Dec 27, 2007

البنت السوبر 2

ويستمر الكلام إلى الأبد‏..‏ ويستمر الجدل في كل بيت‏..‏ وتستمر مكابرة المكابرين‏. ‏وإنما أراد الله أن يمتحن الكل، وأن يختبر القلوب والنفوس حتى نخاع العظام وهو- هو - وحده الذي يعطي الحرية للجميع ليفعل كل امرئ ما يحلو له حتى لا يعود لأحد منهم عذر ، وحتى لا تبقى له ذريعة ، ولا تعود له حجه‏..‏ ‏‏فمتى نسقط عن أنفسنا هذا الزيف بايدينا قبل أن يفاجئنا الموت، فيعرينا هذه التعريه المخجله‏. ‏متى نعود إلى عروبتنا، وإلى إسلامنا، وإلى لغتنا وإلى أصلنا‏. ‏متى نلتقط قارب العبور في محيط العولمة الخادع ونكتشف طريقنا إلى نفوسنا وإلى حقائقنا وإلى تميزنا وانفرادنا وخصوصيتنا‏.‏ إن العودة إلى النفس هي بداية النجاة‏. ‏ومعرفه النفس هي أم المعارف وبداية الطريق لمعرفه الله‏. ‏والبنت السوبر لن تصلح لتعمر بيت‏. ‏إنها قد تصلح كقطعه ديكور‏..‏ أو كورق ملون للحائط‏..‏ أو كدمية من السوليفان‏..‏ ‏ولكنها لن تصلح لرحله عمر‏..‏ لأنها فقدت نفسها‏..‏ فقدت خصوصيتها‏.‏ وكل نسخة من نفوسنا خلقها الله كبصمه الإصبع خاصة جداً وشديدة الخصوصية وغير قابله للتكرار وغير قابله للعولمة‏..‏ فهي ذات ليس لها مثيل في سرها وخصوصيتها‏..‏ وهي تلمع وتتالق كالجوهرة كلما حافظت على هذه الخصوصية ولم تذب ولم تتعولم ولم تصبح مشاعا‏..‏ والنفوس العظيمه هي التي استعصت على الذوبان، وحافظت على البصمة الالهية الخاصة فيها‏.‏ وما أكثر ما تروج صحافتنا من ضلالات‏..‏وأولى تلك الضلالات هي العولمة وهي كلمه مهذبة جداً للتبعية، والأمركه، وفقدان الهوية، والخصوصية، والذوبان في الهلامية العالمية‏. ‏وليس أجمل في الدنيا من قول لا اله إلا الله‏..‏ إن لغتنا العربية هي حصننا، ومحفظه تاريخنا، وحروف قرآننا‏..‏ وهي وجهنا وملامحنا، والتفريط فيها، تفريط في ملامحنا، وسحنتنا، ونسبنا، وهويتنا‏.. وإصلاح هذا الأمر‏..‏ والنهوض بتعليم اللغة العربية واجب ، فما يصلنا من خطابات بلهاء مليئة بالأخطاء يدل على تدهور مستوى هذه اللغه إلى درجة تنذر بالخطر‏..‏ ومذيعوا النشرات في التليفزيون يتهجى بعضهم الكلمات‏. ‏فاللغه التي نتبادلها في غفلة وخفة هي صنعة الهية‏..‏ والله هو الذي علمها بذاته لآدم..‏ فهو الذي علم آدم الاسماء كلها‏.. ‏ومعلم العربية، هو خليفه الله في هذا الشرف الرفيع‏..‏ ومن يحلم بمثل هذا الشرف ؟؟‏!!‏ وندق جرس الإنذار‏

No comments: