لا يميز العقل الباطني بين دوافع الفكر البناءة والهدامة، لأنه يعمل بالمواد التي تغذيه بها من خلال دوافع أفكارنا، ويترجم العقل الباطني إلى واقع كل فكرة مندفعة بفعل الخوف بقدر ترجمته إلى واقع كل فكرة مندفعة بفعل الشجاعة والإيمان. وكما تقوم الكهرباء بتشغيل عجلات الصناعة وإنتاج خدمات مفيدة إذا استعملت بشكل بناء، تنتج خدمات هدامة إذا أستعملت بشكل خاطىء، كذلك يمكن أن يقودك قانون الاقتراحات الذاتية التلقائية إلى السلام والإزدهار أو نزولاً في وادي البؤس والفشل والموت وفقاً لدرجة فهمك وتطبيقك له. وإذا ملأت عقلك الخوف والشك وعدم الإيمان بقدرتك على ربط واستعمال قوى الذكاء المطلق، فإن قانون الاقتراحات الذاتية التلقائية سوف يأخذ روح عدم الإيمان هذه ويستعملها كنمط ونموذج يمكّن عقلك الباطني من ترجمتها إلى ما يماثلها مادياً. ومثل الرياح التي تحمل السفن إما في اتجاه الشرق أو في اتجاه الغرب، يمكن لقانون الاقتراحات الذاتية التلقائية أن يرفعك أو يسقطك حسب الطريق الذي تبحر فيه أفكارك
وقانون الاقتراحات الذاتية التلقائية والذي يمكّن من خلاله لأي شخص أن يرتفع إلى مراتب عُليا من الإنجازات التي تذهل الخيال موصوف في الأبيات الشعرية التالية: إذا ظننت أنك هُزمت تكون قد هزمت حقاً.. وإذا ظننت أنك لست مقداماً لن تكون مقداماً.. وإذا رغبت في الفوز ولكن ظننت أنه لا يمكنك الفوز.. فمن المؤكد أنك لن تفوز إذا ظننت أنك ستخسر. فأنت ستخسر حقاً، لأنه في هذا العالم نجد أن النجاح يبدأ بالإرادة والأمر كله حالة ذهنية. وإذا ظننت أنك منبوذ ستصبح منبوذاً، لأنه يجب أن تفكر في الأعالي لتسمو ويجب أن تكون واثقاً من نفسك قبل أن تفوز في أي مباراة وبأي جائزة. فمعارك الحياة لايربحها فقط الشخص الأقوى والأسرع.. فعاجلاً أم آجلاً يفوز الرجل، الذي يؤمن أن بإمكانه الفوز! إدرس الكلمات السابقة مع التشديد على الظن والحالة الذهنية والثقة بالنفس وعندها سوف تدرك المعنى العميق الذي قصده الشاعر
فيليكس جاكبسون
No comments:
Post a Comment