هنالك من يعيش معك ليل ونهار.. فهو ينام ويستيقظ معك، ويرافقك إلى عملك، كما يتناول الطعام معك ويسافر معك. ومن الممكن أن يكون جالساً إلى جانبك الآن وأنت في خضم القراءة لهذا الموضوع. انظر والتفت حولك فلربما تجده في مكان ما. وحين تنسى نفسك خلال إحدى الأُمسيات في متنزهٍ ما، أو داخل مسبح لبعض الوقت، تتمكن من نسيان أمره موقتاً، بيد أنك تجده إلى جانبك على حين غرّة حين تلتفت حولك. هل يمكنك أن تطلق اسماً على من يرافقك باستمرار طوال النهار؟ إنه "الخوف" بذاته. منحته الكثير من السلطة، وها قد أصبح الآن سيدك الذي يستمتع ببسط كامل سيطرته عليك. كيف نواجه الخوف؟ وعلى الرغم من كرهك له ورغبتك في التخلص منه، إلا أنك أصبحت كاللعبة بين يديه، وتتعامل معه تماماً كما يتعامل المرؤوس مع رئيسه
يُعد الخوف من ألدّ الأعداء، يسلبك كل فرحك وسعادتك وسلامتك. فهو يتآكلنا تدريجياً ويكاد يحولنا إلى عبيد له. القلق والخوف اللذان يساوراننا حيال المستقبل يمنعاننا من اختبار السعادة والفرح المتواجدين هنا في الوقت الحالي.علينا التغلب على خوفنا في حال أردنا التمتع بحياتنا إلى أقصى الحدود. فمدى فهمنا لمخاوفنا وقدرتنا على التغلب عليها هما ما يمكّننا من النجاح في البحث عن الرضى في حياتنا. إذاً ما هو الخوف؟ الخوف حقيقة توقع خسارة ما أو أذية الـ"أنا" عندنا. يمكن لهذه الخسارة أو الأذية أن تكون جسدية، ولكنها غالباً ما تكون نفسية. ويمكن للخوف أن يرتبط بالشخص نفسه، أو بالأشخاص الآخرين، أو حتى بالأشياء التي تربطه بها علاقة عاطفية. الأشخاص هم العائلة والاصدقاء، أما الأشياء فهي المنزل أو السيارة أو العمل أو المركز أو الاسم والشهرة وغيرها... إذاً فالمخاوف مرتبطة بالشكوك المدركة المتعلقة بالخوف والألم
No comments:
Post a Comment