Mar 26, 2008

التعلُّم.. سر الصحة والسعادة




كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص المتعلمين هم أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب، وأكثر تحفُزاً لتحقيق الإنجازات ويتمتعون بصحة أفضل من أولئك الذين يتركون المدرسة في الصغر. وفي الوقت الذي يعرف فيه الجميع بأن التحصيل العلمي عادة ما يجلب معه المناصب العليا والرواتب العالية، فإن الدراسة التي قام بها معهد التعليم في بريطانيا تشير إلى أن التأثيرات العاطفية والنفسية والجسدية للتعليم تحمل قدراً مماثلا من الأهمية. ويقول الباحثون إن التعليم يساعد الأفراد على إدارة حياتهم بشكل أفضل والتغلب على المشاكل التي تعترضها مثل البطالة والطلاق ووفاة الأقرباء والأصدقاء. وتساعد المهارات التي يتعلمها المرء أثناء الدراسة على تفهمه للحاجة إلى مزيد من المهارات، كما تساعده على كيفية استخدام مهارات الآخرين كما أشار البحث إلى أن المتعلمين يتمتعون بصحة جيدة وأنهم استخدموا الخدمات الطبية الوقائية بشكل أفضل والتزموا بالقيود الغذائية التي تحتمها المتطلبات الصحية. كذلك أشارت الدراسة إلى أن المتعلمين يُعاملون معاملة أفضل من الأطباء مقارنة بالأشخاص غير المتعلمين أو الذين يحملون مؤهلات علمية أدنى. وكلما كان تحصيل المسنين العلمي، في الماضي والحاضر، أعلى أصبح استعدادهم للتدهور العقلي أقل


هناك مزايا أخرى ترافق التعليم، وهي أن المتعلمين عادةً ما يُؤخرون الزواج وإنجاب الأطفال، إلى درجة أن بعض النساء بقين دون أطفال أو أنهن خاطرن بالحمل المتأخر الذي يتضمن مخاطرة صحية بالنسبة للأم أو الطفل. ويقول البروفيسور جون باينر، مدير مركز الأبحاث في معهد التعليم البريطاني، إن الباحثين أرادوا في هذه الدراسة أن يبرزوا المنافع غير الاقتصادية للتعليم. ويضيف البروفيسور باينر أن من المهم جداً تشجيع كل أفراد المجتمع على التعلم، لأن هناك الكثير من المنافع الإضافية، غير الاقتصادية، التي يحصل عليها المتعلم. كذلك فإن من الضروري إزالة كل العقبات التي أعاقت نجاح الناس في الدراسة في الماضي. ويقول البروفيسور باينر إن هناك حاجة لجعل الفرص التعليمية أكثر توفراً وأكثر سهولة وقرباً للناس، وليس للقائمين على المؤسسات التعليمية. ويقول البروفيسور باينر إن المنافع الاقتصادية الضيقة تهيمن منذ زمن طويل على التعليم، لذلك فإن إهمال الحكومات للمنافع الواسعة للتعليم هو مضر ليس للفرد فحسب وإنما للمجتمع ككل كما بيّن بحثنا ذلك بوضوح. وتعتمد نتائج الدراسة، التي ستستخدم لمناقشة سياسة الحكومة في هذا المجال، على نتائج جاءت بها دراسات عالمية أخرى بالإضافة إلى ملاحظات المعهد لاثني عشر ألف بريطاني وُلدوا عام ثمانية وخمسين، واثني عشر ألف بريطاني آخر وُلدوا عام سبعين. ويقول البروفيسور باينر إن من الضروري تحديد بعض العوامل التي تكمن وراء نتائج البحث، إلا أنه لا أحد يعلم ما هي علاقة الصحة العقلية بالمؤهلات العلمية

No comments:

Archive