إن الإسهاب المستمر والمنتظم في الأفكار السلبية يرهقك بدنياً وعقلياً. وفي بعض الأوقات يمكن أن يتركك منهكاً ومكتئباً، وفي حين أن التفكير الإستحواذي بالأفكار السلبية يمكن أن يكون عرضاً وممهداً للاكتئاب، هو أيضاً عرض لشيء مختلف تماماً. هناك "فوائد" متعددة مشتقة من هذا السلوك: - إنه يزودك بطريقة لتعود إلى نفسك، إذا كانت الأمور تسير بشكل جيد وبدأت تشعر بأنك غير جدير بذلك، فإن هذه الأفكار تفيد كطريقة لتعاقب نفسك. - إذا كنت غير مرتاح "بسعادتك"، فإن الأفكار السيئة تزودك بحزن كاف ليتكافأ مع السعادة إلى الدرجة التي تشعر فيها بأريحية أكثر. - إن نقص التوجيه والعاطفة يساهم، غالباً، في هذا السلوك، إذا لم يكن لديك شغف أو بؤرة اهتمام في حياتك، فليس لديك أي شيء ليستنفذ انتباهك، فأفكارك حرة في التجول، وما لم تقم بجهد واع لتفكر بشكل إيجابي، فإن أفكارك ستسهب في السلبية التي حولك. - قد يكون لديك حاجة ماسة لتهيء نفسك نفسياً لمفاجآت الحياة الصغيرة، فأنت لا تشعر أنك مجهز عاطفياً لتتعامل مع الأخبار السيئة، لذلك تهيء نفسك لتقلل من الصدمة، وبالإسهاب بالأفكار السلبية، تشعر أنك ستكون قادراً بشكل أفضل لتتعامل مع المواقف السلبية أكثر مما لو تكون بمزاج جيد وتستقبل أخباراً سيئة. بهذه الطريقة يكون التحوّل أقل – فأنت أصلاً في مزاج سيء على أي حال، وهكذا لا يمكن لأي شخص أو أي شيء أن يسلبك مزاجك الجيد بشكل غير متوقع، فأنت ميّال لتوقع الأسوء، لهذا السبب بذاته، لديك حاجة ماسة لتكون جاهزاً نفسياً لصدمات وهزات الحياة، وتوقع الأسوء يزيل أيضاً خيبة الأمل المحتملة. افسح مجالاً لعادة التفكير بإيجابية: نحن نعيش في مجتمع سلبي، ومحاطين بأخبار سيئة ابتداءً من صحيفة الصباح وحتى أحدث أخبار المساء. بشكل عام، ثقافتنا ليست مشحونة بجو إيجابي، وكل يوم نقوم بخيار ما لنملأ عقولنا إما بأفكار إيجابية أو بأفكار سلبية، وللهروب من مجرى الأفكار السلبية، فأنت تحتاج لأن تفسح مجالاً لعادة التفكير بإيجابية
إن الإسهاب في الأفكار السلبية هو سلوك مكتسب، وما تم اكتسابه يمكن أن يتخلص منه. إن التفكير السلبي يشبه القطار الذي تزداد سرعته وقوته كلما تحرك مسافة أبعد. أنت تحتاج لأن توقف تفكيرك في أعقابه. ومع الوقت، ستجد أن الأفكار غير المرغوب بها تذهب بسرعة وبسهولة كما أتت. إنها مجرد مسألة إعادة تدريب عقلك. ابدأ بابتكار رصاصات ذهنية يمكنك إطلاقها على الأفكار السلبية، وراجع في عقلك عدة أمور تستمتع بها بشكل حقيقي. وعند أي وقت تتسلل فيه الأفكار السلبية، أطلق فكرة إيجابية عليها. وتخيل الفكرة السلبية تنفجر كبطة من الصلصال، ومع الوقت، ستفكر بشكل طبيعي بأفكار مفرحة وإيجابية دون حتى التفكير بها. العب لعبة التحمل الذهني: إذا وعدت بأخذ مبلغ مليون دولار على كل دقيقة يمكنك أن تفكر فيها بطريقة إيجابية، باستمرار وبدون أن تتسلل أية فكرة سلبية، فكم من النقود تعتقد أنه يمكنك أن تكسب؟ إن الشيء الوحيد الذي نمتلك جميعنا السيطرة الكاملة والمطلقة عليه هو أفكارنا، لذا، إذا كنت قادراً على السيطرة على أفكارك، ولديك الحرية في التفكير بما تشاء، فلماذا لا تفكر بأفكار إيجابية ومفرحة طوال الوقت؟
د. ديفيد ليبرمان
ترجمة لميس فؤاد
No comments:
Post a Comment