Dec 4, 2007

ألوان الابتسامة



البسمة.. إن مجرد سماع هذه الكلمة يبعث في النفس العديد من المشاعر الجميلة ويجعلك وبدون إرادتك تشعر بأنك في حاجة ماسة لأن تبتسم، فهي كلمة تداعب الوجدان، وتحفزه للفرح والسرور كما هو الحال مع مفردات الزواج تماما – فقط لدى العزاب الفقراء
ومن ناحية أخرى فإن الابتسامة تعبير قوي وشامل لكل ما يدور داخل النفس البشرية سواء كان شعورا بالرضا أو السخط أو غيره مما حدى بنا أن نقسّم الابتسامة إلى أربعة أقسام، حسب لونها، وفق ما وصلت إليه التجارب في المعامل الاجتماعية المخضرمة. وهذه الأقسام كما يلي
الابتسامة المائية: وهي من أخطر الابتسامات إطلاقا إذ أنها لا لون لها ولا رائحة، مما يجعل من الصعوبة بمكان التعرف على نوايا صاحبها أو تصنيفها حسب مقياس الخير أو الشر
الابتسامة السوداء: وتعتبر في الدرجة الثانية من ناحية الخطورة الاجتماعية، وتمتاز عن سابقتها بأنها تفضح نوايا صاحبها مباشرة إذ أن الإنسان البسيط يستطيع أن يدرك وبسهولة أن المبتسم يغلي قلبه على الشخص المبتسم له ضغينة وشرورا. ولا سيما إذا صاحبتها عواملها المساعدة : كالأعين المحمرة، والجباه المخططة، وغيرها من علامات الشطط المعروفة
الابتسامة الصفراء: وهي أقل خطورة من سابقتها، حيث يتضح من رسمها جليا أن المبتسم بالغ الاستياء والكدر وربما الاستخفاف بالمبتسَم له. ومن العوامل المساعدة لهذه الابتسامة مصاحبة بعض الأصوات لارتسامها على وجه المبتسم كالزفرات المضغوطة وغيرها من النغمات التأففية
الابتسامة البيضاء: وتعتبر هذه الابتسامة هي ملكة جمال الابتسامات في المجتمع، وذلك لأنها ذات حُلة بيضاء ناصعة وتخرج متبخترة كأنها - عروس - ترفل في ثوبها الأبيض. وتمتاز على قريناتها بأنها بالغة الشفافية وعالية النقاء وذلك لأنها تخلو تماما من دلالات الضغينة والبغضاء بل على العكس تملؤها مشاعر الطمأنينة وتصاحبها نظرات الإعجاب والتفاؤل، ومن العوامل المساعدة والتي تقترن بهذه الابتسامة ما يتخللها من دعوات مباركات من قبل المبتسم


ولما ذكرناه من أسباب كانت هذه الابتسامة هي التي رمى إليها رسولنا الكريم عليه السلام في قوله: ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ). فلنحرص جميعا على أن نكون من الموزعين لهذه الابتسامة، بل من وكلاء توزيعها، وذلك بالحث عليها وتحفيز مروّجيها، جعلنا الله وإياكم من المتصدّقين.. وتقبل منا أجمعين

No comments: