Dec 2, 2007

لقد وقعت في حبها - 3

(4-3)
كثيرا ما نسمع عن "الغزو الفكري"، و "صراع الحضارات"، بل ومن بيننا من ألّف كتبا في ذلك وحصل على الدرجات العليا في اختبارات في هذه المواضيع، وأصبحت كلمة "الغزو الفكري" تتردد حتى على أفواه أطفال المدارس، وقضية الغزو الفكري ليست قضية رأي فحسب، وإنما القضية قد تتعدى لتصل قضية كفر بما أنزل الرحمن دون الشعور بذلك أو بتعمد التجاهل لذلك. وما خلا فيلم يروج له كافر فاسق، أو مسلم منافق، إلا وتجد به رسالة " الحب"، وما ألّف كافر كتابا في هذا الموضوع إلا وأرسل ألفا من رسائله قد دسها تحت مرادفات لا تغبي إلا الحمقى والمغفلين، وبعد ذلك ينفق ولو ماله كله حتى يوصل تلك الرسالة إلى شبابِ " لا معبود بحق إلا الله، وأن محمدا رسول الله"، {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }، فأسس القنوات المجانية لبث فكرته، وترجم الكتب بعدة لغات، واجتهد قدر استطاعته على أمل أن يؤمن بهذه الفكرة ولو مسلم واحد فقط، ومن ثم ينتشر السم في سائر جسد الأمة الإسلامية كانتشار النار في الهشيم. منذ الصغر وجميع أفلام الرسوم المتحركة التي نشاهدها ، إن لم يكن جميعها فأغلبها تحتوي على رسالة علاقة الصبي بصديقة، - حتى إن كانت مخفية - ولكن تكرار تلك المشاهد في الصغر جعلت المُشاهد يؤمن بحقه في ذلك، وبالتالي لم يكن بالعسير في أن يستقبل المرحلة التالية من الرسائل التي تبثها أفلام النصارى واليهود في القنوات المجانية، من فسق ومجون في قضية الحب، لأن هذه الكلمة أصبحت مبررا لكل ما تتطلبه من شنيع وقبيح....! وأصاب السهم القلب فخرّ في الحضيض ينشد قصة حب كتلك القصص التي يشاهدها يوميا، فوجد نفسه تائها يبحث عن بطلة قصته، وأصبح يكتب حبا، وينشد حبا، وينطق حبا، بل وآمن بعيد جديد في دينه يطلق عليه "بعيد الحب" ، وليس لهذا العيد من مغزى سوى رسالة اطمئنان للعشيقين تقول بأن لا تقلق، فهناك جمع غفير معك يحتفل بعلاقته الغرامية مع عشيقته في هذا اليوم، ولا شك أن المعصية عندما تمارس علنا، لَتَسهُل على قلب الإنسان وتبعث في روحه برودا واطمئنان ...! إن الرغبة والميلان من الذكر اتجاه الأنثى والعكس هو أمر فطري لا جدال فيه، فقد تجلس الفتاة مع عشرين من بنات جنسها ولكنها لا تزال تحس برغبة تدفعها للحديث والجلوس مع من هو ليس من بني جنسها وأعني بذلك الرجل، وكذلك الحال مع الرجل، وهذه الرغبة قد تخرج عن السيطرة في بعض الأحيان، فيترجمه البعض "حبا"، ويترجمه آخرون " فسادا في النفس" ...الخ ، وأيّا كان المسمى .. فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: أنّى لهذا الشاب أو لهذه الشابة بهذا الشعور إلا وقد خرق قانونا ربانيا للمحافظة على نقاوة الفطرة ....، فكيف يهيم رجل بجمال امرأة إن غض طرفه عنها، وكيف تعشق فتاةٌ شابا، إن لم تخالطه وتسمع لقوله...؟
وللحديث بقية ...

No comments: