دفع بجيش من أمة محمد ليدفعوا بأرواحهم ثمنا لنصرة امرأة ما رأوها في حياتهم استنجدت بهم، وهذا الحب نفسه الذي أنطق جابر بن زيد "إني أحبك" في عائشة رضي الله عنهما، وهذا الحب نفسه الذي يُبكي المسلم عندما يسمع عدد زوار مهرجان، وهذا الحب نفسه الذي يثير غضب المسلم عندما يسمع بانتهاك حرمة من حرمات المسلمات في شتى بقاع العالم
No comments:
Post a Comment