Mar 11, 2008

لا... لليــــــأس



ًإن اليأس تتلخص مهمته في شيء واحد فقط، هو إغلاق جميع أبواب التفكير والعمل، في وجه الإنسان، إنه تماما كالقنبلة الذرية تقضي على جميع طاقاتك وقدراتك في لحظة واحدة فقط. واليأس صفة طبيعية في ذات الإنسان – وهذه الصفة تنشأ من صفة الضعف التي يتحدث عنها القرآن الكريم بقوله: (وخلق الإنسان ضعيفاً). ومن الضعف ينشأ اليأس القاتل، يقول الله تعالى: (لا يسئم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط). وليس هناك شيء أكثر ضرراً على عمل المرء من اليأس، فالعامل الذي يشتغل 8 ساعات باليوم بنشاط وحرارة يتوقف عن العمل فوراً عندما يسمح لليأس بالدخول في ذهنه، والمبشر في الإسلام يتوقف عن عمله فوراً عندما تحتل جيوش اليأس تفكيره، وكل عامل في الحياة، لا ينتج إلا إذا كان متفائلاً، فإذا دخل إلى نفسه اليأس لحظةً واحدة عطل كل نشاطه وقدراته. والإنسان سريع اليأس جداً فمجرد فشل بسيط يكفي لكي يثنيه عن عزمه ويدخل اليأس في حياته. يقول الله تعالى: (وإذا مسه الشر كان يؤساً). وهناك طريقة واحدة للتخلص من اليأس هو الأيمان بالله والتوكل عليه، هل جربت كيف يمنحك الإيمان بالله القدرة على تخطي المشاكل وتحدي الأزمات ؟ إن المؤمنين هم دائماً يرجعون إلى رحمة الله، ولا يمكن لأية مشكلة في العالم أن تثنيهم عن هذا الرجاء، يقول تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولائك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم). ولأن المؤمنين بالله هم دائماً في حالة رجاء وتفائل، والكافرين هم أبداً في حالة يأس وتشاؤم، فإن النصر هو في معظم الأحيان هو حليف المؤمنين



إن المؤمنين لا ينهزمون أمام المشاكل والأزمات مهما كانت عنيفة وشديدة.. إنهم يتعرضون لمختلف أنواع الضغط والكبت والأضطهاد، ولكن سرعان ما يعودون إلى حالتهم الطبيعية الأولى دون أن تؤثر فيهم المشاكل تماماً كما لا يؤثر الضغط الشديد على كرة المطاط في الملعب إلا لكي تقفز به إلى مستوى أرفع، أما الكفار فهم مثل كرة الصفيح يتفسخون عند أول ضربة عنيفة


عباس المدرسي

No comments:

Archive