يقول تعالى: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك). الحلم، والصفح عن الآخرين صفة رائعة تجعل العلاقة حميمة، وبعيدة عن الحقد، يقول الشاعر الانجليزي اليكساندر بوب: "الرجل الشجاع يعتقد أن الشخص الذي يؤذيه ليس متفوقاً عليه، لأنه يمتلك القوة، بل سر القوة هو: التسامح، والتجاوز عن الإساءة". والغضب المكبوت حول إهانة، أو غلطة يهدر الوقت، ويقلل من الإنتاجية، ويزيد الإجهاد الوظيفي، وليس ثمة شيء يعطي نوم ليلة هانئة غير أن تطلق من ذهنك خطأ صدر بحقك. فأنت في عملك مكلف بالصفح عن الزبائن المشاكسين لصالح علاقات المنشأة بهم، ومكلف بالصفح عن رئيسك لقوله ما قد يجرح مشاعرك نتيجة لإخفاق ما تعرضت له.. كل ذلك لأنك تعلم أن الكمال لله وحده، ولا بد للبشر من الخطأ، وعلى ذلك فأنت تتغاضى عن هفوة زميل، أو زلة صديق، أو إساءة طفيفة من موظف.. لا بد أن تجعل الأخلاق هي الأساس الأول في اتخاذك لأي قرار، وقد عرف الفلاسفة والقادة السلوك الأخلاقي بأنه: 1- الأعمال، أو القرارات التي تثمر منفعة لمعظم الناس ولا تتعدى على الحقوق الإنسانية الأساسية. 2 ـ الأعمال، أو القرارات التي تزيد من تقدير النفس. فالقاعدة الأخلاقية تؤدي دور المرشد الدائم في المواقف جميعها، وأنت في مهنتك تذهب إلى ما وراء النص الحرفي للقانون، أو الاتفاق لتأخذ في اعتبارك ما هو صحيح خلقياً، وليس بالضرورة أن تتخذ قرارات وتمارس إجراءات مبنية على أساس نفعي، ولكن وفق قاعدة إيمانية، فبإمكانك أن ترفض بيع منتجات أنت تعرف أنها فاسدة، وبإمكانك أن ترفض تزويد معلومات في سجلات شركتك، وقد ترفض تقبل الرشوة، وتمتنع عن تقديمها.. كل ذلك يأتي من دافع أخلاقي إيماني ذاتي يُوجهك باستمرار لقبول الصواب ورفض الخطأ. فأنت تبادر بنفسك لفعل ما يتماشى مع مصلحة العمل، وتفي بجميع التزاماتك، وتواجه كل ما يعترض طريقك بثبات، تقدر المسؤولية، وتتحمل المهمات الصعبة
وليكن شعارك ما يقوله الإمام علي (رضي الله عنه): الحلمُ غطاء ساتر، والعقل حُسام قاطع، فاستر خلل خُلقك بحلمك، وقاتل هواك بعقلك
No comments:
Post a Comment